إِنسانُ عَيني هامَ ما إِن يُفيق | |
|
| لَمّا رَأى بِالعَينِ سَفحَ العَقيق |
|
يَسبَحُ في بَحرٍ طَما لُجُّهُ | |
|
| أَضحى يُنادي مِنهُ يا لِلغَريق |
|
ماءٌ وَنارٌ زُجَّ بَينَهُما | |
|
| يا لَكَ إِنسانٌ غَريقٌ حَريق |
|
يَهيمُ في وادٍ لَدَيهِ اِلتَوى | |
|
| صُدغُ الرَياحينِ بِخَدِّ الشَقيق |
|
رَقيقُ أَغزالِ النَباتِ لِذا | |
|
| أَضحَت غَوالِياً بِسوقِ الرَقيق |
|
يَصلى بِنارِ الشَوقِ من أَضلُعٍ | |
|
| قَد حُمِّلَت أَعباءَ ما لا تُطيق |
|
بِالمُنحَنى مِنها عَرَفتُ الهوى | |
|
| يَفتِكُ بِالأَلبابِ فَتكَ الرَحيق |
|
يَهفو إِلى باناتِ أَرضِ الحِمى | |
|
| قَلبٌ بِجَنبَيها وَجيبٌ خَفوق |
|
أَغارُ إِن مَرَّ النَسيمُ بِها | |
|
| مُعانِقاً لِكُلِّ قَدٍّ رَشيق |
|
أَرضٌ إِذا هَبَّت بِها نَسمَةٌ | |
|
| شَمَمتَ مِنها المِسكَ وَهوَ فَتيق |
|
حَصباؤُها دُرٌّ وَمِن تُربِها | |
|
| يَستَبضِعُ الغِزلانُ طيبَ الخَلوق |
|
بِالخَيفِ مِنها لِلهَوى مَعرَكٌ | |
|
| تَلقى بِهِ الصَبرَ هَزيمَ الفَريق |
|
يا أَهلَ نَجدٍ حُبُّكُم مُتلِفٌ | |
|
| قَلبي فَهَل مِنكُم رَحيمٌ شَفيق |
|
وَهَل إِلى أَوطانِكُم زَورَةٌ | |
|
| تَدنو وَهَل لي نَحوَكُم مِن طَريق |
|
مُروا لِعَيني أَن تَنامَ فَقَد | |
|
| قَنَعتُ مِنكُم بِالخَيالِ الطَروق |
|
هَلّا رَثَيتُم لِقَيتلِ الهَوى | |
|
| وَأَصلُكُم في المَجدِ أَصلٌ عَريق |
|
كونوا كَما قَد شِئتُمُ إِنَّني | |
|
| عَبدٌ لَكُم يا أَهلَ بَيتٍ عَيتق |
|
أَحسابُكُم دَلَّت عَلى أَنَّكُم | |
|
| رَهطُ رَسولِ اللَهِ أَنتُم حَقيق |
|
صَفوَةُ كُلِّ الرُسلِ مِن آدَمٍ | |
|
| جامِعُ شَملِ الدينِ وَهوَ فَريق |
|
وَكاشِفُ البَلوى إِذا أَعضَلَت | |
|
| وَمُنجِدُ المُهتَمِّ عِندَ المَضيق |
|
ذو المُعجِزاتِ الواضِحاتِ الَّتي | |
|
| مِنها بُكا الجِذعِ وَشَكوى الفَنيق |
|
وَرِفعَةٍ يَجثو هِلالُ الدُجى | |
|
| لَها وَيَألو عَن مَداها العَيوق |
|
ذو عَزمَةٍ لَها بِهامِ العِدى | |
|
| وَقعٌ يَرُدُّ الصَخرَ وَهوَ فَليق |
|
قَد كَسَّرَت كِسرى العِراقِ فَلَم | |
|
| يَخفُق لَهُ مِنها جَناحٌ خَفوق |
|
وَقَذَّفَت قَيصَرَ مِن قُنَّةٍ | |
|
| تَهوي بِهِ إِلى مَكانٍ سَحيق |
|
مَن جاوَزَ السَبعَ الطِباقَ إِلى | |
|
| ما حامَ عَنهُ الروحُ وَهوَ الرَفيق |
|
وَسَبَّحَت في الكَفِّ مِنهُ الحَصى | |
|
| وَأَشبَعَ الجَيشَ بِصاعٍ دَقيق |
|
وَسَرحَةٍ جاءَتهُ ساجِدَةً | |
|
| تَسعى عَلى أَعراقِها فَوقَ سوق |
|
وَالضَبُّ ثُمَّ الظَبيُ قَد سَلَّما | |
|
| عَلَيهِ نُطقاً بِلَسانٍ طَليق |
|
يا خَيرَ مَن أَسرى وَمن قَد دَنا | |
|
| كَقابِ قَوسَينِ دَنوّاً حَقيق |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما فَضَّضَت | |
|
| ثَوبَ النَهارِ الشَمسُ عِندَ الشُروق |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما شَهَّرَت | |
|
| صَمصامَها المُذهَبَ أَيدي البُروق |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما أَثلَعَت | |
|
| أَجيادَها الأَغصانُ بَينَ الوُروق |
|
قَيَّدَني ذَنبي عَنكَ لِذا | |
|
| أَضحى عَلى الخَدَّينِ دَمعي طَليق |
|
جَفني خَليقٌ بِجَديدِ البُكا | |
|
| عَلَيكَ فَاِعجَب مِن جَديدٍ خَليق |
|
وَمَدمَعي يَروي اِشتياقاً لَكُم | |
|
| عَن جَعفَرَ الصادِقِ صَوبَ العَقيق |
|
قَد أَثقلَت ظَهري ذُنوبٌ طَمَت | |
|
| مَولايَ أَنقِذني فَإِنّي غَريق |
|
فَهَل سِواكَ مِن عَظيمٍ وَهَل | |
|
| سِواكَ مِن مَولىً رَحيمٍ شَفيق |
|
عَزَّ الفِدا مَولايَ كُن مُخلِصي | |
|
| أُفدى بِحُرِّ المَدحِ وَهوَ رَفيق |
|
أُهدي إِلى المَنصورِ كَهفِ الوَرى | |
|
| سِبطكَ مِنهُ المِسكَ وَهوَ فَتيق |
|
هَبَّت عَلى الدُنيا فُنونُ الرِضى | |
|
| مِنهُ فَأَهدَتها العَبيرَ العَبيق |
|
مِن عَرفِهِ اِستُعيرَ عَرفُ الشَذا | |
|
| مِن خُلقِهِ قَد ضاعَ طيبُ الخَلوق |
|
هُوَ الإِمامُ اِبنُ الإِمامِ الَّذي | |
|
| أَسَّسَ رُكنَ المَجدِ وَهوَ وَثيق |
|
أَصبَحَتِ الأَيامُ مِن عَدلِهِ | |
|
| تَختالُ في بُردٍ قَشيبٍ أَنيق |
|
أَضحَت مُلوكُ الأَرضِ تَعنو لَهُ | |
|
| مِن أَرضِ إِسحاقَ إِلى الجاثَليق |
|
صُفَّت عَلى بابِكَ تيجانُها | |
|
| وَهيَ سِماطانِ بِكُلِّ طَريق |
|
حَضرَتُكَ العُليا لَهُم قِبلَةٌ | |
|
| قُمتَ بِها أَمامَ كُلِّ فَريق |
|
وَقامَ سَيفُكُم خَطيباً لَهُم | |
|
| فَأَهطَعوا مِن كُلِّ فَجٍّ عَميق |
|
لِواؤُكَ المَنصورُ مَهما سَما | |
|
| يَلقاكَ وَجهُ الفَتحِ وَهوَ طَليق |
|
حَنَّت لَكُم أَرضُ الحِجازِ كَما | |
|
| أَنَّ العِراقَ في هَواكُم غَريق |
|
دُمتَ عَزيزَ الأَمرِ في غِلظَةٍ | |
|
| عَلى العِدى بِكُلِّ عَضبٍ رَقيق |
|
تَجلو عَلى الكُفرِ كُؤوسَ الرَدى | |
|
| مِن سُكرِها المُثقَلُ لا يَستَفيق |
|