إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
سيكون الموت ربيبي وربابي |
هذا الرمل يخمن لي مغزى أوردتي |
ويعين للقلب مجال الخفق |
ويربط علاّت الدم بأسبابي |
يتبدّى فوق الربوة جسدي المكتوم |
أنا الجنديّ المكظوم |
المتلظى بتواريخي المتماثلة: |
التاريخ المهزوم يليه التاريخ المهزوم |
المخطوف بندهة ندّاهٍ كمن لعمري ما بين السترة والرئتين |
الناده يهمس لي |
الغسق اقترحك للرقص الخالص في الزمن العكسي |
ارقص حتى تكمل آيتك الناقصة |
فأرقص رقصتي الخالصة |
أغوص وحيدا في طينة أهلي |
حتى استخرج منها اللؤلؤة الغائصةَ |
فيهجس لي الرمل المتوجس |
يقترب عليك الدهر المصريّ |
وبعد رحقيقين ستعتنق السنبلة القانصةَ |
الجسد المندوه يتمتم في: |
اخلص، واقنص، وارقص، غصْ |
أرقص رقصتي الفاحصةَ |
أنا الجندي الراقص بلباس الحرب |
وسنواتي شاخصة في الكفين |
وغامضة بشبابي. |
سيكون الموت ربيبي وربابي |
قال النداهُ: سليمان |
أجبت: ألا للناده صحوي وغيابي |
فتساءل: كيف توصّف حالتك الحربية؟ |
قلت: أنا المخدوع الظمانُ |
فصاح: سليمان |
فكيف تحدد موقعك الراهن بين الأجنادِ؟ |
أنا أول من سيكونون وآخر من كانوا |
وثرى الأرض: الإيمانُ |
اقترب قليلا صاح: سليمان |
بماذا تعرف صوتك بين الأفئدة المجروحة؟ |
قلتُ: هو الصوتُ الهيمانُ |
فسأل: وما الأغنية سليمانُ؟ |
فغنيت لنفسي: |
في الأفق عصافير معادية |
في الأفق طيور سودٌ |
في الأفق دمٌ ورعودٌ |
صاح: فكيف نذيع الوردةَ؟ |
قلت: الوردة ينشرها الكتمانُ. |
سليمانُ: |
فما سعة البارودة؟ |
يدخل منها الشعب الآتي بذهابي. |
واسعة هذي الصحراء |
وضيقةُ كوات الكون على زندي |
تختلط الحلكة بفتاها |
فيواعد ماسورته بالمنديل الأبيض |
ينكش رقم التتك على منحدر الربوة |
يقرأ في دستور الجرح المفتوح سطوراً: |
هي ملكي وصباي وأعشابي |
لا يدخلها غير اتلخلصاء |
ولا يطأ الكثبان سوى العشاق المنذورين. |
هي المدية في الوجع الحي |
وصدع البيت الريفي |
فليس يتاخمها إلا من كشف الصدر عن الوشم: |
اللوتس، وسياط الجلادين. |
الحلكةُ شعّت بفتاهاتدعوه أن يرقص ويغوص إلى اللؤلؤة الفردةِ |
ويشبه نوبته بالوردة، |
ينخرط الجندي على الإيقاع المخبوء |
أنا سأسمي العابر سيرةَ أجيالي |
وأسمي السفح شجوني |
مرات كنت قتيلا |
لكني في ملكي وصباي وأعشابي |
سأخالف في الغسق تراثي وفنوني |
وأقيم الوردة في الزمن الفاصل بين حميمي وغريمي |
لأواصل وشوشتي لزنادي: |
كن لي حداً بين السلم وبين التسليم |
وكن لي قنديلا بين العتمة والتعتيم |
احفظ لي الفارق بين بلادي وبلادي |
سأسميك القابلة المقبلة على أرحامي |
وأسمي الوطن جنوني. |
صاح النداه: سليمان |
أجبت: أنا الشرقاوي على سبابته ترتهن الأزمانُ |
تساءل: كيف تشخص في الصحراء التكليف؟ |
أجبت: بناء سياجٍ للسنبلةِ |
اقترب قليلاً سأل: |
وهل في الصحراء السنبلة؟ |
أجبت: بقلبي |
صاح: وما عمل السنبلة على الكثبان؟ |
صيانة داري من عاري |
سأل: فما الدار وما العار؟ |
الدار دمي والعار عدوي. |
قال: فما صلتك بفضاء المنطقة، سليمانُ؟ |
فقلت: أنا النورس والسمانُ |
سليمانُ |
ومن أعداء سمائك وسمائي؟قلت: الشاري والبائع |
غاصب نافذتي والراكعُ |
خاطف فرحي: المتبوع وخاطف فرحي التابع |
شاهد اوجاعي: الساكت والنّدمانُ |
سليمانُ: |
فما جذرك في الأرضِ؟ |
هو الجميز يخصبه الطينُ |
وما عمرك؟ |
سنوات الواحات وحطّينُ |
وما بلدك؟ |
أعرفها بالحد وحد البلد فلسطينُ. |
النادهُ صار على رمش العينين، |
وصاح: فمن أنت سليمان؟ |
أنا في صدر بنات الدلتا الرمانُ |
فكيف تميز بين حميمي وغريمي؟ |
قلت: حميمي يدخلني من ضلعي بفراشته، |
وغريمي يثقب كفّيّ وأبوابي |
يسلب مني زينة عمري |
ويزين لي أحلام خرابي |
همس: فكيف تصنف طلقتك السيارةَ؟ |
كفارة كل المقهورينَ |
وكيف تغني الأغنيةَ المختارةَ؟ |
فترنمت لأهلي: |
سيكون الموت ربيبي وربابي. |