أَلا فاخشَ سَهمَ المَوتِ عَن كُلٍّ مَرصَدِ | |
|
| وَخَف رامياً مِنهُ مَتى يَرمٍ يُقصِدِ |
|
وَإِن شِئتَ فَوزاً بالنَعيمِ المُخَلَّدِ | |
|
| عَلَيكَ بِمَدحِ الهاشميِّ مُحَمَّدِ |
|
فَلآ مَدحَ أَزكى مِنهُ في العَقلِ وَالشَرعِ
|
فَدونَكَ فاِجهَد نَفسَكَ الدَهرَ مُثنياً | |
|
| بِما شِئتَ مِن مَدحٍ وَلَستَ مُوَفيا |
|
حَقيقَةُ ما قَد شادَ مُذ كانَ مُعليا | |
|
| عِمادُ الوَرى وَالمُزنُ قَد شَحَّ بِالحَيا |
|
غياثُهُمُ وَالبَرقُ قَد ضَنَّ بِاللَمعِ
|
فَلِلَّهِ ذِكرٌ مِنهُ في القَلبِ قَد حَلا | |
|
| وَدينٌ قَويمٌ لَم يُقَصِّر وَلا غَلا |
|
وَفَرعٌ عَلى خَيرِ الأُصولِ تَأَصَّلا | |
|
| عَريقُ السَجايا في المَكارِمِ وَالعُلا |
|
فَناهيكَ مِن أَصلٍ وَناهيكَ مِن فَرعِ
|
مِنَ القَومِ لا حَقٌّ يُضاعُ لَدَيهِمُ | |
|
| لَهُم شَرَفٌ أَسناهُ أَن كانَ مِنهُمُ |
|
فَكَم أُثرَةٍ في الدَهر أَبقى إِلَيهِم | |
|
| عَطوفٌ عَلى السُؤالِ حانٍ عَلَيهِمُ |
|
صَفوحٌ بِلا عَتبٍ جَوادٌ بِلا مَنعِ
|
فَبالحَقِّ قَد وَصىّ وَبِاللَهِ قَدوَصا | |
|
| وَمِن كُلِّ جَبّارٍ بِناصيَةٍ نَصى |
|
مَناقِبُهُ لا وَصمَ فيها لِمَن لَصا | |
|
| عَجائِبُهُ كالتُربِ وَالشُهبِ وَالحَصى |
|
وَذَلِكَ عَن أَمثالِهِ لَيسَ بالبِدعِ
|
رَسولٌ جَميعُ الرُسلِ دونَ مَقامِهِ | |
|
| بَصيرٌ يَرى ما خَلفَهُ مِن أَمامِهِ |
|
عَليمٌ بِما في القَلبِ حالَ اِكتِتامِهِ | |
|
| عُلومُ الوَرى في لَفظَةٍ مِن كَلامِهِ |
|
وَلا عَجَبٌ أَن يُعدَلَ الفَردُ بِالجَمعِ
|
أَتى آخِراً قَد بَذَّ مَن كانَ قَبلَهُ | |
|
| فَأَخزى بِهِ اللَهُ الصَليبَ وَأَهلَهُ |
|
وَغَلَّ يَدي ذي غُدرَةٍ رامَ قَتلَهُ | |
|
| عَوائِدُ هَذي الدارِ قَد خُرِقَت لَهُ |
|
فَغُرَّتُهُ لِلّمعِ وَالكَفُّ لِلنَبعِ
|
رَفَعنا بِهِ لِلفَخرِ أَرفَعَ رايَةٍ لَها | |
|
| صَوَّبَ الأَكياسُ مِن كُلِّ غايَةٍ |
|
وَإِن غُدِّدَت لِلرُسلِ آيُ عِنايَةٍ | |
|
| عَدَدنا لَهُ دونَ الوَرى أَلفَ آيَةٍ |
|
وَأَكثَرُها في النَقلِ يُعضَدُ بِالقَطعِ
|
نَبيٌّ عَلى كُلِّ الأَنامِ مُقَدَّمُ | |
|
| وَفيهِم كِرامٌ وَهوَ اَسمى وَأَكرَمُ |
|
هُوَ الشَمسُ نوراً والنَبيونَ أَنجُمُ | |
|
| عَلا لَيلَةَ الإِسراءِ وَالناسُ نُوَّمُ |
|
سَماءً سَماءً ثُمَّ زادَ عَلى السَبعِ
|
عَلا لِيَرى ما حَصَّلَتهُ دِرايَةٌ | |
|
| أَتَتهُ بِها عَن جِبرَئيلَ روايَةٌ |
|
وَما بَعدَ رأي العَينِ لِلعِلمِ غايَةٌ | |
|
| عُلوَّ حَبيبٍ حَرَّكَتهُ عِنايَةٌ |
|
لِيُبصِرَ ما قَد كانَ يَعلَمُ بِالسَمعِ
|
أَضاءَت بِهِ الأَيّامُ إِذ هيَ أَظلَمَت | |
|
| وَعَزَّت نُفوسٌ طاوَعَتهُ فَأَسلَمَت |
|
فَكُلُّ بِهِ حالٌ بِعِصمَتِهِ سَمَت عُرى | |
|
| الدينِ وَالدُنيا بِكَفَّيهِ أُبرِمَت |
|
فَلا خَوفَ مِن فَصمٍ لِخَصمٍ وَلا صَدعِ
|
فَيا حُسنَ دَهرٍ قَبلَ مُبعَثِهِ قَبُح | |
|
| فَباحَ بِذِكرِ اللَهِ مَن كانَ لَم يَبُح |
|
وَذَلَّت وُجوهٌ كُلُّها كانَ قَد وَقح | |
|
| عَرَفنا بِهِ المَولى وَلَولاهُ لَم يَلحُ |
|
لَنا الفَرقُ بَينَ الضُرِّ في الدينِ وَالنَفعِ
|
بِفَضلِ سَجاياهُ وَيُمنِ طِباعِهِ | |
|
| تَيَسَّرَ حِفظُ الحَقِّ بَعدَ ضَياعِهِ |
|
فَكُلُّ ضَلالٍ قَد هَوى عَن يَفاعِهِ | |
|
| عَقائِدُنا مَحروسَةٌ باتباعِهِ |
|
فَلا أَثَرٌ باقٍ لِنَهشٍ وَلا لَسعِ
|
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَبيتَنَّ نازِلاً بِيَثرِبَ | |
|
| حَيثُ البَدرُ يَطلَعُ كامِلاً |
|
وَنورُ الهُدى في الأُفقِ يَسطَعُ ماثِلاً | |
|
| عَفا اللَهُ عَنّي كَم أُشَيِّعُ راحِلاً |
|
إِلَيهِ وَنارُ الشَوقِ دائِمَةُ اللَذعِ
|
أُشَيِّعُهُ حِرصاً عَلى أَن أَكونَهُ | |
|
| وَأُتبِعُهُ دَمعاً مَرَيتُ شؤُنَهُ |
|
لأَبذُلَ في حَقِّ الرَسولِ مَصونَهُ | |
|
| عَدِمتُ فُؤاداً يألَفُ الصَبرَ دونَهُ |
|
عَلى عِلمِهِ ما كانَ مِن حَنَّةِ الجِذعِ
|
إِلى اللَهِ أَشكو حَرَّ قَلبي وَوَجدَهُ | |
|
| عَساهُ مِنَ الهادي يُقَرِّبُ بُعدَهُ |
|
فَما زِلتُ أَبكيهِ وَأَندُبُ فَقدَهُ | |
|
| عَجِبتُ لِعَيشي بَينَ ضدَّينَ بَعدَهُ |
|
حَريقاً غَريقاً لِلتَشَوَّقِ وَالدَمعِ
|
فَهَذا بِقَلبي لا يُقَصِّرُ لَذعُهُ | |
|
| وَذاكَ بِخَدّي لا يُفَتَّرُ وَقعُهُ |
|
كَذَلِكَ فِعلُ الشَوقِ دأياً وَصُنعُهُ | |
|
| عَناءٌ لَعَمري لَيسَ يَرقأُ دَمعُهُ |
|
وَلِم لا يَذوبُ الشَمعُ وَالنارُ في الشَمعِ
|
فَيا لِفؤادٍ عزَّ وَجهُ اِصطِبارِهِ | |
|
| تَذَكَّرَ مَن يَهوى فَذابَ بِنارِهِ |
|
وَمَهما اِحتَمى شَوقاً لِقُربِ مَزارِهِ | |
|
| غَشَوتُ لِبَرقٍ لائِحٍ مِن ديارِهِ |
|
وَمَن فَقَدَ المَحبوبَ حَنَّ إِلى الرَبعِ
|
وَلَمّا غَدا رَكبُ الهَوى مُتَحَمِّلا | |
|
| يَؤُمُّونَ مَن قَلبي إِلَيهِ تَبَتَّلا |
|
وَخُلِّفتُ في الأَخلافِ صَبّاً مُقَتّلا | |
|
| عَكَفتُ عَلى أَمداحِهِ مُتَعَلِّلا |
|
بِتردادِها وَالورقُ تَرتاحُ لِلسَجعِ
|
عَسى نَبَهٌ مِن بَعدِ نَومٍ وَغَفلَةٍ | |
|
| عَسى قَدرٌ يَقضي بِساعَةِ وُصلَةٍ |
|
عَسى رَحمَةٌ تأتي وَلَو بَعدَ مُهلَةٍ | |
|
| عَسى دارُهُ تَدنو وَلَو لَمحَ مُقلَةٍ |
|
وَقَد يُدرَكُ المأمولُ وَالروحُ في النَزعِ
|