مَا لِلقَوافي عُرّفت أَغفالُها |
وغَدت أنوفاً شُمّخاً أكفالُها |
كَيفَ استَوَى معتلُّها بِصحيحِها |
أَو رامَ شَأوَ المستقيمِ مُحالُها |
يَا رَحمَةً لأُسودِها أَنّى ادّعت |
عَبَثاً بِها أفزارها وسِخالُها |
عيثي جَعارِ فإنّما هيَ فُرصةٌ |
بل غُصّة ريشَت إليك نِبالُها |
إنَّ الضّفادِع في السّباخِ إذا ادّعَت |
شَدوَ المطوّقَة استبانَ ضلالُها |
وإذا الكِلابُ تَمثّلَت مُختالَةً |
غلَطاً فمن أذنابِها أذيالُها |
يا مُجرياً بخلائه لا تَفتخِر |
بِحُلى السّباق فما أراك تنالُها |
ما للتعاصي جدّ عندكَ جدّه |
في قولك الأشعار قلّ رجالها |
أنّى تقلّ رجالها وأنا الذي |
بيدَي تنقض أو تمرّ حبالُها |
أخُطايَ تضعُفُ عَن طَريقِك في العلا |
وَتعوقُها بَيداؤها وَرِمالُها |
هبلتك أمّك قلّما اعتَنتِ العُلا |
بِسِواي أو هشّت إليه رجالُها |
ولمفرقي أبداً يُكلّل تاجها |
ولأخمصي أبداً تقدّ نِعالُها |
وأسأل زماني بي فعند جهينة |
خَبرٌ يقرّرُهُ لديك مقالُها |
إن كانت الآداب تسمى صَيدحاً |
إنّي أبو غَيلانِها وبِلاَلُها |
وَأنا عَلى حُكمِ الحَقيقَةِ شَمسُها |
فاخسَأ وأنتَ عَلى المحالِ ذُبالُها |
ولديك منها مُرُّها وحَرَامُها |
ولدَيّ منها حلوُها وحلالُها |
ولو انَّني سَرّحتُها من قَيدِها |
لسَرت سُرَى طيف الكَرى أمثالُها |
فالفكرُ وهي من الأجادِل وكرها |
والعقل وهي من الجيادِ عقالُها |
عَمري لقد أعريتها وكسوتها |
ثوب القناعة فالضمير حجالُها |
ولو انَّني أرمي بأسهم بعضها |
زُهر النُّجوم لأقفرت أطلالُها |
ولَقد ضَربتُ طُلى العِدَى بِقَصائِدي |
فسَطت علَى أسمائِهم أفعالُها |
إنِّي امرؤ أَسِمُ القَصائِدَ لِلعِدى |
إنَّ القَصائِدَ شَرُّها إِغفالُها |