مَن عانَدَ الحَقَّ لَم يَعضُدهُ بُرهانُ |
وَلِلهُدى حُجَّةٌ تَعلو وَسُلطانُ |
ما يُظهِرُ اللَه مِن آياتِهِ فَعَلى |
أَتَمِّ حالٍ وَصُنعُ اللَهِ إِتقانُ |
مَن لَم يَرَ الشَمسَ لَم يَحصُل لِناظِرِهِ |
بَينَ النَهارِ وَبَينَ اللَيلِ فُرقانُ |
الحَمدُ لِلَّهِ حَمدَ العارِفينَ بِهِ |
قَد نَوَّرَ القَلبَ إِسلامٌ وَإيمانُ |
عَقلٌ وَثابِتُ حُسنٍ يَقضِيانِ مَعاً |
لِلأَمرِ أَنَّ سِراجَ الأَمرِ عُثمانُ |
السَيِّدُ المُتَعالي كُنهُ سُؤددهِ |
عَمّا تَأَوَّلُ أَلبابٌ وَأَذهانُ |
مَن راءَ حَضرَتَهُ العُليا رَأى عَجَباً |
المُلكُ في الأَرضِ وَالإيوانُ كيوانُ |
مَرأىً عَلَيهِ اِجتِماعٌ لِلنُّفوسِ كَما |
تَشَبَّثَت بِلَذيذِ العَيشِ أَجفانُ |
لِلعَينِ وَالقَلبِ في إِقبالِهِ أَمَلٌ |
كَأَنَّهُ لِلشَّبابِ الغَضِّ رَيعانُ |
كُنّا إِلى المَلَأِ الأَعلى بِنِسبَتِهِ |
لَو ناسَبَ المَلَأ العُلوِيَّ إِنسانُ |
كَأَنَّما يَتَعاطى فضلَ مَنطِقِهِ |
عِندَ التَكَلُّمِ لُقمانٌ وَسَحبانُ |
يُغضي عَنِ الذَنبِ عَفواً وَهوَ مُقتَدِرٌ |
وَيَترُكُ البَطشَ حِلماً وَهوَ غَضبانُ |
بِفِطنَةٍ مِن وَراءِ الغَيبِ صادِقَةٍ |
مِنها عَلى فَضلِها في الحُكمِ عُنوانُ |
مَزِيَّةٌ ما أراها قَبلَهُ حَصَلَت |
لِواحِدٍ مِن مُلوكِ الأَرضِ مُذ كانوا |
أَستَغفِرُ اللَهَ إِلا قصةً سَلَفَت |
قَد كانَ فُهِّمها يَوماً سُلَيمانُ |
سارٍ مِنَ النَقعِ في ظَلماءَ فاحِمَةٍ |
وَالشُهبُ في أُفُقِ المرانِ خَرصانُ |
وَمُغتَدٍ وَمِنَ الخَطِيِّ في يَدِهِ |
عَصا تَلَقَّفَ مِنها الجَيشَ ثُعبانُ |
غَرناطَةٌ شُغِفَت حُبّاً وَمِنكَ لَها |
بِالحَلِّ وَصلٌ وَبِالتِرحالِ هِجرانُ |
مَولايَ ماذا عَلَيها مُذ حَلَلَت بِها |
أَن لا يُعاوِنُها ناسٌ وَبُلدانُ |
إِذا تَذَكَّرتَ أَوطاناً سَكَنتَ بِها |
فَلا يَكُن مِنكَ لِلأَضلاعِ نِسيانُ |
مِمَّن لَهُ حَدُّ سَيفٍ أَو شَبا قَلَمٍ |
شَرارُهُ في الوَغى وَالفَهمِ نيرانُ |
يَسلُّ مِقوَلَهُ إِن شامَ مُنصُلَهُ |
وَلِلخِطابِ كَما لِلحَربِ أَوطانُ |
قَد يَسكُتُ السَيفُ وَالأَقلامُ ناطِقَةٌ |
وَالسَيفُ في لُغَةِ الأَقلامِ لَحّانُ |
عَدلاً مَلَأتَ بِهِ الدُنيا فَأَنتَ بِها |
بَينَ العِبادِ وَبَينَ اللَهِ مِيزانُ |
أَبياتُ مَعلُوَةٍ في كُلِّها لَكُمُ |
أُسٌّ كَريمٌ عَلى التَقوى وَبُنيانُ |
فَلَو لَحِقتُم زَمانَ الوَحيِ نُزِّلَ في |
تِلكَ الصِفاتِ مَكانَ الشِعرِ قُرآنُ |
مَن لَم يُصِخ نَحوَها وَالسَيفُ مُلتَحِفٌ |
فَسَوفَ يَقرَؤُها وَالسَيفُ عُريانُ |
مَوتُ العِدا بِالظُبا دَينٌ وَإِن مَطَلَت |
بِهِ سُيوفُكَ فَالأَيّامُ ضُمّانُ |
فَكُن مِن الظَفَرِ الأَعلى عَلى ثِقَةٍ |
مِنكَ الظُبا وَمِنَ الأَعناقِ إِذعانُ |
لا زالَ كُلُّ عَدُوٍّ في مَقاتِلِهِ |
دَمٌ إِلى سَيفِكَ الريّانِ ظَمآنُ |