سَقَى مَضربَ الخَيمَاتِ مِن عَلَمَي نَجدِ | |
|
| أَسَحُّ غَمَامَي أَدمُعِي وَالحَيَا الرَغدِ |
|
وَقَد كَانَ فِي دَمعِي كفَاءٌ وَإِنَّمَا | |
|
| يُجَفِّفُهَا مَا بِالضُّلوعِ مِنَ الوَقدِ |
|
فَإِن فَتَرت نَارُ الضُّلُوعِ هُنَيهَةً | |
|
| فَسَوفَ تَرَى تَفجِيرَهُ لِلحَيَا العِدِّ |
|
وَإِن ضَنَّ صَوبُ المُزنِ يَوماً فَأَدمُعِي | |
|
| تَنوبُ كَمَا نَابَ الجَمِيعُ عَنِ الفَردِ |
|
وَإِن هَطَلا يوماً بِساحَتِهَا مَعاً | |
|
| فَأروَاهُمَا مَا صَابَ مِن مُنتَهَى الوُدِّ |
|
أَرَى زَفرَتِي تُذكَى وَدَمعِيَ يَنهَمِي | |
|
| نَقِيضَينِ قَاما بالصِلاء وَبالوردِ |
|
فَهَل بالذِي أَبصَرتُمُ أَو سَمِعتُمُ | |
|
| غَمامٌ بِلا أُفقٍ وَبَرقٌ بِلا رَعدِ |
|
لِيَ اللَّهُ كَم أَهذِي بِنَجدٍ وَأَهلِها | |
|
| وَمَا لِي بِهَا إِلا التَّوَهُّمُ مِن عَهدِ |
|
وَمَا بِي إِلَى نَجدٍ نُزُوعٌ وَلا هَوَى | |
|
| خَلا أَنَّهُم شَنُّوا القَوَافِي عَلَى نَجدِ |
|
وَجَاءُوا بِدَعوَى حَسَّنَ الشِّعرُ زورَها | |
|
| فَصَارَت لَهُم فِي مُصحَفِ الحُبِّ كَالحَمدِ |
|
شُغِلنَا بِأَبنَاءِ الزَّمانِ عَنِ الهَوَى | |
|
| وَلِلدرعِ وَقتٌ لَيسَ يَحسُنُ لِلبُردِ |
|
إِلى اللَّهِ أَشكُو رَيبَ دَهرِي يُغصُّ بِي | |
|
| نَوَائِبُهُ قَد أَلجَمَت أَلسُنَ العَدِّ |
|
لَقَد صَرفَت حُكمَ الفُؤَادِ إِلَى الهَوَى | |
|
| كَمَا فَوَّضت أَمرَ الجُفُونِ إِلَى السُّهدِ |
|
أَمَا تَتَوَقَّى وَيحَها أَن أُصِيبَهَا | |
|
| بِدَعوَةِ مَظلُومٍ عَلَى جورِهَا يُعدِي |
|
أَمَا رَاعَهَا أن زَحزَحَت عَن أَكَارِمٍ | |
|
| فِرَاقُهُمُ دَلَّ القُلُوبَ عَلَى حَدِّي |
|
أعاتِبُهَا فِيهم فَتَزدَادُ قسوَةً | |
|
| أجدكَ هَل عَايَنتَ لِلحَجَرِ الصَّلدِ |
|
أمَا عَلِمَت أَنَّ القَسَاوَةَ نَافَرَت | |
|
| طِبَاعَ بَنِي الآدَابِ إِلا مِنَ الرَّدِّ |
|
إذا وَعَدَت يَوماً بتَألِيفِ شَملِنَا | |
|
| فَألمِم بِعُرقوبٍ وَمَا سَنَّ مِن وَعدِ |
|
وإِن عَاهَدَت أَن لا تُؤَلِّفَ بَينَنَا | |
|
| تَذكَّرت آثارَ السَّمَوأَلِ فِي العَهدِ |
|
خَلِيلَيَّ أَعنِي النَّظمَ والنَّثرَ أَرسِلا | |
|
| جِيادَكُما فِي حَلبَةِ الشُّكرِ والحَمدِ |
|
قِفا ساعِدَانِي إِنَّهُ حقُّ صَاحِبٍ | |
|
| بَرِيء جِمام الكَتمِ مِن كَدَرِ الحقدِ |
|
بأيَّةِ مَا قَيَّدتُما أَلسُنَ الوَرى | |
|
| بِذِكرِي فَيَا وَيحَ الكِنَانِي وَالكِندِي |
|
فَأَينَ بَياني أَو فَأَينَ فَصَاحَتِي | |
|
| إِذا لَم أُعِد ذِكرَ الأَكَارِمِ أَو أُبدِي |
|
فَيَا خَاطِري وَفِّ الثّنَاءَ حُقوقَهُ | |
|
| وَصِفهُ كَمَا قَالُوا سِوَارٌ عَلَى زَندِ |
|
وَلا تُلزِمَنّي بِالتَّكَاسُلِ حُجَّةً | |
|
| تُشَبِّبُهَا نَارُ الحَيَاءِ عَلَى خَدِّي |
|
ثَكِلتُ القَوافي وَهيَ أَبناءُ خاطِري | |
|
| وَغَيَّبَها الإِقحامُ عَنِّيَ في لَحدِ |
|
لَئِن لَم أَصُغ زهرَ النُّجوم قِلادَةً | |
|
| وَآتِ بِبَدرِ التَمِّ واسِطَةَ العِقدِ |
|
إِلَى أَن يَقولَ السَّامِعونَ لِرِفقَتي | |
|
| نَعَم طارَ ذاكَ السَقطُ عَن ذلِكَ الزَندِ |
|
أُحَيِّي بِرَيّاها جَنابَ اِبنِ سالِمٍ | |
|
| فَيَقرَعُ فيهِ البابَ في زَمَنِ الوَردِ |
|