مطول ذاك الوصل آذان بالختم |
رأيت له استهلال دَمعي من الحتم |
ليال تملينا بِها السعد فاِنقَضَت |
كعقد لآل قَد تَداعى إِلى الفصم |
وَيوم عَلى شط الغَدير قطعته |
وَللبرق تشوير إِلى الغيث بالكم |
وَقَد وسم الوسمي غفلا من الثَرى |
فَكانَت حَياة الأَرض في ذلك الوسم |
كان خَيال الغصن في الماء إِذ غَدا |
به جائِلاً معنى تردد في وهم |
هَنيئاً له من حيث هبت له الصبى |
وَقَد هب جفن النوم من فترة النوم |
وَقَد غاض نهر للمجرة مفعم |
وَصوح غض الزهر من نرجس النجم |
كأن بَقايا اللَيل في الصبح لعسة |
بثغر شنيب وَالنَدى بارد الظلم |
تدار علينا من سلافة بابِل |
عقار لفرط الطيب تسكر بالشم |
كأن فم الابريق وَالمسك نافح |
لَدى سكبه جرح الشَهيد غَدا يدمي |
ينادمني الظبي الأغن إِذا اِنتَجى |
يَكاد يزيل العقل من لذة الدغم |
بكاسير من صهبائه وَرضابه |
أَشدهما بالفعل ما كان باللثم |
لئن كانَ أَحياني بسهم من اللَمى |
فللموت لي من لحظة أَيما سهم |
غَزال ثوى في حيث مرتعه الحَشا |
وَمورده من مقتلي بالإنا الفعم |
تردي بأَثواب الجمال الَّتي بها |
تردي من العشاق قوم أُولو عزم |
وَفوقَ سهم اللحظ فاِستَهدفت له |
قلوب عظيمات ألا هاهنا فارم |
بأجفانك المرضى وَلَو لَم تكن قضَت |
عَلى مهج جرحى فدتها من القسم |
تدارك بَقايا أنفس فيك قَد ذوت |
وَلَم تلف ما تحتله من ضنى الجسم |
وَلا تَستمع قول الوشاة فَإِنَّما |
مرادهم بالنم أَن يهرقوا دمى |
أَلا ما لقوم مفلسين من النهي |
أَشاعوا وَقَد شاعَت دمائهم ذمي |
وَلَو شئت أَجلبت المقال عليهم |
فرب كَلام كانَ أَزكى من الكلم |
واني إِذا صممت يَوماً لعزمة |
فَلاكاهم سيفي وَلا طائش سهمي |
وَلكنني أَعطي السفيه ليانة |
كَما لانَ جلد الصل دون جنى السم |
ونزهت شعري من هجاهم مقابلا |
لهجرهم بالهجر وَالجهل بالحلم |
خَلائق مجد سلمتها يد العلي |
إِليّ فظل الدهر من أَجلها خصمي |
أَطالَت خطوب الدهر حربي فَهَل أَرى |
ظباها وَقَد أَلقَت إِلى يد السلم |
وَما اِزداد حدى من حَوادثها سوى |
صقال وارهاف وان أوهنت عظمي |
وَرب مصاب للعلى كانَ مفضياً |
نفيس لآلي الدهر يفخر باليَتيم |
وَمنذ رأيت الخطب يبلغ حده |
إِلى العظم بعدا للحمد افعت بالشحمي |
همام إِذا استنهضته لعلمة |
تصادم وجه الخطب بالبطل الشهم |
ملاذ لمضطر هدى لمضلل |
فقاريه يحظى منه بالكهف وَالنجم |
أغر له وجه من البشر مشرق |
إِذا ابصرته السحب في جوها تهمي |
تجَلَّت عَلى أفق البرود بدوره |
تَماماً فَهَل ابصرتم البَدر في التم |
فَماذا حوَت تلك البرود من العلى |
وَلِلَّها ماضمت من السؤدد الضخم |
بَدا المجد من آبائه وانني به |
وَيَزكو نبات الفرع عند زكي الام |
فَنالَ العي من فعله وابتدائهم |
كلا المبتدا وَالفعل من رافع الاسم |
وهمّ اناس أَن يَنالوا كماله |
فَما حصلوا مِمّا أَرادوا سوى الهم |
له خلق طابَت سَجاياه مثلما |
تفتح زهر الروض بارده النسم |
وَخفض جناح ضم من طالبي الهدى |
اناساً فَكانَ الفتح في ذلك الضم |
عَلى بابه من طالبي العلم أمه |
حقائبهم مملوءَة بالنَدى الجم |
تَسامى لِغايات العلوم فَنالها |
وَما كل عقل بالِغاً غاية العلم |
أَرى الجوهر الفرد اِغتَدى من كلامه |
له خرز النظام واهية النظم |
وَقَد نالَ بالجد المدونة الَّتي |
وَلا بأس أَن يحظى أَخو الجد بالام |
فَمَهما أتى الخصم اليك مجادِلاً |
بقول ابن بطال تقابله باللخمي |
وَقَد اخسر الميزان حَتّى اقمته |
فَصارَت قَضاياه معدلة الحكم |
وَأَخفى مقامات البَديع بيانه |
فاوجهه فيها التفات إِلى الفهم |
وأبدي لسعد الدين فينا سَرائر |
يضيق لها صدر الدَفاتر بالكتم |
سَقانا بإبريق المطول خمرة |
ترق بِلا غول لديها وَلا اثم |
فَليت سلافاً منه جف معينها |
تبقت وَلَيسَ الدن ما سد بالختم |
لأبيض وَضاح وَبيض فعاله |
غدت غرة في جبهة الأعصر الدهم |
حثثت ركاب المدح من كل وجهة |
تؤم ربوع المجد لا دارِس الرسم |
عليك أَبا عبد الإله جلوتها |
وَتهدي عظيمات الذنوب لذي العظم |
عذارى معان ساحبات من الحلي |
ذيولاً بِلا عيب سواها من العقم |
جَواهر در من جداك استفدتها |
فَلا شيء لي فيها سِوى صنعة النظم |
وَضمنتها المعنى الصَحيح وَلَم أقل |
أَلا هَل أَرى ختماً لمختصر الجسم |
إِلَيكَ لنيل العلم وجهت مطلبي |
واني جَدير أَن سأرجع بالغنم |
فدم للعلم وَالمجد والعلم وَالهدى |
وَبذل الندى وَالعلم وَالحزم وَالعزم |
فَما كل مرعى مثل سعدان حاجر |
وَلا كل شيء أَبيض لاح بالشحم |