أَلا لَيتَ شِعري هَل أَسيرَنَّ مُنجِدا | |
|
| لطَيبَةَ حَيثُ النورُ يَسطَعُ مُصعِدا |
|
فَأَرفَعَ صَوتي بِالسَلامِ مُرَدّدا اسلامٌ | |
|
| كَعَرفِ الرَوضِ أَخضَلَهُ النَدى |
|
عَلى خَيرِ مَخلوقٍ مِن الجِنِّ والإِنسِ
|
سَلامٌ عَلى مَن لَيسَ خَلقٌ كَمِثلِهِ | |
|
| فَأَوجُهُهُمتَهوى لأَخَمصِ نَعلِهِ |
|
وَأَعيُنُهُم تَعشو لِباهِرِ فَضلِهِ | |
|
| سَليلُ خَليلِاللَهِ خاتِمُرُسلِهِ |
|
وَفي الخَتمِ مَنعٌ لِلزّيادَةِ في الطرِسِ
|
فَكَم رُتبَةٍ في المضجدِ حازَ سَنيَّةٍ | |
|
| بإِصلاحِ أَعمالٍوَإِخلاصِ نيَّةٍ |
|
سَجيَّتُهُ في الفَضلِ خَيرُ سَجيَّةٍ | |
|
| سيادَتُهُ لِلرُسلِ غَيرُ خَفيَّةٍ |
|
وَلا عَجَبٌ أَن يَفضُلَ الشَخصُ في الجنسِ
|
وَإِلّا فَمَن تُرجى شَفاعَتَهُ غَدا | |
|
| وَقَد خافَ كُلٌّ ما عَداهُ مِنَ الرَدى |
|
وَقامَ بِها مِنهُ المَقامَ المُحَمَّدا | |
|
| سَبوقٌ بِلا أَينٍ قَريبٌ بِلا مَدى |
|
عَليمٌ بِلا خَطٍّ حَفيظٌ بِلا دَرسِ
|
سِراجُ البَرايا لا يَزيغُ عَنِ الهُدى | |
|
| جَميلٌ القَضايا لا يَحيفُ عَلى العِدا |
|
جَليلُ العَطايا باسِطُ الكَفِّ بالجَدى | |
|
| سَريُّ المَزايا ظاهِرُ البأسِ وَالنَدى |
|
كَريمُ السَجايا طاهِرُ الجِسمِ وَالنَفسِ
|
فَطوبى لِخَدٍّ في ثَراهُ يُمَرَّغُ | |
|
| فَذَلِكَ في الدُنيا نَعيمٌ مُسَوَّغُ |
|
وَفي الحَشرِ وَالباقي أَجَلُّ وَأَسبَغُ | |
|
| سَبيلُ نَجاةٍ لِلجِنانِ مُبَلِّغ |
|
وَدونَكَ فاِستَشهِد بِعَقلِكَ وَالحِسِّ
|
حُسامٌ بيُمنى الحَقِّ أَضحى مُجَرَّداً | |
|
| يَسوٌ الوَرى لِلخَيرِ مَثنى وَمَوحَداً |
|
وَكَم صابَ مِنهُ في الشَدائِد مُنُجِداً | |
|
| سَحابٌ يُفيدُ الخَلقَ رَيّا بِلا صَدىً |
|
وَعِلماً بِلا شَكٍّ وَبُرأً بِلا نُكسِ
|
أَلا إِنَّهُ القِسطاسُ وَالجَهلُ ظُلمَةٌ | |
|
| سَماحَتَهُ وَالمَنحُ بَسطٌ وَرَحمَة |
|
إِبايَتُهُ وَالمَنعُ حِفظٌ وَعِصمَةٌ | |
|
| سَريرَتُهُ وَالجَهرُ نورٌ وَحِكمَةٌ |
|
وَقَد سَبَقَ التَطهيرُ لِلقَلبِ في الطَسِّ
|
شَهابٌ مِنَ التَحقيقِ لِلعَقلِ ثاقِبٌ | |
|
| طَريقٌ مِنَ التَوفيقِ لِلفَهمِ لاحِبٌ |
|
أَلَيسَ الَّذي وَالمَكرُماتُ مَواهِبٌ | |
|
| سَرى نَحو مَولاهُ وَجِبريلُ صاحِبٌ |
|
فَناهيكَ مِن قُدسَينِ في حَضرَةِ القُدسِ
|
أَلَيسَ الَّذي قادَ النُفوسَ بِحَبلِها | |
|
| إِلى مُرشِداتِ العِلمِ مِن غَيِّ جَهلِها |
|
أَلَيسَ الَّذي وَالمَعلواتُ لأَهلِها | |
|
| سَما صُعُداً فَوقَ السَمواتِ كُلِّها |
|
إِلى مُستوىً ما حَلَّهُ قَبلَهُ إِنسي
|
هُناكَ رأى الآياتِ تُوضِحُ مَذهَباً | |
|
| وَفازَ بِما قَد كانَ يَهواهُ مَطلَباً |
|
وَآبَ وَلا خَلقٌ يُدانيهِ مَنصِباً | |
|
| سَناهُ أَنارَ الأَرضَ شَرقاً وَمَغرِباً |
|
فَلا أَثَرٌ باقٍ لِشَكٍّ وَلا لَبسِ
|
هَنيئاً لِقَومٍ صاحَبوهُ فَمَجدُهُم | |
|
| مَدى الدَهرِ باقٍ لَيسَ يُفنيهِ فَقدُهُم |
|
بِهِسادَ مَولاهُم وَموّلَ عَبدُهُم | |
|
| سواءٌ لَديهِ المُكثِرونَ وَضِدُّهُم |
|
وَلِلفقَراءِ الفَضلُ في القُربِ والأُنسِ
|
لَهُم عِندَهُ عَهدٌ كَريمٌ وَذِمَّةٌ | |
|
| يُزاحُ بِها كَربٌ وَتكشَفُ غُمَّةٌ |
|
كَذا مَن لَهُ في طاعَةِ الرَبِ هَمَّةٌ | |
|
| سَجاياهُ رِفقٌ بالعِبادِ وَرَحمَةٌ |
|
فَيُهدي إِذا يُضحىوَيُهدي إِذا يُمسي
|
فَكَفٌّ كَوكفِ الغَيم أَسبلَ مُمطِرا | |
|
| وَوجهٌ كَما جاءَ البَشيرُ مُبَشِّرا |
|
فَذاكَ وَهَذا إِن أَجدَتَ تَصَوُّرا | |
|
| سَخاءٌ كَما فاضَ الأَتيُّ عَلى الثَرى |
|
وَحُسنٌ كَما شُقَّ الغَمامُ عَنِ الشَمسِ
|
حُلى آدَميٍّ خِلقَةٌ مَلَكيَّةٌ | |
|
| مَتى أَدرَكتَنا لِلزَمانِ بَليَّةٌ |
|
وَجِئناهُ نَشكو وَالنُفوسُ شَجيَّةٌ | |
|
| سَقَتنا مِراراً راحَةٌ هاشميَّةٌ |
|
بِخَمسَةِ أَنهارٍ تَفَجَّرنَ مِن خَمسِ
|
فَمَن ذا الَّذي يأَبى وَيَجحَدُ فَضلَنا | |
|
| وَكُثرُ سِوانا لَيسَ يَعشُر قُلَّنا |
|
وَلَن تُلفي النُظّارُ في الكُتبِ مِثلَنا | |
|
| سَبَقنا بِهِ في الحَشرِ مَن كانَ قَبلَنا |
|
وَمِن عَجَبٍ أَن يَسبِقَ الغَدُ لِلأَمسِ
|
لَقَد بَهَرَ الأَنوارَ شُعاعِهِ | |
|
| وَقامَ بِأَمرِ اللَهِ جُهدَ اِضطِلاعِهِ |
|
فَلا خَيرَ إِلّا في المَسير تِباعِهِ | |
|
| سَعادَتُنا مَشروطَةٌ باتباعِهِ |
|
وَهَل يَثبُتُ البُنيانُ إِلّا عَلى الأُسِّ
|
شِفاءُ فُؤادي فيهِ مِن بُرَحائِهِ | |
|
| وَقَد حالَتِ الأَقدارُ دونَ شِفائِهِ |
|
لَدى رَوضَةٍ قَد أَشرَقَت بِبَهائِهِ | |
|
| سَلونيَ كَيفَ الحالُ دونَ لِقائِهِ |
|
فَحُزني في طَردٍ وَصَبريَ في عَكسِ
|
غَرامٌ بِغَيرِ القُربِ ما هُوَ يَنجَلي | |
|
| وَرَبّي يُعافي مَن يَشاءُ وَيَبتَلي |
|
وَفي زَورَةِ المُختارِ أَقصى مُؤَمَّلي | |
|
| سابكي لِبُعدِ الدارِ عَنهُ فَإِنَّ لي |
|
حَياةً بِلا روحٍ وَمَوتاً بِلا رَمسِ
|
مُعاناةُ صَبٍّ هائِمِ القَلبِ والِهِ | |
|
| تُكَلِّفُهُ الأَشواقُ فَوقَ اِحتِمالِهِ |
|
فَيَشدو إِذا ضاقَت وُجوهُ اِحتيالِهِ | |
|
| سَلا كُلُّ مَهمومٍ وَهَمّي كَحالِهِ |
|
فَصَبراً فَكَم حُزنٍ يَؤُلُ إِلى عُرسِ
|