نِعَمُ الإِله بشكره تتقيد |
فالله يشكر في النوال ويُحمد |
مُدَّت إليه أكفُنَا محتاجةً |
فأنالها من جوده ما تعهد |
وأغاثنا بغمائم وكَّافة |
بالبِشرِ تُبرقُ والبشائر تُرعد |
حملت إلى ظمأ البسيطة ريَّهُ |
ويد الغمام على الثرى لا تجحد |
فالجو برَّاق الشُّعاع مفضض |
والماء فياض الأتيّ معسجد |
والأرض في حلي الربيع كأنما |
نطف السحائب لؤلؤ وزبرجد |
والروض مطلول الخمائل باسم |
والقضب ناعمة المعاطف ميّد |
مَجَّت بقايا الريِّ في نوارها |
فكأنما هي جوهر متبدد |
تاهت عقول الناس في حركاتها |
ألسكرها أو شكرها تتأود |
فيقول أرباب البطالة تنثني |
ويقول أرباب الحقيقة تسجد |
وإذا اهتديت إلى الصواب فإنها |
في حق خالقها تقوم وتقعد |
هذا هو الفضل الذي لا ينقضي |
هذا هو الجود الذي لا ينفذ |
أحضر فؤادك للقيام بشكره |
إن كنت تعلم قدر ما تتقلد |
وانفض يديك من العباد فكلُّهم |
عجزاً يحل وأنت جهلاً تعقد |
فهم وأنت عبيد مولى واحد |
فدع العبيد فليس إلاَّ السيد |
وإذا افتقرت إلى سواه فإنما |
ألوى بخاطرك الطريق الأبعد |
نِعمُ الإِله كما تُشاهِدُ جمةٌ |
والغائبات أجلُّ مما تشهد |
فانظر غلى آثار رحمته التي |
لا يُمتَرَى فيها ولا يتردد |
يا ليت شعري والدليل مبلغ |
من اي وجه يستريب الملحد |
من ذا الذي يرتاب أن إِلهه |
فردٌ وألسنة الجماد توحِّد |
كلٌ يصرِّحُ حالهُ ومقالُهُ |
أن ليس إلا الله رب يعبد |