كسفَت خدود النرجس المصفرّ من | |
|
| حسَدٍ وقد يدوى العدُوّ الحاسدُ |
|
واصفَرَّ حتّى كاد أن يقضي أسَىً | |
|
| لمّا رأى الوَردَ الذي هو وارِدُ |
|
هيهات لِلوَردِ الفضائلُ كُلُّها | |
|
| وإِن ادَّعى التكذيب فيه معاندُ |
|
فَصلُ القَضِيَّة أنّ هذا مُمتعٌ | |
|
| فَصلَ الربيع وكُلُّ نَورٍ بائِدُ |
|
يَأتي ونوَّارُ الرُبى مُتَزَجزحٌ | |
|
| وكذا الرئيسُ من المَشابهِ واحدُ |
|
هذا مُقِرٌ للسَماءِ بفَضلِها | |
|
| في ما غَذَتهُ به وهذا جاحِدث |
|
وتَرى تباينَ ذاكَ في وَجهَيهما | |
|
| باللَونِ والنشر الَّذي هو شاهدُ |
|
كم بين مُصطَنَعَين هذا كافِرٌ | |
|
| أفضالَ سَيّدِهِ وهذا حامِدُ |
|
|
| عَذراءُ في حُمرِ المجاسِدِ ناهِدُ |
|
وكفى افتخاراً انَّ هذا نافِقٌ | |
|
| غَضّاً ومُبتذَلاً وهذا كاسِدُ |
|
لَو لم يَكُن لِلوَردِ إِلّا أنَّهُ | |
|
| يفنى ويَبقى ماؤُه المتعاهِدُ |
|
ولَهُ مَنافِعُ لا تجمل كَثرةً | |
|
| وَمَرافِقٌ مشكورَةٌ وفَوائِدُ |
|
والنَرجسُ المصفَرُّ ليس بِنافعٍ | |
|
| ميتاً ولا في الرَوض إذ هو وافِدُ |
|
هذا عقِيمٌ لا يُشادُ بذكرِهِ | |
|
| ابداً وعَقبُ الوَردِ باقٍ خالِدُ |
|
أخَوانِ مَغزُوّانِ لم يتنازعَا | |
|
| شِبهاً وبينهُما إخاءٌ تالِدُ |
|
هذا يُبَشّرُ بالحَياةِ وذاكَ يُن | |
|
| ذِرُ بالمَماتِ إذا أتاهُ العائِدُ |
|
أين الحياةُ من المَماتِ نَفاسَةً | |
|
| ورِياسةً لَولا القِياسُ الفاسِدُ |
|
يا أيُّها القاضي المُصفّى جَوهَراً | |
|
| والسَيد النَدب الشريف الماجدُ |
|
أُحكُم فإِن العَدلَ شِيمَتُكَ التي | |
|
| أوصى بِها جَدٌّ إِلَيكَ ووالِدُ |
|
فَغَدوتَ طفلاً في المهادِ وأنت لِل | |
|
| حُكم الذي أعيى البَريَّةَ ماهِدُ |
|
أين العُيُون منَ الخُدود نفاسةً | |
|
| ورياسَةً لولا القياس الفاسِدُ |
|