يا من بغيثُ الورى من بعد ما قنطوا |
إرحم عبيداً أكفَّ الفقرِ قد بسطوا |
واستنزلوا جودكَ المعهود فاسقهِم |
ريّا بربهُم رضى لم يثنهِ سخطُ |
وعامِل الكلَّ بالفضل الذي ألفوا |
يا عادلاً لا يرى في حكمهِ شطَطُ |
إنَّ البهائمَ أضحى التربُ مرتعها |
والطيرَ تغدو من الحصباء تلتقطُ |
والأرضَ من جلَّة الأزهار غرية |
كأنّها ما تحلَّت بالنباتِ قطُ |
وأنتَ أكرمُ مفضالٍ تمدُّ لهُ |
أيدي العصاة وإن جاروا وإن قسطوا |
ناجوكَ والليل حلّاهُ بهاء سنا |
كما يحلى سواد اللمّة الشمَطُ |
فشاربٌ بذنوبِ الذنبِ غصَّ بهِ |
وآخرونَ كما أخبرتنا خلطوا |
ومنعم في لذيذ العيش وهو يرى |
في سلك من هو حول العرشِ ينخرطُ |
وملحدٌ يدّعي ريّا سواكَ لهُ |
حيران في شرك الإشراكِ يختبطُ |
كلٌّ ينالُ من المقدورِ قسمتَهُ |
قومٌ ترقّوا وقومٌ في الهوى سقطوا |
حكمٌ من اللَهِ عدلٌ في بريتّه |
فرضٌ علينا لهُ التسليمُ مشتَرط |
ومن تصدّى لحكم اللَه معترضاً |
فقد تصدّى لهُ الخذلانُ والغلطُ |
وما ذنوبُ الورى في جنبِ رحمتهِ |
وهل يُقاسُ بفيضِ الأبحر النقَطُ |
فما لنا ملجأٌ غير الكريم ومن |
يُلفى على الحوضِ وهو السابقُ الفرطُ |
ذاك الرسولُ الذي كلُّ الأنامِ به |
يومَ القيامةِ مسرورق ومغتبَطُ |
صلى عليهِ صلاةً لاتقاد لما |
من اسمهُ باسمهِ في الذكر مرتبِطُ |