الحبُّ أوفى في دمِ الشّهداءِ |
والشمسُ تُنسَجُ مِنْ فمِ الشّعراءِ |
والكونُ يحيا لا مكانَ لميّتٍ |
بين الفضاء ِمُتوّجـاً بسـماء ِ |
الفِكْرُ موجي،والخيالُ سحائبي |
والحرفُ يُشـبِعُ جائـعَ الضّعفاء ِ |
هجمَ الظّلام ُعلى روابي وقتنا |
بدخـان ِ غبراء ٍ،وسيف ِمُرائي |
ما مرّ فوق النّور إلا بعدما |
دفنوا قميص الشّمس بالأشلاء ِ |
فالجفنُ أعمى،والفؤادُ محطّمٌ |
والرأس ُفي طاحونة الأدواء ِ |
*** |
القدسُ ولّتْ من أضالع ِعاشق ٍ |
باع الهوى في موطنِ الأهواء ِ |
تخطو عزيزةُ أمّها في معـزِلٍ_ |
مِن دون أنْ تدري _بلا أسمـاء ِ |
الحزنُ أوهى في الخُطَى أحلامها |
تُغضي على الأجفان ِ بالأقذاء ِ |
والوجهُ أصفرُ،والجدائلُ روضةٌ |
بالـياسمين على جـدارِ فِناء ِ |
حتّى إذا ضاع السّبيلُ بفِكْرها |
كلّ الكلاب ِتسابقوا لرداء ِ |
فتنازعوا أطرافها الشـلاّءَ قـدْ |
طعِموا الخناجرَ أشرف الأحشاء ِ |
صَرَختْ فما غطّى الفضاء متّيمٌ |
بســلاحه إلا صراخَ فـضاء ِ |
*** |
صَرخَتْ،وأهلوها كثيرٌ جمعُهم |
لكنّه جَسَــدٌ بلا أجزاء ِ |
يمشون بالأكفان دون تحفّظ ٍ |
لم تَـسر ِفيهم هِمّةُ الأحياء ِ |
وتمخّضتْ ساعاتُهـم عنْ فُرقة ٍ |
شوهاءَ هل تحيا بلا أصداء ِ؟ |
حَجريّةٌ تلك الوجوه كأنّها |
هِبةُ الحديد ِ،وطَرْقةُ الحذّاء ِ |
طابتْ لهم دنيا أضاعوا دينها |
قَـنعوا برزق ٍ حطّ في الأنحاء ِ |
واستوطنوا شِبراً يفيضُ خَراجُه |
بـه قدّروا الأرزاقَ للأُجَـراء ِ |
نقلوا إلينا السُّمَ في أسماعنا |
أعصابنـا للآلة ِ الرقْطاءِ(1) |
نخطو على خوف ٍكأنّ وراءنا |
نيرانَ تِنـّين ٍ،وصـوت ََعُواء ِِ |
وتقاسموا المِلحَ الذي نجري له |
بين الرّبى ،والموجة الزّرقـاء ِ |
وتضخّمتْ أحشاؤهـم من لحمنا |
حتّى غدتْ مثلَ القباب لرائي |
لا،ليس عنْ هذا يُـهبّ لنجْدة ٍ |
تستجمع الأشـلاءَ في الأجواء ِ |
*** |
هل ساءلوا عنْ أختهم مصلوبةً |
في أعين الخُبثاء ِ،و الجُبناء ِ؟ |
في جُرْحها الأعمارُ تمضي في سُدًى |
تستنظرُ الـفادي مِنَ الصحراء ِ |
فلعلّ حمزةَ مِنْ وراء ِسحابة ٍ |
يعلو بقوس ِالنّصر في الهيجاء ِ |
ولعلّ عثماناً يجود برأسـه |
في ثورة ِ الأنذال،والسُّفَهَاء ِ |
مَنْ يا تُرى بالباب مِنْ زنزانتي |
يأتي،فيـحملَني إلى الأضـواء ِ |
ويُعيدُ لي عُمْري،ومجدي،والصّبا |
والعيشُ أرغدُ في حمى الآباء ِ |
هذي جريمتهم على لحمي المُمزّ |
ق ِماله أبداً سـبيل ُشـفاء ِ |
سِتون عاماً،والجراحُ جداولٌ |
والثّوبُ يفضحُ فِعْلةَ اللّقطاء ِ |
*** |
كم جاهدوا لا سعي َخلفَ جُمانةٍ |
لـكنْ على الأشلاء،والأشلاء ِ |
قدْ أطعموا النارَ التي بزنادهم |
مَليونَ قُـرْبانٍ مِنَ البُسطاء ِ |
وتشاغلوا بالجاه ِيركضُ نحوهم |
والصّولجانِ على الخُطى الشّلاّء ِ |
*** |
سِتّون عاماً،ما تركنا في الدّجى |
حتّى الإلهَ مكـوِّنَ الأشياء ِ |
لُذنا إلى الدّين الرّشيد لعلّنا |
نرتاحُ بـعدَ ضَلالة ِالأهواء ِ |
حتّى إذا أرخى علينا سِتره |
خرجتْ علينا عُصبةُ الجُهَلاءِ(2) |
طالتْ أياديها لتسرقَ فِكْرَه |
باسم التّقى،والأنفُس ِالخَضراء ِ |
في كلّ يوم ٍمسجدٌ ظفِروا به |
يبنونه مِنْ لُـقمةِ الفقراء ِ |
لو كان يُـفدى فقرُنا بجَهَازهمْ |
هل يغضبُ اللهُ على الأُمناء ِ؟ |
لا يرفعونَ به سوى رايـاتِهم |
لا يُسمعون الـنّاس َغيرَ هُراء ِ |
قَرؤوا على قبر الصلاة دعاءَهم |
وتـشابكتْ أيـديهمُ لـعزاء ِ |
إنّا جهِلنا الله َأرسل بالهُدى |
من ألف ِعام ٍخاتَمَ البُشَراء ِ |
الخيرُ معقودٌ على قَصْوائهِ |
والرّحمةُ الكُبرى بكلّ سماء ِ |
والـحِكمةُ الغرّاءُ شَهدُ لسانه |
يـشفي بها مَنْ كان في البطْحَاء ِ |
*** |
ما زال طيرُ الـنّار فوق منازلي |
هل يُطفئون النّـار في أحشـائي؟ |
هذي فلسطينٌ تنادي أهلها |
عُـودوا إلى أحضانيَ الفيحاء ِ |
لم يبقَ لي في العُمْر أنْ أحيا غداً |
ما أحقرَ الدّنيا بلا أبنـاء!ِ |
وعِدوا فؤادي أنْ تكونوا أمّةً |
تَحني يدَ الإعصار ِ،والأرزاء ِ |
إنّي أتاني هاتفٌ مسـتعبِرٌ |
أنّ الـحياة قرينةُ العُقلاء ِ |