لا تَعْذِلِيْني , فَقَدْ أودى بي القلق |
وَفِيّ لَمْ يَبْقَ مِمَّا طالني رَمَقُ |
لا تَعْذِلِيْ عَاشِقاً قد هَدَّهُ شَغَفٌ |
رَامَ المَنُوْنَ وَأوْدَى جِسْمَهُ الأرَقُ |
أهوى إذا ما رأيت البرق مقتبلاً |
كظامئ لورود النبع يستبق |
فذكرياتك ظلٌ أستظل به |
غداة أجمعها والهم يصطفق |
وأنت يا من جبين البدر مجلسها |
من فيض حبك هذا الشاعر الأنقُ |
إني أَرى فيض أَحلامٍ مُكَوكَبَةٍ |
ورسم حب قديم باتَ يَحتَرِقُ |
فلو تخيرت حباً أن أموت به |
من غير حبك موتاً لست أرتفق |
أودعت حبك همساً ليس يعرفه |
همس العيون وإن يُرخى لها الأرَقُ |
للآن يخفق في أنفاسنا أملٌ |
وصبوة للقاء فيه نعتنقُ |
نادى هواك وقد لبيت دعوته |
ولي ظنونٌ بما نادى وبي ملَقُ |
العشق أنك في قلبي وفي كبدي |
نار ووسط دياجي ليلتي الغسق |
طفقت أجمع أشواقي وأُودعها |
في راحتيك وما أعياني القلق |
فللقوافي شرودٌ لو غمزت لها |
تأتي هياماً كذا العشاق قد علقوا |
وهل نسيت بجفن البدر موعدنا |
يصحو على همسنا الغافي وينطبق |
قالوا لمن هذه الأشواق قلت لهم |
لمن إذا صمتت في صمتها نُطق |
لو لا حيائي من عذل العذول جوى |
لظل حبك ذنباً فيه أحترقُ |
قصائدي سفن بالشوق غارقة |
بيتاً فبيتاً إلى مرآك تستبقُ |
وقد حملتك في أسرارها شفة |
للشوق تدعو إذا استشرى بنا الفُرَق |
يا جمرة الحب يا بدء انطلاقته |
من علم الحب كيف الحب ينطلق |
سلي مراياك عن شوقي وعن شجني |
إن لم تجب فبها مما رأت حُرَقُ |
أستاف حبك في نشرٍ ووجهك في |
بدر وأجلوك حتى يكشف الغسق |
والقوم إن سألوا عني ومنتسبي |
وليس يحويه إلا الماجد الألِق |
ما أنت إلا أبي أُمي وصوت دمي |
وفي هواك جنون الحب ينعتقُ |
(....) يا رحلة في نهــر قافيتي |
يا منهل العشقِ للعشاق إن شرقوا |
أنت الهيام وصبر العاشقين أنا |
بمرفأ فاض من أحداقه الألقُ |
أنت المسافة ما بين الرؤى ودمي |
تستأثرين بروحي والهوى غدِقُ |
يهواك قلبي وفكري يحتويك وإن |
أرى طيوفك في الأحلام لا أفقُ |
وبين جنبي كان الحلم مؤتلقاً |
وها هو اليوم في عينيك يأتلق |
وَأَنتِ نافورَةَ الحب الَّتي انبثقت |
أَيّانَ أَلقاكِ , إن الملتقى عَبِقُ |
وأنت في كل عام في تجدده |
إضمامةٌ للهوى والشوق والودقُ |
فاروِ الجمال فما كان الجمال سوى |
ترنيمة قد شداها باسمك الشفقُ |