كَذا كل يَوم في هَناء مجدد |
وَضعف سرور اليَوم يَزداد في غَد |
وَما خصك المقدار يَوماً بغاية |
من المَجد إِلّا جاد بعد بأبعد |
هَنيئاً لِهَذا المَلك قَد شَدَّ ازره |
وَثقف حَتّى ما به من تأوّد |
بيوم قضت فيك المَكارِم دينها |
وَأَنجضزَت العَلياء أَكرم موعد |
تَجلى عَلى الدنيا بأيمن طائِر |
وَفي طالع منه السعود بمرصد |
ليفخر به آل الحسين وان تكن |
مفاخرهم طول المَدى في تجدد |
وَيَبتَهِج الباشا الهمام بشبله |
غَدا تَلوه في كل مجد وَسؤدد |
فَلِلَّه يَوم قد تبلج صبحه |
بِمَحمودة الباش بملك مجدد |
أَتى بالَّتي تندق من دونها القَنا |
وَيرجع عنها حدّ كل مهند |
بِلا سَبَب إِلّا ترشحه لها |
أَلا هَكَذا فَليَرتد المجد مرتد |
ولاية عهد احكم اللَه عقدها |
وَشاد بها بنيان عز مؤبّد |
فَماذا أَتاح اللَه للملك بعدها |
لعمر ابيك من فخار مشيد |
فَلِلّه عينا من رآه قَد اِستَوى |
عَلى الدست يعلو منه أَشرف مقعد |
وَقَد صفت الأَجناد صفّين حوله |
عَلى رتبة من كل شيحان أصيد |
وَقَد خشعوا من هيبة فَتراهم |
وان لَم يَكونوا ساجِدين كسجد |
وَقَد نشرت أَعلامه كَسحائب |
من النصر لكن برقها ذوب عسجد |
وَجاءَ رَسول الملك يرجف قلبه |
وَقَد شاهدت عَيناه أَعظم مشهد |
يَقوم لِتَقويم الصفوف وَينحَني |
لهيبته كالراكِع المُتَهَجِد |
وكبّر لما أَن رأى نور وجهه |
بِنَفسي وَأَهلي ذلك الوَجه افتَدي |
لَك اللَه مِن ذي حوطة شد أَزره |
بِذي حوطة مثل الجسام المجرد |
وَأَروع رحب الصد عزز ملكه |
بأروع رحب الصدر رحب المقلد |
كبدر الدجى كالصبح كالشمس كالهُدى |
كَنَيل الأَماني كاعتقاد الموحد |
وَكالغَيث يَهمي بالحيا متهللا |
وَكالبحر يَرمي الدر لَيسَ بمزبد |
جَناحك إِن تنهض يَمينك إِن تصل |
وَظلك أَي الطرق يممت يقتَدي |
هُوَ السَيف فاِضرب من تَشاء بحده |
هُوَ الرمح فاطعن كَيفَ شئت وَسدد |
فَما بَينَ ان يَبدو وان تخضع العدا |
لصولته إِلّا كسجدة هدهد |
وَمن حجرك اِقتاد الجنود وَلَم يَكن |
يُفارقه إِلّا الى ظهر أَجرد |
فَلا زال منصور اللواء مؤيداً |
وَأَنتَ له أَقوى عماد وَمسند |
وَدامَت له في ظل دولتك العلى |
وَخلدتها تَخليد بدر وَفرقد |