لَولا عيون الظبِيْ تَرنو فَتفتك بي |
ما كانَ بَيني وَبَينَ الحب من سبب |
عيون من كلّما يسفرن في ميس |
يَزرين بالدر وَالعسالة القضب |
بيض كَواعب ما غازلن من أَحد |
إِلّا وَراح بقلب أَي مُكتَئِب |
من كل فتانه مَهما رنت تركت |
أَسد الثَرى بين ماسور وَمنتهب |
في جيدها غيد في قدها ميد |
تَرنو بنرجسة تفتر عَن حبب |
وَالوَجه ذو بلج وَاللحظ ذو دعج |
وَالثغر ذو فلج أَيضاً وَذو شنب |
يا من هي الرَوضة الغَنّاء يانعة |
بدلت من خصبها بالمحل وَالجدب |
هَل تَذكرين وَفي الذكرى لَنا فرج |
أَيام نرفل في ثوب الصبا القشب |
أَيام نعملها كالتبر خالصة |
لا مزج إِلّا رضاب منك كالضرب |
فالآن عوضت من ذاك السَنا ظلما |
وَبالمَسرات أَنواعاً من الكرب |
مللت دَهري وَملتني حَوادثه |
فَبعدكم لَيسَ لي في العَيش منأَرب |
لَهفي عَلى زمن لا بَل عَلى سكن |
عَهدتهم منتهى الآمال وَالطلب |
كَم ليلة بعدهم قَد بت أسهرها |
أَشابت الرأس منها وَهيَ لم تشب |
كأن أَفلاكها من طول ما تقلبت |
ألقَت عَصاها لما لاقَت من التعب |
أَوَ لَم تَكن وقفت لَم رأيت لَها |
مِن النجوم مَساميراً من الذَهب |
كأَنَّني قَد أَعرن الأفق من حلك |
سواد حظي فَلا ضوء سِوى لهبي |
حَتّى بَدا الصبح بعد اليأس منه وَما |
يغني الصَباح وَجيش الشوق في غلب |
كأَنَّه في دجاها راهب غزل |
قَد شق عَن صدره الجلباب من طرب |
أَو جيش كسرى جَلا أَعلامه فَطوَت |
بنودها وَالتجا السودان للهرب |
أَو نوور علم أَمام العصر قدوتنا |
يَحلو غياهب أَهل الشك وَالريب |
العالم العامل المولى محمد الغر |
ياني الطاهر الأَخلاق وَالنسب |
الفاضل الكامِل العلامة اللسن الح |
بر الأشم الهمام الكَريم الأصل وَالحسب |
البارع الألمعي الماجد الفطن الشه |
م الهمام الكَريم الأصل والحسب |
العالي الرتب ابن العالي ابن |
العالي الرتب ابن العالي الرتب |
الراجح العقل ذا فهم مَداركه |
هي الشفا من سقام الجهل وَالوصب |
تنهل من علمه بين الوَرى ديم |
كَما تفتح أَفواه من القرب |
ترجى مواهبه تَخشى عواقبه |
كالغَيث في رغب وَاللَيث في رهب |
بحر البيان الَّذي ما إِن له طرف |
شَمس المَعارِف بدر العلم وَالأدب |
مجلي حقائقه مجني دقائقه |
مبد لطائفه من اكثف الحجب |
كشاف مبهمه مصباح مظلمه |
مفتاح مقفله المغني عن الكتب |
ما زلت يا واحد الدنيا وَعالمها |
ومن أَنامله تغني عَن السحب |
في كل مستوعر تَرمي شوارده |
بسهم فكر مَتى ما ترمه تصب |
حَتّى غَدَت مشكلات العلم واضحة |
تَدعو المحاول بعد البعد من كثب |
وَالحق في نفق وَالزيغ في قلق |
وَالدين طلق المحيا في حمى حرب |
أَنتَ الَّذي كفه ينهل واكفها |
بَحراً عَلى حين عاد الجود كالثغب |
ناهيل من ماجد تجلى الخطوب به |
وَسيد دمه يشفى من الكلب |
إِن قلت اِنجلَت سيف الهند منصلتاً |
أَوصلت قمت مقام الجحفل اللجب |
وَقَد ملأت طباق الأَرض معرفة |
كَملئها بالَّذي فرقت من نشب |
بشرى فَقَد ختم الباري معارفه ال |
كبرى بعلمك ختماً جاء بالعجب |
ختم أعز به الدين الحَنيف وَلَم |
يَسمَع بمثل له في سالف الحقب |
ختم أَضاءَت له الآفاق واِتصلت |
فيه المَسرات وَصلا غير منقضب |
وَأَسفر منبلجاً وجه الزَمان وَقَد |
قامَت عَلى ساقها الدنيا من الطرب |
دم أبق عش عز علم جد احم أعن |
جد سر أتل ارفع اخفض افخر اسم هب |
وقرّ عَيناً بما آتاك ربك من |
فضل وَدونكها كالأنجم الشهب |
لكنها بنت فكر سادر عطب |
طوع الهموم كَما شاءَت يد النوب |
هَذا وَقَد بلغت في الحسن غايته |
تَزري وحق لها بالخرد العرب |
تبدي ثَناءَك في كل المَحافِل إِذ |
أَحييت سنة خير العجم وَالعرب |
محمد المُصطَفى الهادي الشَفيع نب |
ي الرحمة المُجتَبي المُختار خير نَبي |
صَلى عليه الَّذي بالفضل خصّصه |
وآله الغر مَع أَصحابه النَجب |
ما اِنهل مزن الحَيا يُسقي رياض ربا |
قَد قامَ فيها خَطيب الورق في القضب |