وَفِتيَانٍ كَمَا انتُقِيَت لآلٍ |
يَلُوحُ الدَّهرُ مِنهُم فِي حُلاهُ |
أَلِفتُهُم بِلَيلٍ قَد تَجَلَّت |
بِأَوجُهِهِم وَأَكؤُسِهِم دُجَاهُ |
علَى حبشيَّةٍ بَلقَاءَ خَاضَت |
عُبَابَ البَحرِ واقتَعَدَت مَطَاهُ |
كَأَن شِرَاعَهَا شَيبٌ بِفَودَي |
نَجَاشِيٍّ تَثُورُ ذُؤَبَتَاهُ |
وَبَحرٍ كَالسَّمَاءِ لَهُ حَبَابٌ |
لَهَا بِكَوَاكِبِ الأُفقِ اشتِبَاهُ |
تَبَدَّت في ذُرَى الأَموَاجِ دُرّاً |
كَمِثلِ الزَّهرِ تَحمِلُهُ رُبَاهُ |
فَطَارَدنَا هُنَاكَ الحُوتَ صَيداً |
بِكَيدٍ نَستَبِيحُ بِهِ حِمَاهُ |
نُرِيهِ أَنَّنَا نَقرِيهِ بَرّاً |
فَنَأكُلُهُ وَلَم يَأكُل قِرَاهُ |
كَأَنَّ المَوجَ لَما أَن فَرَعنَا |
هُنَالِكَ فِي تَصَيدِنا ذُرَاهُ |
جِبَالُ زُمُرُّدٍ وَالحُوتُ فِيهَا |
سَبَائِكُ كَاللُّجَينِ لِمَن يَرَاهُ |
رَآنَا البَحرُ نَرزَؤُهُ بَنِيهِ |
فَضَعضَعَ مِن مُنَانَا مَا بَنَاهُ |
وَهَبَّت رِيحُهُ فِينَا زَفِيراً |
فَكَادَت تَلتَظِي مِنهُ المِيَاهُ |
وَكَادَ يَرُدُّنَا للأَصلِ مِنَّا |
لأَنَّ الدُّرَّ مَوطِنُهَا حَشَاهُ |
فَطِرنَا وَالدُّعَاءُ لَنَا جَنَاحٌ |
وَبَعدَ اليَأسِ أَفلَتَنَا رَدَاهُ |