عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > صالح الشرنوبي > نسمات وأعاصير

مصر

مشاهدة
1093

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

نسمات وأعاصير

يا نديمَ الصباح أترع كئوسكْ
وأذب في شعاعها أتراحكْ
سوف تطوي كفُّ المساء عروسكْ
وتبكي مع الندامى صباحكْ
***
طُف بعينيك في الفضاء الفسيحِ
وتنسّمْ عطر الصفاءِ الرّوحِي
تَجد الأرض دُميةً أفرغ الشّ
رّ عليها صبابة من قروحِ
***
أنت عندي كسيّدٍ مُستبدٍّ
خَفيتْ فيه ذلّةُ الأسراءِ
كلّما جئتني تنادين يا عَبْ
دي وفي مقلتيك روحُ الولاءِ
***
نادِميني ولا تذُوقي الشّرابا
بعُيونٍ أصفى من الصّهباءِ
لا تقولي إشراق عيني غابا
ودعي ما ورثتِ عن حوّاءِ
***
أنت تخشى نار الغرام عليّا
وترجّى النّجاة من أنفاسهْ
يا صديقي أحسنْ ظُنونَك فيّا
أنا أرجو نداه من أقباسِهْ
***
أيها الحامل المتاع تمّهلْ
أيّ داعٍ يدعو إلى الإسراعِ
ليْسَ بُدّ من الفراقِ فدعني
أتمتّعْ بغيرِ هذا المتاعِ!!
***
يا حبيبي نيرانُ حُبّك شبّتْ
في فؤادي والماءُ ملءُ يمينكْ
إن نزرًا من الصفاءِ يُروّي
ه ويُفنى شكوكه بيقينكْ
***
ضحكة الله في السموات رنّتْ
وبكاء الإنسان في الأرض رنّا
والمقاديرُ قُدّرتْ فاطمأَنّتْ
لا تُبالي ... ناح الوَرَى أمْ تغنّى
***
كِدتُ أرتاح للحديث عن ال
قردِ...أبا أولا وأنكرُ آدمْ
بعدَ أن نَالَني بنُوهُ بما لمْ
أجنِ أسبابه فعِفتُ العالمْ
***
أيها المُضْجِرِي بما تدّعي من
وحدة في الوجود أو في الشهودِ
لا تصدّع رأسي فحسبيَ من عَيْ
شي حُميّا كأْس ورنّةُ عودِ
***
يا معاني اللقاء يتّمَكِ الهجْ
رُ فأصبحتِ من معاني الفراقِ
لستُ آسى على الحياة إذا ما
شمْتُها دون قُبْلة أو عناقِ
***
جوهرُ الكون صامتٌ في عُلاه
فلِماذا تحدّثُ الأعراضُ
إنّ هذا اللسانَ آفةُ هذا الن
اسِ يندى وكلّه أمراضُ
***
مٌشكلات القضاء والأقدار
حيرت كل عاقل جبّارِ
والبرايا مضلّلون استقرّوا
بالأماني على شفيرٍ هارِ
***
أيها الآمل الصفاء مع الده
ر ترفّقْ بنفسكَ الوسْنانه
خُذْ أماناً من الزمان فإن ذُقْ
تَ صفاءً...فذاكَ منه أمانهْ
***
اُرقصوا رقصةَ الحياةِ أو الموْ
تِ إذا مات سيّدٌ أوْ زنيمُ
لن تزيدوهما على القبرِ قبراً
فيه ينْمازُ طاهر ورجيمُ
***
رجلٌ يشرب الحميم ليحيا
فيسمون صنعه تدجيلا
وأناس لم يمتطوا الأرض إلا
ليزيدوا أهل الحميم عويلا
***
أشعلوا في بيت المعرس ناراً
يتنشق دخانها التعساءُ
حكمة البؤس والرفاهة جُنّت
فتولى ترويضها الجهلاءُ
***
يا مطيّ القضاء أضناكم السي
ر فثوروا بطبعكم لا بطبعهْ
أو فناموا وانسوا الشكاة فما تجْ
دي، ولم تجدِ آدماً بعد وقعهْ
***
هنأوا الأم بالوليد ومروا
بأبيه يكررون التهاني
وهمو لو دروا لعزّوه فيه
فلقد جاءه خريف الزمانِ
***
أعجب الأمر في التحية أن النّ
اس يلقونها سلاما ورحمهْ
هيكل اللفظ فارقته المعاني
وهي نُساكه فأنتج عقمهْ
***
حسبوا الدهر غافلا عن خطاهم
فأقاموا مجانة الميلاد
رحمتا للأنيس يصنع سلوا
هُ ليقتصّ من عداء العوادي
***
في الأناسيّ من يميت شعوبا
بسموم يظنّهن شفاء
كالذي أغرق السفين بما خفّ
ت من الماء ..حين خاف الماء
***
أنا أجتر أمنياتي إذا لم
يخلق الحب أمنيات جديدهْ
أين سمع الحبيب أسكب فيه
ملء جني من من أغان شريدهْ
***
كلنا في الحياة يخشى من الموْ
تِ فيا فرحتا لأهل القبورِ
عرفوا البدءَ والختامَ جميعاً
فاطمانوا لحالك الديجورِ
***
لا تلم من تعيش في كنف العر
ض فقد آدها صراع الحياةِ
ربّما ضم شامخٌ مُومِس النفْ
س وفي وجهها حياءُ فتاةِ
***
أيها العصر لا تته إن كوخي
ليس يخشى قساوة الزلزالِ
أنا فيه سلطان نفسي وسُكّا
نُكَ عُبدانُ نِسوةٍ أو مالِ
***
قال لي الحظّ مرة وهو يجري
خشية اللمس من ذراعي المديدِ
سوف آتيك طائعاً بعد أن يُنْ
شر ما في الغيوب من تجعيدِ
***
غمرات السكون في الليل تُنسي
ني أفانين من ضجيج النهارِ
وحدتي معبدي وشعري تسبي
حِي فبعدا لناس من سمّارِ
***
قل لمن طاول السماءَ عتوًّا
لاعلوًّا وعثيرًا لا غماما
انكمش قبل أن تمزقك الريحُ
وتذروك في الجواء حطاما
***
أنت رجسٌ مذوّبٌ في كئوسٍ
مُلئت من طهارة الإيمانِ
كيف أسطيعُ أن أروّي بك التّرْ
بَ ومنك ارتوتْ ظماءُ الأماني
***
أتقولين إنني لست إنسا
نا لما شمته من استحيائي
أنت جمر شبّته أنفاسُ ماضِي
ه فما ينطفي بغير الماءِ
***
ملء عينيك غمرةٌ من غمامٍ
أفعمتها الأيام دمعاً سخينا
فاسكبيه ينبتْ أزاهرَ نسيا
نٍ فلا تذكرين بعدُ الشّجونا
***
كم على الأرض من بنيها حيارى
ضلّلتهم في بيدها النكباتُ
سبقوا العمرَ في طلاب الأماني
فإذا العمرُ والأماني فُتاتُ
***
يا حبيباً يعزّه أن أذِلاّ
سوف أنساكَ قبل أن تنساني
وكفاني ما ذقت نهلا وعلا
أيها الخالدُ الذي أفناني
***
أنقذيني يا كأسُ من عبثِ النّا
سِ فهم في وقارهم مسلاةُ
ربما كان في المواخير نُسّا
كٌ وفي المعبد الطهور عصاةُ
***
لا تناد الساقي فكم من كُئُوس
مُفعماتٍ شربتها من يديهِ
خِلتها سلوة الفؤاد عن الجمْ
رِ، فكانت جمرًا يزيد عليهِ
***
يا سقاة الغرام بالأعين النجْ
ل كئوساً...مشبوبة القطراتِ
ها هُنا ظامئٌ يحنّ إلى كأْ
سٍ يُفدّى حبَابُها بالحياةِ
***
يا رهيب السكون ياليل ما أعْ
جَبَ حالي على الغرام وحالكْ
أنت في هجرها عجوزٌ تمطّى
ولدى القُرْبِ شامخٌ يتهالكْ
***
إن رأيت السهوم في نظراتي
والبكاء الحزين في كلماتي
فاعذريني فقد تحطّمت الكأْ
سُ وكانت عبادتي وصلاتي
***
صديّ الحرّ في يمينكِ يا دُنْ
يا ودام النّقاء للأكدار!!
أربيعُ الحياةِ يُقسم للشّوْ
كِ ويبقى الخريف للأزهارِ؟؟
***
يا طهاة الحظوظ حسبكم الصمْ
تُ دليلاً على شقاء الجياعِ
تُسْمِنُون الذئبَ السمينِ ليسْتشْ
رِي على الشاةِ فيه داءُ الصراعِ
***
يا صحارى الحرمان ما أصنع اليو
م وقد هزّني نداءُ الروابي
لا تَلُومي سؤلي فقد آدَنِي السّيْ
رُ ولمّا أفز بغيرِ السرابِ
***
لهفَ قلبي متى ينالُ أماني
ه فيعلو فوق الزمان الساخرْ
في ربيع الشباب يرجو ويخشى
وهو بين المُنى وبين المقادرْ
***
يا دُمَايَ التي أضعتُ شبابي
أتغني بحُسنها في الخيالِ
أنت مثلي غريبة غربة الدرّ
ةِ تفنى في حمأة الصلصالِ
***
لستُ أدري أفي الأناسيّ خيرٌ
يُرتجى ..أم أرضى بهم أشرارا
حَيرتي حيرة الشريدِ على القفْ
ر يُرجّى نوراً فيشربُ ناراً
***
إيه يا مُخرجي الرواية هل كا
ن عليكم في نقص دورِي جُنَاحُ
أنا مثّلته مرارا فما ارتَحْ
تُ ومن لم يمثّلوه استراحوا
***
كل هذا الجمال للقبر يا ربّ
ألاما أشقى ضحايا الجمالِ
عبدوه ربًّا ..يُميت ليحيي
وهُداه مُجمّع من ضلالِ
***
إن رأيت المجنون يعبثُ بالنا
رِ فلا تقرَعي بنانَ النّدامَه
هو عقلُ الحياة خبّلَه الشّكُّ
فأنساه نوره وظلامه
***
عجّلي الخطوَ قبلَ أن يُشرقَ الفجْ
رُ فنمضي مُفرّقين مكانا
نحن في الليل طائران سعيدا
نِ نُغنّي بالفرحةِ الأكوانا
***
قبّليني يا ربةَ الحب إن شئ
ت وإن شئت قبلي الأطلالا
نحن سيّان في الشقاء وإن زِدْ
ت عليها الحنين والتّسالا
***
يا بني الأرض لست منكم وإن عا
شرتكم عشرة العزوف العيوفِ
مُكرهٌ لا مُخيّرٌ وفنائي
كوجودي مقيّدٌ بالظّروفِ
***
دنّس الواعظُ القدير فأخفى
رجسه في غلائل منْ بلاغهْ
أحرقوه..فليس أخطر منه
ودعوا الشمس كي تسدَّ فراغهْ
***
أسعديني في مأتم الحب والقلْ
بِ إذا ما أردتِ أن تسعديني
أودعيني أندبهما وأطهر
صلواتي براهباتِ الجفونِ
***
يا بنةَ الحب والشباب هبيني
لم أكذّب ما قلت في النسيان
ما تقولين حينما يبعث الحُ
ب رفاتا مكفّنا بالأماني
***
أرضعي الطفل يا مهاةُ فقد جا
عَ ولا توقظيه إن كان ناما
أو فقولي ألست ترجين أن لو
لم يكن كي لا يثقل الأيّاما
***
أنا فجرٌ طوته راحةُ ليلٍ
مُسْتخفٍّ بالكون والكائنينا
آهِ لوْ شُلّ فانفلتُّ لأحيي
أو أحيي بنوري الحائرينا
***
سجنتني الأقدارُ في قفصِ الطّ
ين ولم تنسَ أن تشُدَّ وثاقي
ليتها تفقد العنان لأفنى
ولتفنى شقاوتي واحتراقي
***
لستُ عبدَ النفاق يا قوم فامضوا
واستعينوا بمن يعيش نفاقا
حسبكم أننا توائمُ في القيْ
د وإن كنتُ أُوثر الإنطلاقا
***
أيّها الفيلسوف أنفقت أيّا
مَك فيما لا يشترى برمادِ
بيننا قصةُ الوجود فحدّث
أهِيَ زادت عن يقظةٍ ورُقادِ
***
سائل الأرض هل خلتْ لحظاتٍ
من تلقّى الأموات في كلِّ حينِ
ثمّ دعني إن لم يرقك حديثي
عنك يا بن الرّقطاءِ والتّنّينِ
***
حدّثوا القردَ مرّةً عن جميلٍ
وصفوهُ بأجملِ الأوصافِ
فَلَوى ذيله احتجاجا وقال الْ
يومَ ضاعت شريعةُ الإنصافِ
***
ربّ ما أعجب الأناسيّ حولي
يتغنّونَ والمجازرُ تبكي
فاعفُ عنّي إمّا شككتُ فمن صُنْ
عِكَ يا خالقي يقيني وشكّي
***
عبدَ الأقدمون أربابَ فكرٍ
وشدوا في تقديسها الألحانا
وعبدتُم أنتم عبيدَ تُرابٍ
وبذلتُم حياءَكم قُربانا
***
يا حبيبي ماذا تُرجّي من الهجْ
ر أذلّ الفؤادَ؟ أم نسياني
أيّ ذنبٍ جنيتُ في الحُبّ؟ حتى
تستبيك الدموعُ من أجفاني؟
***
رجّعي يا طيورُ أغنيةَ الفجْ
رِ فقد حنّ هاجري للقائي
واسجدي إن ألمّ يجمعه اللّ
ه مذيبُ الجفونِ والأحشاءِ
***
قدّر الله أن تكون للشاعر خادمةٌ من أهله، وآلمه نداؤُها يا سيدي فقال:
لا تُنادي يا سيدي فلقد ضمّ
كِ بي واحدٌ من الآباءِ
نحنُ سيّان في السيادة لكنّ
القضاءَ الأعمى أساس الداءِ
***
وأعطاها دريهماتٍ ففرحت فقال:
هذه المخرجات من كبد الأرْ
ض تعين المسكين في بلوائه
رحمتا للغريق في مائج التي
ه يخال البأساء في نعمائه
***
يا صدى الصوت ضعت مثل ضياع الص
وت بل أنت زدت عنه ضياعا
أنت مثلت لي أمانيّ لمّا
لم تجدْ في أفق الحياة شعاعا
***
كتب الله لن يضيع تقيٌّ
فلماذا أرى شقاء التقيّ
ملء دير الأحزان رهبان دمعٍ
كل برٍّ منهم بألف نبيّ
***
أيها الضاحكون في مأتم الجسْ
م سلاما من ضاحكٍ مجهولِ
لمعة البشر في مآقيه برقٌ
يتندى بالهاتن المغلولِ
***
قبلة الشمس للزهور جحيم
أخمدته جداول الأنداء
هكذا قبلة المشوق لطيفٍ
من هواه ينساب في الظلماء
***
أيها الزاهدون في غمرة الإثْ
م سلاما من زاهدٍ عبقريّ
أطلق الخيرُ روحه وقضى الشّر
عليه بقيده الطينيّ
***
يا بنة الخمر والسنا أسكريني
ودعيني أعبّ من أضوائك
فنيتْ جمرةُ الضلوع وكانت
قائدي إذ أتيه في صحرائك
***
حينما تسمعين أغنية الحبّ
فلا تهزئي بما تسمعينا
إنه حاطب يجوب الليالي
علّه يصطلي فؤادا حزينا
***
أيها الكوكب المشع من الشرْ
فةِ نوراً يضيءُ قلب النهارِ
كم ألوف تمر – دوني – فلا تعْ
رف ما بيننا من الأسرارِ
***
عجب الله من فقير يُزّكي
وغني يحنط الأموالا
ليَ قلب يزين البؤس للنا
س ويرجو لو كان أبأس حالا
***
يا شروق الحياة نسيت لألأ
ءكَ إذ ضمني ظلام الغروب
من يجير الغدير يروي جدوبا
ثم لا ترتوي شفاهُ الجدوب
***
أقمارٌ في الحبّ ما أخسرَ الرّبْ
ح إذا كنت رابح الأوراق
ملءُ كفيك خافقي فاحفظيه
ليغنيك غنوة الأشواق
***
يوم أن هزني نداء الليالي ال
بيض من ناظريك خنت اصطباري
حدّثيني أتخطيء العين حسنا
أم غرامي مضلل الأقدارِ
***
ما هيامي بنيل قلبك إلا
خدرٌ من سلافة النظراتِ
وحنيني إليك وهو يميني
أنقذيني من حرقة الزفراتِ
***
يوم أن قلت لي أحبك بالل
حظ أذبت الفؤاد شوقا وشعرا
ليت ستر الغيوب يؤذن بالفر
قة حتى أسقيك حبا وطهرا
***
أي قلبين في الصبابة قلبا
نا ومن أي عالم قدسيّ
جمعتنا على طريق الأماني
ربة الدمع والبكاء الخفيّ
***
يا شعاع الصفاء في أُفق الحب
سلاما من مدلج حيرانِ
فجر الدمع في مآقيه حبٌّ
عبقريٌّ النوال والحرمانِ
***
أيّ دين يحرم الدمع والشكوى
على عاشق براه حنينه
لا تلمني إذ بكيت فقلبي
صمته كفره ونجواه دينه
***
يا شفاه الحبيب إنك في الرسْ
م سراب وقبلتي ظمآنهْ
ليتني إذ نسيته فيكِ أنسى
عبراتي إما ذكرت حنانهْ
***
أيّ سرٍّ تطوى خفاياه عني
حينما ألتقيك في الأحلام
تنشرين الضياء ثم تغيبيْ
ن فلا تشقين عطر سلامي
***
صبواتي ضاعت فردي عليّ ال
يومَ ما تكنزين من صبواتي
واعذريني وقد بخلت إذا طا
لت على نضرة الصبا حسراتي
***
حلف الكافرون بالحبّ
فماذا ابقوه للمؤمنينا
يا فؤادي ماذا عليك إذا خنْ
ت هواها فلا تعاني الشجونا
***
ذمموا من كرهتموه وحيوا
بالتهاليل من تحببتموه
ما أرى العدل بينكم غير بيتٍ
رافعوه في الناس ثم هادموهُ
***
حبّذا لو جهلت أنّي حيٌّ
لأقضي الحياة صافي الحياةِ
أنا أمشي في الناس بائع خبزٍ
زاهدًا فيه قانعا بالفتاتِ
***
يا ضميري أكلما قدم الدهر
نضارا دفعته مهتاجا
هبه خلوا من السنا أفلا
يجمل بي أن أنيله محتاجا
***
لا تحدث عن النبوة والوحي
وحدث عن باعث الأنبياء
لم لم يجعل النبيين فردا
سرمديّ الكتاب والأنباء
***
لا تقل لي تطور الكون والكا
ئن حتى تزيد في تسآلي
وانطلق تبصر الوجود مثالا
فقدت فيه غيرة المثّالِ
***
صور الكائنين أدعى إلى السخْ
ر سواء فيه الثرى والثريا
يا قرودا منقوصة الخلق غيبي
لأرى الموت مستنير المحيا
***
أنا سكران فاعذريني إذا أي
قظت الكأس نائم النزواتِ
تاه عقلي فلا أقل من النسْ
يان أرجوه كي يطول سباتي
***
غافليني واترعي الكأس حتى
لا أرى الرجس في يدٍ قُدُسيّهْ
ربّ جمرٍ يا أختُ يُطفأُ بالجمْ
رِ وحيٍّ يحيا بكأس المنيّهْ
***
يا دموعي ماذا يكفك عني
أنا في مهمه فكوني غماما
ليس في الناس من يصاب فأبكيْ
ه ولو كان في التّقاة إماما
***
ثورتي ثورة اغلجواد نفاه
حظّه في مهاجر البخلاءِ
كم تمنيت صفو يوم فلم أ‘ْ
طَ سوى خيبتي وطول عنائي
***
إيه أشلائي الطريحة في النّا
س لقد كنت ملء عين الأماني
أو لم يكف هاجري أن كأسي
فرغت من سلافة النسيانِ
***
لست أنفي ضرورة الفرق بين النّ
اس فيما يعطون من أرزاق
غير أني أريد أن أسأل القا
سمَ ألاّ يزيد في إملاقي
***
يا إلهي أثقلت أرضك بالنّا
س فناءت وما تطيق احتمالا
لمَ هذا الإسراف في الخلق يا
رب؟ أهديا تريد أم ضلالا
***
قيل إن الخلود للطيب الذكْ
ر يرد الحياة بعد المماتِ
نبّئوني أللخلود خلودٌ؟
ثم داووا عُقُولكم بالسباتِ
***
أغرق الله ضاحكا من برايا
هُ يُمنون ميتهم بالخلود
يا غرور الفانين حسبك لهواً
وكفاهم مناحة المفقودِ
***
سوف أطويك يا لياليَّ في الغيْ
بِ كطيّ لسالفات الليالي
بين كأس حمراء من نار ليلا
يَ وشكّي في عودها للوصال
***
ويْح من طنب الزمان عليه
خيمة الحزن في ربيع الشباب
تخذ الليل والمدامع والشعْ
ر عزاءاً عن فرقة الأحباب
***
أنكري إن قدرت حزن أغا
ريدي وقد أنكرت الغرام الحزينا
أنت كأسي في حانة الحب والشعْ
ر فكوني عقلا أكن مجنونا
***
بين جفنيك حانةٌ من لحاظٍ
مسكراتٍ حينا وحينا سكارى
بارك الله ما بها من كئوسٍ
جمعت هدأة الدجى والنهارا
***
عطريني بطيب أنفاسك الحمْت
راءِ وافني صبابةً وعناقا
أنت حيرى بدت لحيران في القفْ
ر فزادت شمس الهوى إشراقا
***
اهزئي بالشّقاءِ ما دامت الكأء
س وما دام حبّنا فينانا
إنّ مَنْ قدّر الشقاء علينا
خلق الكأس والهوى نِسيانا
***
كلّما داويتُ جرحي حنونًا
قذفوني بضيعة الإحساس
سأل الطفل والديه عن الشيْ
طان فاستضحكا حنانا وسخرا
وهو شرٌّ لخالدٍ قيّدَ العقْ
ل وأخفى تحتَ المخاوف سرّا
***
أيّهذا الشيطان إن تكُ عبدًا
فأنا الله خالق الشيطان
لم أدَنِّس نفسي بخلقكَ إلاّ
حينما كنت من بني الإنسانِ
***
لك مني تشوقٌ يرمضُ الرّو
حَ؟ ولي منك خالدُ الأعذارِ؟
آه من خافقي ومن أمنياتٍ
غرقت في مسابح الأقدارِ
***
أنا كلّي منًى فماذا تُمنين؟ أجيْ
بي مريدةً لا مرادَهْ
إن أكن معبدا فأنت إلهٌ
أفردته خواطري بالعبادهْ
***
اعفُ عنّي ياربّ إن ضاعَ عمري
بين شكّي وحرقتي وكئوسي
ليس في النّاس خيّرٌ وحظوظي
خُبّلَتْ فالسّعود مثل النحوسِ
***
سبّحي يا نجومُ لله ربّي
وهو ربّ النجوم والأفلاكِ
إنّ من لا يُسبّحُ الله في الكو
ن بعيدٌ عن ساحة الأملاكِ
***
لا تقولي سهامُ عينيّ خمرَا
ءَ تغني شوقا وتسقي حماما
إن عين الأقدار أفتكٌ إيلا
ما على خافقي وأمضي سِهاما
***
عجّلوا السّيرَ بالفقيدِ إلى قبْ
رٍ يناديه تُربُه والرّجامُ
وترفّق يا قبرُ إن كنت جوعا
ن فمنّا الطعام والإطعامُ
***
يا أبي آدم الحزين على الفرْ
دوس ترجو من غاصب الحقّ حقّا
ما الذي ضرّ لو نقمت لما نا
نالك بالإنتحار كي لا نشقى
***
يا لباب الحياة يا فنّ ما أسْ
عدني إن أضعت فيك اللبابا
هم يقولون جُنّ بالفكر وبالشعْ
ر ألا ما أسمى الجنون الصوابا
***
سأريكم آيات فكري وشعري
علكم ترضون مني الغرورا
لعنَتْني الحياةُ إن ضاع عمري
خافيًا رغم رفعتي مغمورا
***
أيها الفارغون إلا من الما
ل ومن حاشدٍ من الألقابِ
لا تظنّوا الحياةَ ما تُخرجُ الأرْ
ضُ فلأْلاَؤُها خداع سرابِ
***
إجرِ يا نيلُ باكيا فعهلى أرْ
ضكَ تجري الحظوظ جورا وظلما
حُرمَ المالكُ الأصيلُ وعاف الضّ
يْفُ ما يقتنيه أكلا وهضما
***
أيها الشاربون من كرم النّيْ
ل رويدا فالظامئون كثير
لكم القصر والبناء عليهم
وهدى العدلِ بينكم يستجير
***
وحدتي هجرةٌ إلى الفكر في الكوْ
ن وكوني في الناس هجرة فكري
ليت حبل الوجود يُقطع عنّي
ليمدَّ الفناءُ أسبابَ قبري
***
عبث الناس بالصداقة ألها
ني عن الفكر في حياة الصداقهْ
ليتهم قابلوا حناني بتحْ
نا نٍ وخلّوا زور الثرى ونفاقهْ
***
أنا من عالم الأراجيف أقبل
تُ فمن أيّ عالمٍ أقبلتِ
آه لو كُنتِ غبر ما أنت في قلْ
ي ومنْ أنتَ يا تُرى من أنتِ
***
صرخة الشك في دمي أفزعتني
فأريني اليقينَ حتى أرَاكِ
أو فغيبي عني فما أنت إلا
ردةٌ في خواطر النساكِ
***
أنا قدّستُ في الغرام سناه
وخلقت النهار من إظلامهْ
ليتها حين قدّستْه ظلامًا
سجدتْ مرّةً على أقدامهْ
***
أيها القائلون بالنارِ والجنّ
ةِ والحشرِ في غدٍ والحسابِ
حسبكم أنكم تخافون أوها
مًا وحسبي بقيّةٌ من صوابِ
***
كدتُ أُفني روحي وعقلي وجسمي
باحثًا عن مظنةٍ من حقيقهْ
فإذا الكونُ من جمادٍ وحسٍّ
خادعٌ لا يُزيل عنه بَرِيقهْ
***
أيها النائمون في غمرة الليْ
ل أفيقوا على سنا إشراقي
أنا روحٌ مجنّح الروح لولا
سجن أرضي خلدت في الآفاقِ
***
أنْكروا الحبّ طائرا وأغاروا
بقناهم على معاقل حبّي
إنها في السماء يا قوم ديرٌ
ناسكوهُ ملائك الله ربّي
***
أيها الأغنياء هل حرّم الله
عليكم مآدب الفاقاتِ
أطعموا البائس الفقير فإن جعتُ
م فعيشوا على صدى الذكرياتِ
***
حدّثُوني عن آدم يوم ضاعت
من يديه قلادةُ التخليدِ
ليتهم حدّثوا عن المُنعمِ الغا
صِبِ يجزي عتيقه بالقيودِ
***
عبد القبط في صليبهم المبْ
دع ذكرى الشهيد في أورشليما
ربما كان في النصارى يهودٌ
يحسبون الشهيد موسى الكليما
***
يا إلهي المشاعَ في النور والأنْ
سامِ والرّوض والجمال الحنونِ
أنا يا رب عابد لك حتى
في شكوكي عبادتي في يقيني
***
طاف بي طائفٌ من الوهمِ زيّا
فٌ فشبّ النيران في أصغريّا
وطوتني ذكراهُ فاحتبسَ الدمْ
ع وأصلي بناره مقلتيا
***
أيها الشك يا بن أيّام عمري
ولياليّ في الشقاءِ الطويلِ
أنت حبّبت لي المنية والقبْ
ر فأمست لقياهما تأميلي
***
خبّلتني وشاية الآثم الفذّ
وأفنت صفاء نفسي وعُمري
فَلْيَشِ العالمون أللهُ يدري
أنّني ما صنعتُ غير الخيرِ
***
بين جنبيّ طائرٌ في السماوا
ت ولكنّهُ كسير الجناحِ
كلمّا رفرف النّسيمُ عليه
ظنّ فيه تنهّدات الرّيَاحِ
***
يا صديقي أبا العلاءِ سلامًا
رطّب اللهُ نفحهُ بالودادِ
أنت أُنسِي في وحشتي ويقيني
في شكوكي ويقظتي في رُقادي
***
فلسفاتُ الأنغام أعمق غورا
في خيالي من فلسفات الأنيسِ
وهي خرساءُ ليس تنطق إلا
بلُغاتٍ من أرجلٍ ورؤوسِ
***
أيُّها السّامرُ الملّوحُ بالنّشْ
وة من سكرهِ بخمر الأغاني
إبكِ مثلي على أغانٍ تلاشتْ
في حنايا الصدور والأفنانِ
***
قال شيخٌ لزوجه ذات يوم
داعيًا، صانك الإله القديرُ
فتوالى دعاؤها أن تراهُ
مثلما كان والشّبابُ نضيرُ
***
بينما كنت سائرًا في طريقي
إذ بشيخٍ قد حطّمته السنونُ
قلتُ يا شيخُ هل سئمت؟ فعيّتْ
شفتاهُ وجاوبتني العيونُ
***
قال لي ميتٌ يسير به النّا
سُ: أَرِحني من ضجّةِ الأحياءِ
قلتُ: هل أزعجتكَ نائحةُ القو
مِ وفي نوحها حياةُ الفناءِ
***
قلتُ يوما لشاعر أنت مثلي
قال في الحظّ؟ قلتُ بلْ في الأماني
قال يا صاحبي معانيك مثلي
قلت لا قال فالْمُنَى كالمعاني
***
صمتُ يوما عن الطعام فما جُعْ
تُ لأنّي أردتُ هذا الصياما
وأكلتُ الطعام يوما بلا شوْ
ق فما زلتُ لا أحبّ الطعاما
***
قال نثري يوما لشعري سلاما
يا أخي يا بن والدي ووليدي
فرددتُ السلام شعرًا فألْقى
فوق وجهي السلامَ كالمردودِ
***
قلت يوما لطائرٍ عبقريّ
هل تمنّيت مرّة أن تطيرا
فرأى في الجواب عبئا يسيرا
لم يكلّف جناحه تفكيرا
***
عجمتني الأيّام طفلا فما لِنْ
ت لأنّي ما كنت أدري الهموما
ثمّ شاءَ الزمانُ أن يتمنى
فتمنّى لِعودِيَ التّحطيما
***
بَرحتْ بي الآلامُ يوماً فأعولْ
تُ كأن الآلام بنت الخلودِ
ليتني ما خُلِقتُ نفسي
خُلقت من حجارة أو حديدِ
***
بِتّ ليلي مُسهّدًا بعد أن أنْ
بئتُ أنّي مسافرٌ في الصباحِ
أترانا نعصي لأنّا جَهِلنا
أنّ للموتِ مَوعدًا كالرّواحِ
***
حدثونا عن ابن آدم لمّا
قتلته الأحقادُ من هابيلا
ليتهم حدّثوا عن القاتل الأخْ
رق يبكي شقيقه المقتولا
***
مكث الفيلسوفُ خمسين عاماً
باحثاً عن حقيقة لحياته
ورأى النّاسُ بحثه فرموهُ
بالجنون المشاعِ في خطراته
***
ما تكونين يا أماني شبابي؟ وأنا
من أكون بين صحابي
أنت ذاتي المجهولة الذات عنّي؟
وأنا منك مثلُ لمْح السرابِ
***
كان عندي خدّامة كايدتني
ذات يوم فمزّقتها عصايا
ثم غمغمت أعذر الله لمّا
طرد الجدّ لارتكاب الخطايا
***
بين عيشي وبين موتي فُروقٌ
هي عندي يسيرةُ العرفانِ
غير أنّي أرى حياتيَ هانتْ
وهوانُ الحياة سرُّ هواني
***
وهب الله لابن آدم أرضاً
باركتها السماءُ بالأمطارِ
وأرى الأرضَ لم تكن غيرَ قبرٍ
جمّلته الأقدارُ بالأشجارِ
***
يا يدَ الله باركي في يد الفت
نةِ سهماً مجنّحاً دَمَويّا
لم يَدَع في جوانحي نبع حُزْنٍ
لم تفجّرهُ بالبكاءِ شجيّا
صالح الشرنوبي
التعديل بواسطة: السيد عبد الله سالم
الإضافة: الجمعة 2012/04/06 08:06:25 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com