شَكَوتُ إِلَيهِ بِفَرطِ الدَنَف |
فَأَنكَرَ مِن عِلَّتي ما عَرَف |
وَقالَ الشُّهودُ عَلى المُدَّعِي |
وَأَمّا أَنا فَعَلَيَّ الحَلِف |
فَجِئنا إِلى الحَكَمِ الأَلمَعِي |
يِ شَيخِ المُجونِ وَقاضي الظَّرَف |
وَكانَ بَصيراً بِحُكمِ الهَوَى |
وَيَعلَمُ مِن أَينَ أَكلُ الكَتِف |
فَأَجلَسَنا ثُمَّ أَوما إِلَيَّ |
وَقالَ الشُّهودُ عَلى ما تَصِف |
فَقُلتُ لَهُ أَدمُعِي شاهِداتٌ |
فَقالَ إذا شَهِدَت تَنتَصِف |
فَفاضَت دُموعيَ مِن حُبِّهِ |
كَمِثلِ السَّحابِ إِذا ما تَكِف |
فَحَرَّكَ رَأساً إِلَيهِ وَقالَ |
دَعُوا يا مَهاتيكُ هذا الصَّلَف |
كَذا تَقتُلونَ مَشاهيرَنا |
إِذا ماتَ هذا فَأَينَ الخَلَف |
وَأَوما إِلى الخَدِّ أَن يُجتَنى |
وَأَوما إِلى الرِّيقِ أَن يُرتَشَف |
فَلَمّا رَآهُ حَبيبي مَعي |
وَلَم يَختَلِف في الهَوى مُختَلِف |
أَزالَ العِنادَ فَعانَقتُهُ |
كَأَنِّيَ لامٌ وَإِلفي أَلِف |
وَظَلتُ أُعاتِبُهُ في الجَفا |
فَقالَ عَفا اللَّهُ عَمّا سَلَف |