يا فاضِلاً عم الوَرى أَفضاله |
وَعلا عَلى البدر المنير كماله |
يا حائِزاً قصب السباق وَفائِزاً |
من كل مجد بالعَزيز مناله |
أَبقطعة أَرسلت لي أم نفثة |
من سحر بابل وَهيَ منه حلاله |
أَم قطعة الديباج أَم زهر الربا |
أَم عطفة من هاجر ووصاله |
قلدتني مالا أَقوم بشكره |
فَخراً عَميماً لا يرام زواله |
وَهززت عَطفاً لَم يكن ليهزه |
كأس الزجاج وَلَو صفا جرياً له |
قسماً لَقَد بلغ المغيلي في العلى |
مَجداً أَثيلاً لا تعد خلاله |
وَلَو أَنَّني نظمت في مَدحي له |
شهب النجوم ففوق ذاك جلاله |
جود وَبأس مثل ما اِنسجم الحيا |
وَبَدا من الأسد الهزبر صياله |
كالبحر يَقذف للعفاة لآلئا |
وَإِذا ينازل لا يطاق نزاله |
لِلَّه منه أَلمعيّ ماجد |
في المجد يسبق قوله أَفعاله |
قَد فارق الأَوطان يَبغي قربة |
من ربه لما يفيض نواله |
يَسعى إِلى المجد المؤثل جاهِداً |
وَتبين عند فراقه أَوجاله |
كالعيد إِذ تبكي العيون لفقده |
وَيسرها من قبل ذاك هلاله |
أَرجاء تونس أَشرقت بقدومه |
وَحوت جمالاً حين لاح جماله |
وَالدهر أَبدى نعمة وَغضارة |
مثل الشَباب وَقَد بَدا إِقباله |
واِستشعر المزن الهتون فراقه |
فلذاك دام بأرضنا تهطاله |
خذها أَبا عبد الإله كمشرع |
عذب يَروق لدى النُفوس زلاله |
وَعليك مني ما حييت تحية |
يا فاضِلاً عم الوَرى إِفضاله |