عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > مصر > محمود حسن أسماعيل > عاهل الريف الثور

مصر

مشاهدة
907

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عاهل الريف الثور

في جوقةٍ للريف يعزف عودها
ويرنّ في سمع الضحى تغريدها
قبست من الأطيار رقة شدوها
وأعارها سحر الصدى غريدها
وترنمت بين الحقول قصيدة
عذراء من نغم السماء نشيدها
تشدو فيصغى الصمت من ولعٍ بها
ويكاد من طربِ السكون يعيدها
ثاوٍ هنالك كبّلتهُ يد الأسى
وثنته عن عبث المراح قيودها
شيخٌ أصمٌ تكنّفت أطرافه
سوداء من صلب الزمان حديدها
أحكام ذلٍ لحْنَ فوق جبينه
سوداً تكتّم بالسياط وعيدُها
سجنته في رحب الفضاء وخلّدت
آذانه رهنَ الحبالِ جدودُها
عُكازه سوطٌ تلّهب فوقه
ناراً يشبُّ على حشاهُ وقودُها
رقمت على أضلاعه أسطورةٌ
دُفنت بأسرار الدهور عهودُها
أسطار مَظْلَمةٍ وآية ذلّةٍ
أعيا فلاسفة الورى ترديدُها
لو ألهمت سحر البيان لما شدا
إلا بفلسفة السياط قصيدُها
***
صرخت نواعير الربى لإساره
وتفجّعت أسفا عليه كبودها
فانساب فيض عيونها وتفجّرت
دمعاً من البلوى لديهِ مهودُها
عجباً لنائحةٍ عليه لو انّها
تبكي لصمّ الصخر ذاب جليدُها
وهي التي ألقته في كنف الضّنى
ورماه في العدم المهينِ وجودُها
***
عيناهُ غلّقتا فمات سناهُما
في ضحوةٍ رفّت عليهِ برودُها
وأزاهرُ البستان ترنو حوله
مُتفتّحاً يحسو الضيا أملودُها
من نورهِ المكبوت أشرق نورها
فاهتزّ في الألق المنضرِ عودُها
وشدا الحنانُ المرّ من دُولابهِ
فتراقصت فوق المروج قدودُها
ولو انّها علمت أساهُ لصوّحتْ
وذوى له ريحانُها وورودُها
***
يا ثورُ كيف غَزَتْكَ أسواطُ الورى
وتقطعت في جانبيكَ جلودُها
مَرَدَتْ على كتفيكَ مِحراباً إذا
صلّتْ به يَفري حشاك سجودُها
وكأنما نشقت بجلدك فوحةً
من روحها الفاني فجُنّ وريدُها
شربَتْ دماءَك خمرةً وتصايحت
سكْرى تخبّط هائماً عِربيدُها
يهذي فتحسب حين يصطخب الصدى
جنّاً تفزّع في الفلاةِ شريدُها
آبيسُ أيُّ سريرةٍ بلهاء في
عطفيك قد أعيا الحجا معقودُها
حُمّلت من هوروس أقدم آيةٍ
عبدت وقدّس في حماكَ عهيدُها
أذكى لها الكهان نار بخورهم
في منف يسطع في المعابد عودُها
أرواحُ ضلاّلٍ حبتك رشادها
وجثت لديك على التراب وفودها
بذلتك تقديس النهى ولوَانّهُ
للصخرة الصماء ريع صلودُها
عبدتك أبلهَ لا تعي يا ضلةً
لو تستطيعُ ذرا هُداك جحودها
***
يا حكمةً في روقكَ العاني! كبا
في العقل ناهِضُها وطاش سديدُها
زَعموك تحمل أرضَهم ولوَانّها
عقلتْ تميد وهادها ونجودها
***
ما العاهل الجبّار مَنْ ذا دولةٍ
وقفت على ذلّ العباد جهودُها
هوَ أنت من جعل المروجَ خمائلاً
عيدانةً يُسبي النفوس شهودُها
في كل حقلٍ من جهادك آيةٌ
يضفو على الريفِ الشقي خلودُها!
محمود حسن أسماعيل
التعديل بواسطة: السيد عبد الله سالم
الإضافة: الخميس 2012/04/19 08:07:37 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com