إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
حكايات جدي |
كان جدي مثلَ حاسوبٍ،
|
وأكثرْ
|
يحفظُ الأشياءَ عن غيبٍ |
فلا يحتاجُ دفترْ! |
يستقي الأخبارَ مِن أوثقِ مَصدَرْ، |
ثم يرويها انسيابًا |
ليسَ يعثُرْ. |
ينبشُ التاريخَ مِن أيامِهِ الأولى البعيدةْ، |
ليسَ يقرأ |
لا كتابَ ولا جريدةْ، |
فهو لم يذهبْ لمدرسةٍ تعلّمْهُ القراءةْ، |
وهو درويشٌ وسيمٌ، بالبساطةِ والبراءةْ |
كان جدّي |
يتقنُ التفصيلَ بالقولِ الوجيزْ، |
كان كلُّ الحيّ مشغوفًا بذيّاك العجوز |
ضاربِ الأمثالِ، حلاّلِ الرموزْ، |
لم أزل أذكرُ منهم |
جارَنا عبدَالعزيزْ |
كان هذا يستزيدُ الجدّ أكثر |
وهو يُطري هاتفًا: |
أللهُ أكبرْ! |
باشتداد البردِ في كانون، |
بعد وقدِ النارِ في الكانون، |
كان جدّي يجمعُ الجيرانَ حولَهْ |
ثم يمضي قائلاً ما شاء قولًه |
يقتفيها من أبي زَيدِ وعنترْ |
عبرَ هولاكو وتاتارٍ وبَربَر |
ذات ليلٍ قال: |
يا عبد العزيز، |
دالتِ الأتراكُ قبل الإنجليزْ، |
قُل لمن يبكي على أطلال خولَةْ |
صال جنكيزخانُ صَولةْ |
لم تدُمْ للظلمِ دولَةْ! |