أَتَتكَ الخَمرُ يا عيدَ الأَضاحي |
كَأَنَّ شُعاعَها قَبَسٌ مُليحُ |
فَلا تَسأَل عَنِ الحُجّاجِ ماذا |
تُعالِجُ وَالمَطِيُّ بِها رَزيحُ |
وَلَكِن عَن كُؤوسٍ مُترَعاتٍ |
كَأَنَّ سَرِيَّ شارِبِها نَضيحُ |
وَقَد أَعدَدتُهُ ذِبحاً كَريماً |
لِيَومِكَ وَالزَّمانُ بِهِ شَحيحُ |
زَعيمُ حَظيرَةٍ مِن آلِ ضَأنٍ |
لَهُ في قَومِهِ نَسَبٌ صَرِيحُ |
تَرَى أَوداجَهُ تُبدِي نَجيعاً |
كَأَنَّ ضُحى النَّهارِ بِهِ جَريحُ |
مَعَ الخِنزيرِ رَبَّتهُ النَّصارى |
وَجَرَّ عَلَيهِ راحَتَهُ المَسيحُ |
وَكانَ غَنيمَةً لأَميرِ قَومٍ |
مَسالِكُهُ إِلى الغاراتِ فيحُ |
أُصَمِّمُ في الصِّراطِ عَليهِ شَرّاً |
كَأَنّي فَوقَهُ بَطَلٌ مُشيحُ |
أَفوتُ بِهِ السَّوابِقَ وَهيَ تَجري |
بِشِدَّةِ جَهدِها وَأَنا مُريحُ |
مَلأتُ عُيونَها نَقعاً مُثاراً |
وَلَولا الخُلدُ ما قَدَرَت تُريحُ |
طَويلُ الرَّوقِ مَكحولُ المَآقي |
أَغَرُّ بِمِثلِهِ فُدِيَ الذَّبيحُ |
وَلَو يَفدِي بِهِ عُثمانَ قَومٌ |
لَكانَ لَهُم بِهِ الثَّمَنُ الرَّبيحُ |