باكِر صَبوحاً بِالحِمى وَالعَقيق | |
|
| بَينَ هَوىً داعٍ وَشَوق غَريق |
|
وَاِسرِع إِلى تِلكَ المَغاني الَّتي | |
|
| غادَرنَني رَهنَ أَسىً لا أُفيق |
|
وَخُطَّ في بَيدائِها أَحرُفاً | |
|
| تَندى بِأَنفاسِ العَبيرِ العَبيق |
|
لا تَتَّخِذ غَيرَ الدُموعِ لَها | |
|
| نَقطاً وَثِق مِنهُم بِعَهدٍ وَثيق |
|
وَاِشرَح لَهُم خالِصَتي في الهَوى | |
|
| لَكِن بِتَسهيلٍ وَلُطفٍ يَليق |
|
وَمَيِّزَن حالاً بَلَغتُ بِها | |
|
| لِمُنتَهى الجَمعِ بِوَجدٍ حَقيق |
|
أَورى ضِرامُ الشَوقِ في أَضلُعي | |
|
| سَقطاً وَما كُنتُ لَهُ بِالمُطيق |
|
وَزَفرَتي تَنطِقُ عَن غُلَّةٍ | |
|
| وَعَسكَرُ الصَبرِ لَدَيَّ فَريق |
|
كَم أَشتَكي في الحُبِّ وَقعَ النَوى | |
|
| فَهَل إِلى تَخَلُّصي مِن طَريق |
|
حَسبي عَزيزُ الجارِ أَوفى الحِمى | |
|
| وَمَرجِعُ الآمالِ عِندَ المَضيق |
|
وَمَودِعُ الأَسرارِ خَيرُ الوَرى | |
|
| وَنُكتَةُ الكَونِ وَنِعمَ الشَقيق |
|
وَمُصطَفى الرَحمنِ مِن رُسلِهِ | |
|
| مِن هاشِمِ البَطحاءِ أَزكى فَريق |
|
وَمَن رَأى ما لا رَأى مُرسَلٌ | |
|
| وَقيلَ سَل تُعطَ فَأَنتَ الصَديق |
|
ذو المُعجِزاتِ المُعجِزاتِ الَّتي | |
|
| مِنها ذَهابُ السُقمِ مِن نَفثِ ريق |
|
وَالجِذعُ قَد حَنَّ اِشتِياقاً لَهُ | |
|
| فَنالَ مِن قَصدِهِ أَوفى الحُقوق |
|
وَالدَوحُ قَد شَقَّت ثَراها وَما | |
|
| تَقاعَست وَهيَ سِراعٌ سَبوق |
|
بَدا بِوَجهِ الدينِ مِن بَعدِ ما | |
|
| قَد عَمَّ آفاقَ البِلادِ غُسوق |
|
مَن رامَ بِالحَصرِ جَديدَ العُلى | |
|
| ثَنَتهُ أَيدي العَجزِ وَهوَ حَليق |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما قُوِّضَت | |
|
| ظَعائِنُ الشَوقِ لِبَيتٍ عَتيق |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما كَلَّلَت | |
|
| لَآلِئُ الطَلِّ كُؤوسَ الشَقيق |
|
صَلّى عَلَيكَ اللَهُ ما ضُمِّخَت | |
|
| سَرائِرُ الرَوضِ بِزَهرٍ عَبيق |
|
وَما شَدا طَيرُ الهَناءِ عَلى | |
|
| أَغصانِ هَذا المُلكِ وَهوَ وَثيق |
|
أَسَّسَهُ المَنصورُ كَهفُ الوَرى | |
|
| وَمُحمِدُ الهَولِ بِعَضبٍ رَقيق |
|
حَماهُ بِالسُمرِ الطِوالِ الَّتي | |
|
| لِكُلِّ أَفّاكٍ بِهِنَّ صَعيق |
|
أَسيافُهُ الحُمرُ تَرَكنَ الهُدى | |
|
| ذا ساحَةٍ خَضرا وَبُردٍ أَنيق |
|
ذو عَزمَةٍ قَد قَصَّرَت قَيصَراً | |
|
| وَغادَرَت كِسرى كَسيرَ الفَريق |
|
وَالرومُ وَالأَتراكُ قَد حُمِّلَت | |
|
| مِن مَضَضِ الأَهوالِ ما لا تُطيق |
|
مَناطُ أَمصارِ البِلادِ وَمَن | |
|
| يَعنو لَهُ الحُرُّ بِها وَالرَقيق |
|
تَلقاكَ بِالإِقبالِ إِن جِئتَها | |
|
| عِمادَ نَصرٍ زَفَّهُنَّ البُروق |
|
لا زِلتَ طَودَ المُلكِ رُكنَ العُلى | |
|
| يَخدُمُكَ الفَتحُ بِوَجهٍ طَليق |
|