إِذَا جَادَت دُمُوعِي فِي انتِحَاب |
فَمَا دَعوَى الغَمَامِ فِي الاِنسِكَابِ |
وَحُقَّ لِيَ البُكَاءُ فَإِنَّ حُزنِي |
يُثيرُ الدَّمعَ فِي جَفنِ السّرَابِ |
وَأَينَ لِيَ العَزَاءُ وَقَد تَرَدّى |
فرَاشُ الصَّبرِ فِي نَارِ المُصَابِ |
وَيَا عَينَيَّ إِن لَم تَستَهِلا |
ثَكِلتُكُمَا إِذاً بَينَ السِّحَابِ |
عَلَى سِبطِ الرَّسُولِ عَلَى حُسَينٍ |
عَلَى نَجلِ الشَّهِيدِ أَبِي تُرَابِ |
يَزيدُ فَكم يَزِيدُ عَلَيكَ حِقدِي |
رُزِئتَ الفَوز مِن حُسنِ المَآبِ |
قَتَلتُم سِبطَهُ قَتلَ الأَعَادِي |
لَقَد وُفِّقتُمُ لِسِوَى الصَّوَابِ |
وَسُقتُم أَهلَهُ سَوقَ السَّبَايَا |
أَهَذَا مَا قَرَأتُم فِي الكِتَابِ |
لَقَد نشِبَ الحُسَينُ مِنَ البَلايَا |
مِنَ الطُّلَقَآءِ فِي ظُفرٍ وَنَابِ |
تَشَكَّى بِالغَلِيلِ فَأَورَدُوهُ |
وَلَكِن كُلّ مطرُودِ الذُّبَابِ |
أَيَومَ الطّفِّ لا بُورِكتَ يَوماً |
جَعَلتَ الأسدَ نَهباً للكِلابِ |
جَنَابُكَ حَيثُ طُل بَنُو عَلِي |
أَلا لا دَرّ دَرُّكَ مِن جَنَابِ |
أَلَم تَلحَقهُمُ فَتَذُودَ عَنهُم |
وَتَحسِبَ من رَمَاهُم بِالهِضَابِ |
أَلا يَا يَومَ عَاشُوراءَ رَاجِع |
جَوَابِي لا قَدَرتَ عَلَى الجَوَابِ |
عَلامَ تَرَكتَ نُورَ اللهِ يُطفَى |
غَدَاتكَ بِالمُهَنّدَةِ العِضَابِ |
بَنُو المختَارِ مَاتُوا فِيكَ ذَبحاً |
لَقَد ضَحَّيتَ بالعِلقِ اللُّبَابِ |
أَلَم تَقدِر ثُكِلتَ عَلَى انتِصَارٍ |
فتَقذِفَهُم بِشَمسِكَ مِن شهَابِ |
وَيَا نَجلَ الدَّعيّ حَربٍ |
لَقَد لُفّفتَ نَسلاً مِن كِذَابِ |
نَصِيبُكَ مِن جنَانِ الخُلدِ فَاهنَأ |
نَصِيبُ أَبِيكَ مِن صِدقِ انتِسَابِ |
قَدِمتَ عَلَى الحِسَابِ بيَومِ شَرٍّ |
صَنَعتَ بِهِ صَنِيعاً لِلذّئَابِ |
وَلَيسَ دَم الحُسَينِ أَرَقتَ لَكِن |
مَزَجتَ دَم الرَّسُولِ مَعَ التُّرابِ |
وَلَو لاقَاكَ يَومَئِذٍ أَبُوهُ |
عَدَاكَ عَنِ الغَنِيمَةِ وَالإِيَابِ |
وَسَلَّطَ ذَا الفِقارِ عَلَيكَ حَتَّى |
تَوَارَى شَمسُ ظِلِّكَ بالحِجَابِ |
وَلَو اَنِّي حَضَرتُ بِكَربَلاء |
إِذاً حَمِدَ الحُسَينُ بِهَا مَنَابِي |
إِذاً لَسَقَيتُ عَنهُ السَّيفَ رِيّاً |
وَلَيسَ سِوَى نَجيعِي مِن شَرَابِ |
أَمَولايَ الحُسَين نِدَاءَ عَبدٍ |
عَظِيم الحُزنِ فِيكَ وَالانتِحَابِ |
مَنَحتُكَ مِن بَنَاتِ الفِكر بِكراً |
أَطَارَ شَرَارَهَا زَندُ اكتِئَابِي |
عَسَى الرَّحمَنُ يَقبَلُهَا فَتُضحِي |
شَفَاعَةُ أَحمَد عَنهَا ثَوَابِي |