بأوجد مني مذ نأيتَ وإنما |
أعلل نفسي بالتجلد والصبرِ |
وإلا فأنفاسي أحرُّ من الغضي |
عليك وأجفاني أدَرُّ من القطر |
في ليت شعري هل لقربك كَرَّةٌ |
وهيهات كم بيني وبينك من قفر |
لعل الذي كان الفراق بحكمه |
يعيد لنا عيشاً تولى وما ندري |
فنُسرِحُ في تلك البطاح نواظرا |
تَنَقَّلُ من روض نضيرٍ إلى نهر |
ونرقى وبين الصخرتين مناظر |
تمثل ما بين الغدير إلى البحر |
وَنَنشَقُ أنفاس النسيم بليلةً |
معطرة بين المذانب والزهر |
تذكرتُهَا والبين بيني وبينها |
ولا بد للمشتاق من لوعة الذكر |
أمّا وهواها بل هواك فإنه |
تمكن ما بين الجوانح والصدر |
لما لبست إلاَّ بحسنك حسنها |
ولا بد للحسناء من نفحة العطر |
وإيه وقد وفيت شَوقِيَ حَقَّهُ |
أعشد نظراً في البدر والغصن النضر |
فهل طلعت في الغصن للبشر نورة |
وهل وضحت من غيمها صفحة البدر |
وهل للجياد القب في القب مسرح |
بأسد هياج غيلها أجم السمرِ |
وما كان من نذر نذرتُ صيامه |
مع الوصل من عشر تضاف إلى شهر |