اعِد ذِكرَ خَير الخَلقِ فالعَود أَحمَدُ | |
|
| وَلِلقَلبِ في التذكارِ وَصلٌ مُجَدَّدُ |
|
وَأقسِم عَلى حَقٍّ وَلَستَ تُفَنَّدُ | |
|
| يَميناً لَقَد حَلَّ النَبيُّ مُحَمَّدُ |
|
مِنَ الحُبِّ وَالتَشريفِ في الرُتبَةِ العُليا
|
أَما وَالَّذي أَعلى عَلى الخَلقِ رُسلَهُ | |
|
| لأَعلى عَلَيهِم أَجمَعينَ مَحَلَّهُ |
|
فَأَصبَحَ لا مَخلوقَ يَعشُرُ فَضلَهُ | |
|
| يُقِرُّ لَهُ بِالفَضلِ مَن كانَ قَبلَهُ |
|
مِنَ الرُسلِ إِلهاماً مِنَ اللَهِ أَو وَحيا
|
رَسولٌ تَزَيّا بِالفَضائِلِ بِزَّةً | |
|
| حَمى لِلدُنا وَالدين ذاتاً وَحَوزَةً |
|
يَخِفُّ اِرتياحاً لِلسَماحِ وَهِزَّةً | |
|
| يُقَصِّرُ عَنهُ النَظمُ وَالنَثرُ عِزَّةً |
|
وَلَو أَنَّ ذا أَغيا وَلَو أَنَّ ذا أَعيا
|
لَهُ راحَتا خَيرٍ يَفيضُ جَدا هُما نَدىً | |
|
| وَهُدىً أَحيا القُلوبَ سَداهُما |
|
فَلا مُدرِكٌ في الخَصلَتَينِ مَداهُما | |
|
| يَداهُ غَمامٌ أَو شِفاءٌ كِلاهُما |
|
فَقَد نَقَعَ الأظماءِ واِستَنقَذَ العُميا
|
فَكَم راحَ في ذاتِ الإِلَهِ وَكَم غَدا | |
|
| يَقودُ منِ اِستَعصى وَيَقمَعُ مَن عَدا |
|
يُحاذَرُ مِنهُ البأسُ يُلتَمَسُ النَدى | |
|
| يُهابُ وَلا لَيث العَرين إِذا بَدا |
|
وَيُرجى وَلا غَيثُ الغَمامِ إِذا أَحيا
|
يُريحُ مِنَ البَلوى يُزيحُ عَنِ الرَدى | |
|
| يَدُلُّ عَلى التَقوى يَسوقُ إِلى الهُدى |
|
يَطِبُّ مِنَ الشَكوى يَصولُ عَلى العِدا | |
|
| يَفوقُ الوَرى ذاتاً وَيَسبِقُهُم مَدى |
|
وَيَبهرُهُم نوراً وَيَفضُلُهُم زيّا
|
إِذا المَرءُ لَم يَسطِع مِنَ الضُرِّ مَنفَذا | |
|
| وَلاذَ بِهِ مِن بأسِهِ وَتَعوَّذا |
|
أَصابَ مُجيراً مِنأَذى الدَهرِ مُنقِذا | |
|
| يَجودُ بِلا مَنٍّ وَيُغضي بِلا أَذى |
|
فَلِلَّهِ ما أَحبا وَلِلَّهِ ما أَحيا
|
فَكَم تَرحَةٍ قَد ذادَها وَمعَرَّةٍ | |
|
| وَمِن فَرحَةٍ قَد قادَها وَمَسَرَّةٍ |
|
وَكَم بُسِطَت مِنهُ لَدى كُلِّ عُسرَةٍ | |
|
| يَمينُ نَوالٍ تَحتَ نورِ اَسِرَّةٍ |
|
فَأَهلاً وَسَهلاً بِالصَباحِ وَبالسُقيا
|
فَلِلَّهِ مَدحٌ فيهِ كالمِسكِ يَعبَقُ | |
|
| يُنيرُ بِهِ فِكرٌ وَيَعذُبُ مَنطِقُ |
|
وَلِلَّهِ صَدرٌ مِنهُ بِالعِلمِ مُشرِقُ | |
|
| يُرى ما وَراءَ الغَيبِ وَالجَفنُ مُطرِقُ |
|
وَلا عَجَبٌ فالقَلبُ مُمتَلىءٌ وَعيا
|
فَأَعظِم بِأَمرِ المُصطَفى وَبِشانِهِ | |
|
| يَفيضُ الهُدى مِن قَلبِهِ وَلِسانِهِ |
|
يُعرِّفُهُ بِالشَيءِ دونَ عيانَهِ | |
|
| يَقينٌ يُريهِ الأَمرَ قَبلَ كَيانِهِ |
|
فَيُمضي عَلى تَحقيقِهِ الأَمرَ وَالنَهيا
|
أَفاضَ النَدى ديناً لَهُ وَسَجيَّةً | |
|
| أَتى بِالهُدى قَولاً وَفِعلاً وَنيَّةً |
|
وَفي كُلِّ بِرٍّ فاِعتِقدها قَضيَّةً | |
|
| يَزيدُ عَلى كُلِّ الأَنامِ مَزيَّةً |
|
فَقَدِّمهُ إِجماعاً عَلَيهِم بِلا ثُنيا
|
تُقَدِّم أَجَلَّ الخَلقِ عَن كُلِّ عالَمٍ | |
|
| مَعالِمُهُ في الفَضلِ أَبقى مَعالِمٍ |
|
بَناها جَليلُ القَدرِ مِن آلِ هاشِمٍ | |
|
| يَلوذُ بِهِ في الحَشرِ أَبناءُ آدَمٍ |
|
فَيوسِعُهُم بِرّاً وَيُحسِبُهُم رَعيا
|
سِوى مُبغضيه مِن كَفورٍ مُلحِدِ | |
|
| فَهُم لِلرَدى وَالبؤسِ في اليَومِ وَالغَدِ |
|
وَنَحنُ بِحَمدِ اللَهِ في كُلِّ مَشهَدِ | |
|
| يَقينا الرَدى وَالبؤسَ حُبُّ مُحَمَّدِ |
|
فَلَسنا نَخافُ الدَهرَ أَزلاً وَلا بَغيا
|
دَعاناً لِمَولانا وَحُسنِ ثَوابِهِ | |
|
| وَذَكَّرَنا بِالخَيرِ وَهوَ لِما بِهِ |
|
فَما زالَ في الدُنيا وَعِندَ مآبِهِ | |
|
| يُنيخُ أُولو الحاجاتِ طُرّاً بِبابِهِ |
|
فَيَلقونَ أَمناً في المَماتِ وَفي المَحيا
|
فَلِلَّهِ مِنهُ الوَجهُ قَد دَلَّ بِشرُهُ | |
|
| عَلى ما حَوى مِن رَحمَةِ الخَلقِ صَدرُهُ |
|
فَلِلَّه مِنهُ الوَصفُ قَد فاحَ نَشرُهُ | |
|
| يَطيبُ عَلى طولِ التَعَهُّدِ ذِكرُهُ |
|
فَنَشَقُهُ مِسكاً وَنَطعَمُهُ أَريا
|
وَلِلَّهِ مِنهُ عَطفُهُ وَسماحُهُ | |
|
| وَلِلَّهِ نَومٌ قَد نَفاهُ اِنتِزاحُهُ |
|
صَحيحٌ مَليحٌ جِدُّهُ وَمِزاحُهُ | |
|
| يَهُزُّ قُلوبَ المؤمنينَ اِمتِداحُهُ |
|
فَتَفنى اِشتياقاً لا تَموتُ وَلا تَحيا
|
لَنا رَغبَةٌ فيهِ تُشابُ بَهيبَةٍ | |
|
| وَرُبَّ حُضورٍ في مَواطِنِ غَيبَةٍ |
|
وَمَهما رَجَونا الفُلجَ مِن بَعدِ خَيبَةٍ | |
|
| يَهُبُّ عَلَينا الروح مِن أَرضِ طَيبَةٍ |
|
فَنَهتَزُّ لِلُقيا وَنَقنَعُ بِالريا
|
إِلى اللَهِ أَشكو بَثَّ قَلبي وَوَجدَهُ | |
|
| لِبُعدِ حَبيبٍ لَم أَشأ قَطُّ بُعدَهُ |
|
مُنايَ مِنَالدارَين لُقياهُ وَحدَهُ | |
|
| يَضيقُ نِطاقُ الصَبرِ عَنهُ وَبَعدَهُ |
|
وَهَل يأَلَفُ الأظماءَ مَن يَبتَغي الريّا
|
لَقَد مَسّنا طولُ الفِراقِ بِنَصبِهِ | |
|
| فَصِرنا نُحِبُّ المَوتَ ضيقاً بِكَربِهِ |
|
فَيا لَيتَنا مِتنا اِختِراماً بِحُبِّهِ | |
|
| يَسيرٌ عَلَينا المَوتُ في جَنبِ قُربِهِ |
|
وَمَن قَصَدَ المَحبوبَ لَم يَسألِ البُقيا
|
فَيا رَبَّنا في أَرضِهِ وَسَمائِهِ | |
|
| أَمِتنا عَلى تَصديقِنا بِصطِفائِهِ |
|
فَإِنّا وَذو الأَشواقِ يَعيا بِدائِهِ | |
|
| يَشُقُّ عَلَينا العَيشُ دونَ لِقائِهِ |
|
إِذا الدينُ لَم يَكملُ فَلا كانَتِ الدُنيا
|