أَصَحوت اليَومَ أَم لَستَ صاحي |
يَومَ نادوا أُصُلا بِالرَواحِ |
يَومَ تصميكَ لِحاظُ الغَواني |
بِسِهامٍ نافِذاتِ الجِراحِ |
جُد بي ما كانَ مِنّي مزاحا |
ربّ جَد حادث عَن مزاحِ |
فَاِلحُ إِن شِئتَ أَو دَع فَأِنّي |
قَد تَمرّستُ بَخطبِ اللَواحي |
وَلَئِن غالَ شَبابي مَشيبٌ |
كَفّ مِن شَأوي بَعدَ المَراحِ |
وَلَكُم رُدّ بِغيظ عَذولي |
فَتَولّى مُؤيساً مِن صَلاحِ |
بِبدورٍ مِن سقاةٍ أَداروا |
أَنجمَ الراحِ بِأَفلاك راحِ |
كُلَّما وَلّى أَوان اِغتِباقٍ |
شَفَعوهٌ بِأَوانِ اِصطِباحِ |
وَرَخيم الدَلّ عَذبُ الثَنايا |
شَرق الخِلخالِ صادي الوِشاحِ |
باتَ يَسقيني إِلى أَن تَرَدّى |
منكَبُ اللَيلِ رِداء الصَباحِ |
كُلَّما مالَ فَقَبّلتُ فاهُ |
مَجَّ خَمراً في فَمي مِن أَقاحِ |
كَنَفَتني لَكَ يا اِبن عَليّ |
نَظَراتٌ مِنكَ راشَت جَناحي |
نَزلَ الدَهرُ بِها عِندَ حلمي |
وَأَجابَ الحَظُّ حَسبَ اِقتِراحي |
وَأَيادٍ شَفعتها أَياد |
سَبَقَت شُكري لَكُم وَاِمتِداحي |
تِلكَ راضَت جامِحات الأَماني |
فتَأَتَّت لي بَعدَ الجِماحِ |
وَحَوى رقي بُردُ سَناه |
فَوقى عطفي بِكَفِّ السَماحِ |
رُحتُ مِن هَذا وَهَذا كَأَنّي |
قَد تَغشّيت دُجى في صَباحِ |
حَكت الأَعلام مِنهُ مَذالا |
تَتهاداه بَنانُ الرِياحِ |
كُلَّما أَرسلتُهُ فَوقَ مَتني |
نازَعَتنيهِ صُدورُ الرِّماحِ |
أَفصَحت في شُكرِهِ وَهيَ خُرسٌ |
عَجَباً مِنها لِخُرس فِصاحِ |
مَنح مِن مَلك لَيسَ يَفني |
بَحر جَدواه عَلى الإِمتياحِ |
يَملأ المغفَر وَالتاجَ مِنهُ |
قَمر الدستِ وَلَيثَ الكِفاحِ |
مِن مُلوكٍ مَلَكوا النّاسَ قدما |
وَاِستَرَقوا كُلَّ حيٍّ لِقاحِ |
كُلَّما اِقتيدَ لَهُم وَاِستَقبَلوا |
غَمدوا في الصفحِ بيضَ الصِّفاحِ |
دامَ في عُمرٍ مَديدٍ وَعَيش |
خَضل الأَكنافِ زاهي النَواحي |