أَصَبتُ مِنَ الحُسّادِ أَنفَذَ مَقتَل | |
|
| بِمَدحيَ لِلهادي النَبيِّ المُفَضَّلِ |
|
وَأَلزَمتُهُ فِكري فَقُلتُ لِعُذَّلي | |
|
| حَقيقٌ عَلَينا مَدحُ أَفضَلِ مُرسَلِ |
|
وَإِن كَلَّتِ الأَقوالُ عَن واجِبِالمَدحِ
|
هُوَ الرَحمَةُ المُهداةُ لِلكَونِ كُلِّهِ | |
|
| هُوَ السِترُ يأوي كُلُّ ضاحٍ لِظِلِّهِ |
|
مُقيمُ عِمادِ الدينِ حافِظُ أَصلِهِ | |
|
| حَبيبُ إِلَهِ العَرشِ خاتِمُ رُسلِهِ |
|
وَلا شَيءَ بَعدَ الشُهبِ أَهدى مِنَ الصُبحِ
|
حَشا رَبُّهُ مِنهُ السَرآئِرَ رأفَةً | |
|
| كَما قَد كَسى مِنهُ الظواهِرَ عِفَّةً |
|
ضياءٌ إِذا ما الجَهل أَظلَمَ سُدفَةً | |
|
| حَليمٌ إِذا طاشَت يَدُ الطَودِ خِفَّةً |
|
جَوادٌ إِذا ضَنَّت يَدُ المُزنِ بِالسَفحِ
|
أَلا إِنَّهُ الردءُ القَويُّ مِنَ الرَدى | |
|
| أَلا إِنَّهُ الحَقُّ المُبينُ لِمَن شَدا |
|
غِنىً لِمَن اِستَجدى هُدىً لِمَنِ | |
|
| اِقتَدى حَييٌّ مِنَ السُؤالِ مُنهَمِلُ النَدى |
|
عَفُوٌّ عَنِ الجُهّالِ مُتَّصِلُ الصفحِ
|
ثَناءٌ كَعَرفِ الزَهر باكَرَهُ النَدى | |
|
| وَرأيٌ مَنِ اِستَهدى بِعضمَتِهِ اِهتَدى |
|
وَمرأى كَما لاَحَت ذُكاءُ إِذا بَدا حَكى | |
|
| الشَمسَ في الإِشراقِ وَالنَجمِ في الهُدى |
|
وَبَدرَ الدُجى في الحُسنِ وَالمِسكَ في النَفحِ
|
دَعا فَسَقانا الغَيثَ خَيرَ سُلافَةٍ | |
|
| وَزادَ فَجَلّى نَوءَهُ عَن كَثافَةٍ |
|
فَلِلَّهِ مِنهُ عِندَ كُلِّ مَخافَةٍ | |
|
| حَريصٌ عَلى الإِنقاذِ مِن كُلِّ آفَةٍ |
|
فَفي القَيظِ يَستَسقي وَفي الفَيضِ يَستَصحي
|
مَضى غَيرَ مَفقودِ السَناءِ وَلا السَنا | |
|
| وَقَد أَعجَزَ الأَيّامَ هَدمُ الَّذي بَني |
|
لَنا مِن أَثيلِ المَجدِ في الدينَ وَالدُنا | |
|
| حَدائِقُهُ فيها لَنا الظِلُّ وَالجَنى |
|
فَها نَحنُ نُجني دونَ كَدٍّ وَلا كَدحِ
|
فَكَم قَد هَدى أَعمى وَأَرشَدَ صابِئاً | |
|
| فَأَدبَرَ شَيطانُ الضَلالَةِ خاسِئاً |
|
وَأَفصَحَ أُميُّ الجَهالَةِ قارِئاً | |
|
| حِماهُ حَماهُ اللَهُ كَهلاً وَناشِئاً |
|
فَلِلَّهِ صُبحٌ لَيسَ يَطلُعُ مِن جُنحِ
|
لَقَد خابَ مَن عاداهُ أَخسَرَ خَيبَةٍ | |
|
| رَسولٌ غَدا لِلوَحي أَحفَظَ عَيبَةٍ |
|
يَرى مَلكوتَ العَرشِ وَهوَ بِطيبَةٍ | |
|
| حُضورُ رَسولِ اللَهِ مِن غَيرِ غَيبَةٍ |
|
وَأَنّى يَغيبُ القَلبُ قُدِّسَ بِالشَرحِ
|
ضَرَبنا بِهِ اليافوخَ مِن كُلِّ مُلحِدٍ | |
|
| فَلاذَ يَقولُ الحَقِّ بَعدَ تَمَرُّدٍ |
|
وَقُلنا اِفتِخاراً مِنهُ حَقَّ بِأَوحَدٍ | |
|
| حَجَجنا بِتَفضيلِ النَبيِّ مُحَمَّدٍ |
|
جَميعَ الوَرى وَالصَفحُ لَيسَ مِنَ السَفحِ
|
عَرَفنا بِهِ أَنّا عَبيدُ مَشيئَةٍ | |
|
| أَثَرنا بِهِ لِلغَيبِ كُلِّ خَبيئَةٍ |
|
مُنِحنا بِهِ الأَرباحَ غَيرَ نَسيئَةٍ | |
|
| حَطَطنا بِهِ أَعباءَ كُلِّ خَطيئَةٍ |
|
وَمَن قَدَّمَ المَحبوبَ أَيقَن بِالنُجحِ
|
يَداهُ هُما الحَدّانِ لِلبأسِ وَالنَدى | |
|
| يَنوبانِ في المَعنى عَنِ المُزنِ وَالمُدى |
|
فَلِلَّهِ ما أَردى وَلِلَّهِ ما وَدى | |
|
| حَمى الدينَ وَالدُنيا بِعَضبٍ مِنَ الهُدى |
|
وَلَدنٍ مِنَ التَقوى وَزَعفٍ مِنَ النُصحِ
|
لَقَد دَلَّ إِسراءُ الإِلَهِ بِعَبدِهِ | |
|
| عَلى أَنَّهُ قَد خُصَّ مِنهُ بِوُدِّهِ |
|
مُحالٌ لِعَيشي أَن يَطيبَ لِفَقدِهِ | |
|
| حَرامٌ عَلى قَلبي سُلُوٌّ لِبُعدِهِ |
|
وَأَنّي لَحَرّانِ الجَوانِحِ بِالنَضحِ
|
كَلِفتُ بِحُبِّ الهاشميِّ مُحَمَّدِ | |
|
| وَأَكَّدَ حُبّي فيهِ عَن أُمّ مَعبَدِ |
|
حَديثٌ بِدَرِّ الشاةِ لِلمَسحِ بِاليَد | |
|
| حَلا ذَِكرُهُ في قَلبِ كُلِّ مُوَحِّدِ |
|
فَكُلُّهُمُ يُمسي مَشوقاً كَما يُضحى
|
فَكَم مِن سَقامٍ قَد شَفى مِنهُ طبُّهُ | |
|
| فَنَحنُ مَعاً نَشتاقُهُ وَنُحبُّهُ |
|
وَنَقتُلُ مِن أَعدائِهِ مَن يَسُبُّهُ | |
|
| حَباهُ بِأَشتاتِ الفَضائِلِ رَبُّهُ |
|
وَحَسبُكَ ما قَد جاءَ في سورَةِ الفَتحِ
|
لَئِن غابَ عَنّا إِنَّهُ غَيرُ غائِبِ | |
|
| وَمَسكَنُهُ بَينَ الحَشا وَالتَرائِبِ |
|
فَيالَيتَنا قَبلَ اِختِطافِ النَوائبِ | |
|
| حَفَفنا بِذاكَ القَبرِ مِن كُلِّ جانِبِ |
|
لِنَروي بِمرآهُ مِنَ الظَمإِ البَرحِ
|
أَقَمنا وَنارُ الشَوقِ تُذكى تَلَهُّبا | |
|
| وَرُمنا إِلَيهِ السَيرَ وَالحُكمُ قَد أَبى |
|
وَلَو قَد وَجَدنا نَحوَهُ بَعدُ مَذهَبا | |
|
| حَثَثنا إِلَيهِ العيسَ شَرقاً وَمَغرِباً |
|
سِراعاً إِلى أَن نُدرِكَ اللَمعَ بِاللَمحِ
|
حَلَفتُ بِذي العَرشِ الَّذي فَوقَهُ اِستَوى | |
|
| لَوِ اِسطَعتُ لاختَرتُ الدُنوَّ عَلى النَوى |
|
مِنَ الصادِقِ المَصدوقِ مُرشِدِ مَن غَوى | |
|
| حَنيني إِلى لُقياهُ مُحتَدِم الجَوى |
|
وَدَمعي عَلى مَثواهُ مُتَّصِلُ السَحِّ
|
هُوَ البَرُّ لا يَخفي وضوحُ طَريقِهِ | |
|
| هُوَ الحَقُّ مَن عاداهُ غَصَّ برِيقِهِ |
|
هوَ الصِدقُ لا مَنجىً لِغَيرِ فَريقِهِ | |
|
| حَفيلُ ثَنائي قاصِرٌ عَن حُقوقِهِ |
|
وَلِلبَحرِ قَعرٌ لَيسَ يُدرَكُ بِالسَبحِ
|
إِلى اللَه أَشكو حَرَّ نارِ جَوانِحي | |
|
| لِفَقدِ نَبيٍّ قائِمٍ بِالمَصالِحِ |
|
كَريمِ المَساعي باذِلٍ لِلنَصائِحِ | |
|
| حَبَستُ عَلَيهِ رأسَ مالِ مَدائِحي |
|
لِعِلمي بإِضعافِ المَثوبَةِ في الرِبحِ
|