ذَكَرَ المَعاهِد وَالرُسوم فَعرّجا | |
|
| وَشَجاه مِن طَلَل البَخيلَة ما شَجا |
|
هَيفاءَ أَخجَلَت القَضيبَ مَعاطِفا | |
|
| وَالرّئم سالِفَة وَطَرفاً أَدعَجا |
|
وَسَقى النَّعيمُ بِذَوبِهِ وَجناتِها | |
|
| فَوَشى بِهِ حللَ الرّياضِ وَدبّجا |
|
الآسُ أَخضر وَالشَّقائق غَضّة | |
|
| وَالأُقحوان كَما عَلمت مفلَّجا |
|
لا تَسأَلَنّي عَن صَنيعِ جُفونِها | |
|
| يَومَ الوَداعِ وَسَل بِذَلِكَ مَن نَجا |
|
لَو كُنتُ أَملِكُ خَدَّها لَلَثَمتُهُ | |
|
| حَتّى أعيدُ بِهِ الشَقيق بَنَفسَجا |
|
أَو كُنتُ أَهجَع لاِحتَضَنتُ خيالَها | |
|
| وَمَنَعت ضوءَ الصُبحِ أَن يَتَبَلَّجا |
|
فَبثَثتَ في الظَلماء كُحلَ جُفونِها | |
|
| وَعَقَدتَ هاتيكَ الذَوائب بِالدُجى |
|
عَرضَت فَعَطلت القَضيب عَلى الكَثي | |
|
| بِ تأَوّدا وَتموّجا وَترجرجا |
|
وَكَأَنَّما اِستَلَبت غلالَة خَدِّها | |
|
| مِن سَيفِ يَحيى حَدّهُ المُتَضَرِّجا |
|
مَلكٌ عَنَت مِنهُ المُلوكُ مَهابَةً | |
|
| لأَغَرّ في ظُلم الحَوادِث أَبلَجا |
|
أَحلى عَلى كَبدِ الوَليّ مِنَ المُنى | |
|
| وَأَمرّ في حَنكِ العَدوّ مِنَ الشَجا |
|
مِن سِرّ يَعرُب ما اِستَقَلّ بِمَهدِهِ | |
|
| حَتّى اِستَقَل لَهُ المَجَرة مَعرَجا |
|
يا مَن إِذا نَطَقَ العَلاءُ بِمَجدِهِ | |
|
| خَرسَ العَدوّ مَهابَةً وَتَلَجلَجا |
|
عَجَباً لِطرفِكَ إِذ سَما بِكَ مَتنه | |
|
| كَيفَ اِستَقَلّ بِما عَلَيهِ مِنَ الحجى |
|
سَبَق البُروقَ وَجاءَ يَلتَهِمُ المَدى | |
|
| فَثَنى الرِياح وَراءَهُ تَشكُو الوَجى |
|
وَعدا فَألحقَ بِالهَجائن لاحِقا | |
|
| وَأَراكَ أَعوَج في الحَقيقَة أَعوَجا |
|
كَالسَيلِ مَجّته المَذانِب فَاِنكَفا | |
|
| وَالبَحرُ هَزَّتهُ الصّبا فَتَموّجا |
|
وَمَشى العِرَضنةَ بِالكَواكِب مُلجَما | |
|
| مِمّا عَلَيهِ وَبِالأَهِلّةِ مسرجا |
|
ما دُونَ كَفّك مُرتَجى لِمؤمّل | |
|
| لَم يَلف بابَك دونَ سَيبك مُرتَجا |
|
بِكَ يُستَجار مِن الزَمان وَريبهِ | |
|
| وَإِلَيكَ مَن نوبِ اللَيالي يُلتَجا |
|
فَمَتى نَقس بِكَ ذا نَدى كُنتَ الحيا | |
|
| صَدَقت مخيلَته وَكانَ الزَبرجا |
|
وإِذا عِداكَ بَغواً وَسِعتَهُم نَدى | |
|
| وَتَكَرّماً وَتَعفّفا وَتحرّجا |
|
بِشَمائلٍ تُبدى وَلَكن طَيّها | |
|
| لَفحات بَأسٍ تَستَطير تَأَجُّجا |
|
وَالبَأسُ لَيسَ بِبالِغٍ في نَفعِهِ | |
|
| حَتّى يُقارن بِالسَماحِ وَيمزَجا |
|
لَم تَألُ تَدأبُ في المَكارِمِ وَالعُلا | |
|
| مُتَوقِّلا هَضَباتها مُتَدرِّجا |
|
حَتّى أَقرّك ذُو العلا بِقَرارِها | |
|
| وَشَفى بِدولَتِكَ الصُدورَ وَأَثلَجا |
|
فَأَقَمت مِن عَمدِ السياسَة ما وَهى | |
|
| وَجَلوت مِن ظللِ الضَلالَةِ ما دَجا |
|
فَاِسلَم لِدَفعِ ملمّةً تخشى وَدُم | |
|
| أَبدَ الزَمانِ لِنَيلِ حَظٍّ يُرتَجى |
|