عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود حسن أسماعيل > أنا شاعر الوادي وعزاف اللظى

مصر

مشاهدة
899

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

أنا شاعر الوادي وعزاف اللظى

لمحت ركابكَ يا مُظفّرُ مثلما
لمح الحجيج بظلّ مكة زمزما
فأتتكَ حاشدةً تكاد سماؤها
فوقك فرحةً وتبسمّا
بلد الهوى والسحر هزّ ملاحني
فهفوتُ نحو ظلالهِ مترنما
كادت مباهجها تنسّى خافقي
سحر الصعيد وما أفاض وألهما
قد كنتُ أحسبُها خميلةَ شاعرٍ
شدهَ الربيع خيالَهُ فترنّما
فإذا بها للحقّ ثورةُ ثائرٍ
نسخَ النسيمَ على الضّلالِ جهنّما
بالأمس لاذَ بظلّها متجبّرٌ
ضاقتْ به الدنيا فثارَ ودمدما
صلف الزعامة غرّهُ فمشى بها
يُرغي ويزبدُ فوق شطآن الحمى
زعم المواطن كلَّها أجنادَهُ
ولو استطاع على الورى لتزعّما
معبود قومٍ كلما نادى بهم
سجدوا لديه ضلالةً وتأثّما
آبيسُ والأصنامُ أقدسُ حرمةٍ
منه وأوهنُ في العبادة مأثما
دين الحجارة صامتٌ! لكنهُ
طلبَ الصلاة لنفسه متكلّما
قل للزعامةِ بعدَ ما أودي بها
عضُّ الأنامل حسرةً وتندّما
أين الرفاقُ؟ ألا فنوحي بعدهم
قد صار عرسك يا كئيبةُ مأتما
وعظُوكِ حتى صمّ سمعكِ عنهمُ
تركوك ثاكلة السواعد أيّما
أصبحتِ في التاريخ دمعةَ ظالمٍ
نار العدالة أوسعته تضرّما
تركوكِ حتى صار فرطَ ضلالةٍ
صنمُ القداسةِ في حماك مُهشّما
هذا حِمى المنصورة انصدعت به
آساسُ معقلكِ القديمِ فحُطّما
بلد الفدا والتضحياتِ أبى لها
شرفُ الكرامة أن تُقاد وتُرغما
دارُ ابن لقمان ودارةُ حصنها
ودّت مدارج سجنها لكِ سلّما
نبذيك نبذ الريح ذابلة السفا
ودعت عليلكِ تسخُطاً وتبرُّما
وشبابها ترك الضلالَ وعافَهُ
فغدا مسيرك في ثراهُ محرّما
قد لاذ بالوكن الذي برحابه
الجيلُ والنيل العتيد قد احتمى
زُرت الصعيد فكان ركبُكَ مهجةً
والشعبُ يجري في لفائفها دما
وعطفت بالدلتا فكاد نخيلها
يجثو لديك محيّيا ومُسلما
ومسابح الرياح أصبح موجها
يدعو لركبكَ في الشطوط مُغمغما
والسنبل المفتون يرقصُ فرحةً
والسّرو يبدو في الخشوع متيّما
دنيا من الأفراح يخفق بشرها
أنّى حللت من الديار وأينما
فأم بظلّ الحقّ أرسخَ دولةٍ
في النيل طاب زمانُها وتنعّما
واسمع نشيد الشعر فهو مشاعرٌ
فاض الولاء بها فهاج ورنّما
أَنَا شَاعِرُ الْوَادِيْ! وَعَزَّافُ اللّظَىْ
إِمَّا شَهَدْتُ جَنَانَهُ مُتَألِّمَا
أهدي العطور لمن يفي لبلادهِ
وأسوق للطّاغي الخؤون جَهنّما
لاموا عليّ الشدوَ قلتُ رُيدكم
من ذا يلومُ العبقريَّ الملْهما
غيري يسُوقُ الشعرَ فضلَ بلاغةٍ
وأنا أُفجّر في منابِعه الدما!!
محمود حسن أسماعيل

(ألقيت في ظلال المنصورة يوم احتفالها بمحمد محمود باشا في أثناء رحلته السياسية في 27 من مارس 1937 م )
التعديل بواسطة: السيد عبد الله سالم
الإضافة: الخميس 2012/04/12 09:12:56 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com