جَرى مستهل الدمع من مقلة سحا |
غداة وَهي عقد الهَوى بعد ما صحا |
وَخاف الكرى خوضاً بلجة أَدمعي |
فَنادَيته لا تخشها واذكر الصرحا |
وَلولا مقيم بين أَكنفة الحمى |
لما كانَ قَلبي يعرف البث وَالبرحا |
أَرى السفح من بعد فَأَبكي لمن به |
فجفني عَلى الحالين قَد لزم السفحا |
نأوا وَرجونا ان يدوموا عَلى الهَوى |
فَسلو الجَفا سَيفاً وَقَد ضَربوا صَفحا |
وان حَبيباً باتَ تقذفه النَوى |
عَلى نقض ما عاهدتها قَد طَوى كشحا |
وان الخَيال الزائرين إِنَّما جَفا |
لما ان جفني لَم يذق للكرى سرحا |
خَليلي طالَ اللَيل أَم يقبل الضحى |
فَتبصره كاللَيل مُقلَتي القرحى |
إِذا كانَ من أَهواه شَمساً وَقَد نأى |
فَلا تَعجَبوا ان لا أَرى بعده صبحا |
وَبي شادن قد أود القلب حبه |
شهاب غرام باتَ يلفحه لفحا |
وَأَصبح فيه قادحاً زند لوعة |
أَفي ابن شهاب قد أجيز له القدحا |
إِذا شهدت لي مقلتي عندما بكت |
دَماً بِغَرامي قال ان بها جرحا |
إِذا ما رنا من مقلة الظبي واِنثَنى |
فَلا حملت كف قَضيباً وَلا رمحا |
بوجنته ماء أرق من النَدى |
وظل عذار ريحه نفحت نفحا |
وان فاتَ ذاك الماء وَالظل جزته |
إِلى البحر لا تظما لديه وَلا تضحى |
إِلى شيخنا الأسنى الامام محمد |
إمام له العَلياء وَالرتبة الرجحى |
هُوَ العالم النحرير وَالسَيد الَّذي |
حوى الهمة الشماء وَالخلق السمحا |
كَريم له فضل عَلى كل سيد |
تَرى في نداه جود اكرمهم شحا |
له قصبات السبق يوم رهانهم |
وان يسروا كان المعلى له قدحا |
همام إِذا اِستَنهَضته لملمّة |
يَجلى خطوباً طالَما برحت برحا |
يقسم وَقتيه فوقت عبادة |
وَوقت لبذل العلم يمنحه منحا |
وَيسهر في كسب الفَضائِل وَالعلى |
سل اللَيل عنه هَل يَنام له جنحا |
له الحسب الوضاح وَالشيم الَّتي |
غَدَت غرة في جبهة الدهر لا تمحي |
وَمجد رقي للانجم الزهر دائِماً |
حَماها فَغاضَت في مجرتها سبحا |
وفر سهيل خيفة واِختَفى السها |
لِذاكَ وَقَد أَلقى السماك له الرمحا |
هَنيئاً لك المجد الَّذي قَد بلغته |
بعزمة جد منك لا تعرف المزحا |
وَيهنيك ذا الختم الَّذي قَد همت به |
سَحائب علم سح وابلها سحا |
تلوث به آيات فتح وَقبله |
أَتيت بِما لَم يأل نصحاً وَلا نحا |
فتحت عيوناً واِنتصرت لمذهب |
فَلله ختم قَد تَلا النصر وَالفَتحا |
يَقولون ما في الأرض خل مناصح |
وَهَذا خَليل عم كل الوَرى نصحا |
أَتى بنفيس الدر من بحر مالك |
لمن كانَ يُبقي في تجارته الربحا |
بمتن مَتين يشرح الصدر واضِحاً |
فأحسن به متناً وَأَحسن به شرحا |
دَقائِق تبديها خفت عَن جهابذ |
بإلهام من أَوحى إِلى النحل ما أَوحى |
لك الخير من لي أَن اقوم بوصف ما |
لديك وان كانت لي اللهجة الفصحى |
وَما كانَ مَدحي أن يزيدك رفعة |
كَفاني علواً أَن أَسوق لك المدحا |
فَعش للعلى وَالمجد وَالعلم وَالتُقى |
كَفى الكل أَن تمسي سَليماً وان تضحي |