لِلفظكَ يهجرُ الرَوض البَهيجُ |
وَدُونَ ثِيابك المِسك الأَريجُ |
وَأَنت الشَمسُ مَطلَعُها ذراها |
وَلَيسَ سِوى الدّسوت لَها بُروجُ |
وَإِن قَدَحت زِناد الحَربِ يَوماً |
وَكانَ لِنارِ مَعرَكة أَجيجُ |
تَرَكتَ بِرَأيِكَ الأَبطال فيها |
وَمن تَحتَ العَجاج لَها عَجيجُ |
نَماكَ بنُو المعزّ فَطلتَ فرعا |
كَذا الخَطيّ ينميهِ الوَشيجُ |
وَأَمَّ جَنابكَ العافونَ طَرّا |
كَما يَتيمّم الرُكنَ الحَجيجُ |
وَأَعداهُم سَماحكَ فَاِستميحوا |
وَلَولا البَحر لَم يَفِض الخَليجُ |
وَلمّا أَن تَوعّدَكَ النَصارى |
كَما يتَوعَّد الأَسدُ المهيجُ |
أَتَتكَ غُزاتها بِالقُربِ تَترى |
لِيَنقُض ما تُعالِجهُ العُلوجُ |
وَحَولَكَ مِن حُماتِك كُلّ ذمر |
لَهُ في كُلّ مُشتَجِر ولوجُ |
وَمَقربة تُفَرِّج كُلَّ كَربٍ |
إِذا ملئَت مِنَ الرَكض الفُروجُ |
إِذا كسيت دَمَ الأَبطالِ عادَت |
وَدُونَ لبوسِها الذَهَب النَسيجُ |
وَقَد ريعت قُلوب الشّركَ حَتّى |
كأَنَّ لِهامَ أَندَلُسٍ ضَجيجُ |
فَبَلّغهُم رَسولكَ كَي يقِرّوا |
فَإِنّ الأَمرَ بَينَهُمُ مريجُ |
وَإِنّا الداخِلونَ إِلى بلرم |
إِذا ما لَم يَكُن مِنهُم خروجُ |
لأَنّا القَوم تُرضينا المَذاكي |
إِذا صَهلت وَتُؤنسنا الرُهوجُ |
بَقيتَ لَنا وَلِلإِسلامِ رُكناً |
تُجانِبهُ الخُطوب وَلا يَعيجُ |
وَلا غمدَت لِنُصرَتك المَواضي |
وَلا حطَّت عَنِ الخَيلِ السُروجُ |
شَأى الدُرّ القَريض بِكُم وَتاهَت |
عَلى أَدراجِهِ هَذي الدُروجُ |