خفقَ القلبُ بالنشيدِ المطهّرْ |
فدع الشعر والأغاني وكبّرْ |
وإذا شئت نغمةً فدع الرو |
حَ جلالا من شرفة الغيب تنظر |
وتهيّأ للوحي يأتيك بالشعْـ |
ـر كسيكاب ديمةٍ تتفجّر |
وتلفّت لمربع الجنّ في البيْـ |
ـد تر الجنّ غيرةً يتقطّر |
فاحْكِ للجاحدين يا شاعر الخلْـ |
ـدِ أساهُ وصِفْ مناحةَ عبقر |
هكذا قال لي صدى مُلْهم الوَحْـ |
ـي فأصغيتُ لحظةً كالمخدّر |
وانتظرت الإلهام حتى إذا ما |
رنّ بي هاتف الخيال المستّر |
رجفت في الجنان كالزعزع القصّاف |
تغلي بجانبيّ وتزأر |
من فجاج الغيوب هاجت صباحاً |
ثورةٌ في الرمالِ هبّت تزمجر |
قيل بدرٌ فزُلزلت هدأة الناي |
وكادَ النشيدُ بالدم يقطرْ |
أقبلت كالعجاج في هبوة الحرْ |
ب قريشٌ على الحياض تُنقّر |
كل ذي سخنةٍ كغاشية الليْـ |
ـل وهولٍ يرتاع منه الغضنفر |
يتنزّى بسيفهِ من ضلالٍ |
هُوَ أعمى لديه والسيفُ مبصر |
سلّه من قرابه وهو خزيا |
ن لأيٍّ من الرجال يُشهّر |
لو مضى يستشيرهُ ساعةَ الرو |
عِ لردّاه كالحطام المبعثر |
عجبا للحديد يهدى إلى الحقّ |
وهاديهِ كالضرير المحيّر |
حشدوا موكب المنايا وخفّوا |
لضياء الإلهِ غاوينَ فجّر |
يتراءون كالصواعق في الرمْـ |
ـل ووجهُ الضحى من الروع أغبر |
كالشياطين جلجلت في دجى الليْـ |
ـل وهاجت في البيد تغوي وتصفر |
أرزمت فوقهم سيوفٌ وريعت |
من تناديهم أضاة ومعفر |
زلزلوا راسي الجبال وراحت |
منهمُ البيد تقشعرّ وتذعر |
ومضى الشرك بينهم مزعج الهيْـ |
ـجة طيشان كاللظى المتسعّر |
جمّع الهول كلّه في يديهِ |
ومضى بالحمام في الهول يزفر |
إن يكن كيره أجنّ البلايا |
لنبيّ الإسلام فالله أكبر |
سجد اللات مؤمناً وجثا العزّى |
يناجي مناة يا صاحِ أبشر |
هلّ في ساحنا وميضٌ من النو |
ر غريب التلماح خافي التصوّر |
ذَرّهُ أرعد الصفا وأحال الصخر |
روحاً يكاد في الرمل يخطر |
لا من الشمس فيضه فلكم شعّت |
علينا فلم ترُع أو تبهر |
لا من النجم لمحهُ فلكم لا |
ح كئيب الضياء وهنان أصفر |
قد نسختا به ومن غابر الدهْـ |
ـر نسختا البلى ولم نتغيّر |
ألهونا وعفّروا وهمُ الصيد |
عُلاهم على ثرانا المعفّر |
سر بنا يا مناةُ نخشع جلالاً |
لسنا النور علّهُ اليوم يغفر |
عجباً خرّت المحاريب والأصْـ |
ـنام دكّاً والعبد ما زال يكفر |
وعلى التلّ خاشعٌ في عريشٍ |
قدسيّ الظلالِ زاكٍ منوّرْ |
كاد من طيبهِ الجريدُ المحنّى |
من ذبول البِلى يميس ويزهرْ |
هالةٌ تسكبُ الجلال وتندى |
بوميض الهدى يفيق ويسحرْ |
لو رمت كاسف البصيرة أعمى |
عاد منها مبلج القلب أحور |
قسماً ما أراه إنساً فإنّي |
أتحدى بهِ بنانَ المصوّر |
باسطٌ كفّهُ إلى الله يدعو |
ربّ حمّ القضا لدينكَ فانصرْ |
إنّ أجنادي البواسلَ قُلّ |
وخميس العدوّ كالموج يزخرْ |
خفقةٌ من كرًى تجلّت عليه |
مالَ من طهرها الرداءُ المحبّر |
وإذا الوحيُ بارقٌ مستهلٌّ |
من سماء الغيوب هنّا وبشّر |
فانتضى سيفه وهبّ على الغا |
رة بالسّرمدِ القويّ مؤزّر |
ينفخ القوم بالحصا فتدوّى |
أسلات الإسلام في كل منحر |
وجنود السماء من كلّ فجٍّ |
غيّبٌ للعيان في القلب حضّر |
تُشعل النار في قلوب المذاكي |
وتؤجّ الرجال ناراً تسعّر |
قوّةٌ من جوانب العرش هبّت |
ذاب من بأسها الحديد المشهّر |
وبلالٌ يلقى أميّةَ غضبا |
ن فيشفي الغليل منه ويثأر |
أمسِ كم حمّلَ الصخور الذّواكي |
من لهيب الرمضاء تَغلي وتسعر |
ضجّ من هولها الآذان وكادت |
تتهاوى لها أواسي المنبر |
وهوَ اليوم قاذفٌ صخرةَ الموْ |
ت عليه تهوي فتردِي وتقبُر |
وأبو جهل جندلتهُ قناةٌ |
فهوى تحت جندل البيدِ يزحرْ |
وقف الكفر فوقه يندبُ الكُفْـ |
ـر ويهذي على الرفات ويهذر |
يا عدوّ الإسلام خذها من الإسْـ |
ـلام ردّتكَ كالقنا المتكسّر |
طعنةٌ من معاذ أخرس فُوها |
فاكَ بعد ما كنت تنهي وتأمر |
لكأنّي بعظمكَ الآن يصطكُّ |
ويغلي من الأسى والتحسّر |
وشظايا اللسان ندمانةً كا |
دت لنور الهُدى حنيناً تُكبّر |
ثمراتٌ في كفّ أعزلَ جوعا |
ن هضيمٍ بين الوغى متَعثّر |
عربيٍّ من شيعة الله وانٍ |
عن صراع الهيجاء حزناً تأخّر |
حينما شاهد النبيّ تلظّت |
جمرةُ النصرِ في حشاهُ المفتّر |
سلّ من روحهِ حساماً ومن إسْـ |
ـلامهِ في مسابح الرّوع خنجرُ |
هكذا نَجدَةُ السّماءِ أحالتْ |
واهنَ الجسم كالعتّي المدَمّر |
فإذا النصرُ صيحةٌ هزّت الدُّنْـ |
ـيا وراعت بُروج كِسرى وقيصر |
وإذا بدرُ خفقةٌ في لسان الشّ |
ـرق يُزهى على صداها ويفخرْ |