لِلَّهِ بَهوٌ عَزَّ مِنهُ نَظيرُ |
لَمّا زَها كَالرَوضِ وَهوَ نَضيرُ |
رُصِفَت نُقوشُ بُناهُ رَصفَ قَلائِدٍ |
قَد نَضَّدَتها في النُحورِ الحورُ |
فَكَأَنَّها وَالتِبرُ سالَ خِلالَها |
وَشيٌ وَفِضَّةُ تُربِها كافورُ |
وَكَأَنَّ أَرضَ قَرارِهِ ديباجَةٌ |
قَد زادَ حُسنَ طِرازِها تَشجيرُ |
وَإِذا تَصَعَّدَ قَدُّهُ نَوءاً فَفي |
أَنماطِهِ نورٌ بِهِ مَمطورُ |
شَأوُ القُصورِ قُصورُها عَن وَصفِهِ |
سِيّانِ فيهِ خَوَرنَقٌ وَسَديرُ |
فَإِذا أَجَلتَ اللَحظَ في جَنَباتِهِ |
يَرتَدُّ وَهوَ بِحُسنِهِ مَحسورُ |
وَكَأَنَّ مَوجَ البِركَتَينِ أَمامَهُ |
حَرَكاتُ سِجفٍ صافَحَتهُ دَبورُ |
صُفَّت بِضِفَّتِها تَماثِلُ فِضَّةٍ |
مَلَكَ النُفوسَ بِحُسنِها تَصويرُ |
فَتُديرُ مِن صَفوِ الزُلالِ مُعَتَّقاً |
يَسري إِلى الأَرواحِ مِنهُ سُرورُ |
ما بَينَ آسادٍ يَهيجُ زَئيرُها |
وَأَساوِدٍ يُسلي لَهُنَّ صَفيرُ |
وَدَحَت مِنَ الأَنهارِ أَرضَ زُجاجَةٍ |
وَأَظَلَّها فَلَكٌ يُضيءُ مُنيرُ |
راقَت فَمِن حَصبائِها وَفَواقِعٍ |
يَطفو عَلَيها اللُّؤلُؤُ المَنثورُ |
يا حُسنَهُ مِن مَصنَعٍ فَبَهاؤُهُ |
باهى نُجومَ الأُفقِ وَهيَ تَنورُ |
وَكَأَنَّما زَهرُ الرِياضِ بِجَنبِهِ |
حَيثُ اِلتَفَتَّ كَواكِبٌ وَبُدورُ |
وَلِدَستِهِ الأَسمى تَخَيَّرَ رَصفَهُ |
فَخرُ الوَرى وَإِمامُها المَنصورُ |
مَلكٌ أَنافَ عَلى الفَراقِدِ رُتبَةً |
وَأَقَلَّهُ فَوقَ السِماكِ سَريرُ |
قُطبُ الخِلافَةِ تاجُ مَفرِقِ دَولَةٍ |
رُمِيَت بِجَحفَلِها اللُهامِ الكورُ |
وَجَرى إِلى أَقصى العِراقِ لِرُعبِها |
جَيشٌ عَلى جِسرِ الفُراتِ عَبورُ |
نَجلُ النَبِيِّ اِبنُ الوَصِيِّ سَليلُ مَن |
حَقَنَ الدِماءَ وَعَفَّ وَهوَ قَديرُ |
بَحرُ النَدى لَكِنَّهُ مُتَمَوِّجٌ |
سَيفُ العُلى لَكِنَّهُ مَطرورُ |
طَودٌ يَخِفُّ لِحِلمِهِ وَوَقارِهِ |
وَلِجَيشِهِ يَومَ النِزالِ ثَبيرُ |
دامَت مَعاليهِ وَدامَ وَمَجدُهُ |
طَوقٌ عَلى جيدِ العُلى مَزرورُ |
وَتَعاهَدَتهُ مِنَ الفُتوحِ بَشائِرٌ |
يَغدو عَلَيهِ بِها المَسا وَبُكورُ |
ما دامَ مَنزِلُ سَعدِهِ يَرتادُهُ |
نَصرٌ يَرِفُّ لِواؤُهُ المَنشورُ |
وَجَرَت بِهِ مَرَحاً جِيادُ مَسَرَّةٍ |
وَأَدارَ كَأسَ الأُنسِ فيهِ سَميرُ |