هُمُ سَلَبوني الصَبرَ وَالصَبرُ مِن شاني | |
|
| وَهُم حَرَموا مِن لَذَّةِ الغُمضِ أَجفاني |
|
وَهُم أَخفَروا في مُهجَتي ذِمَمَ الهَوى | |
|
| فَلَم يَثنِهِم عَن سَفكِها حُبِّيَ الجاني |
|
لَئِن أَترَعوا مِن قَهوَةِ البَينِ أَكؤُسي | |
|
| فَشَوقُهُمُ أَضحى سَميري وَنَدماني |
|
وَإِن غادَرَتني بِالعَراءِ حُمولُهُم | |
|
| كَفى أَنَّ قَلبي جاهِدٌ إِثرَ أَظعانِ |
|
قِفِ العيسَ وَاِسأَل رَبعَهُم أَيَّةً مَضَوا | |
|
| أَلِلجِزعِ ساروا مُدلِجينَ أَم البانِ |
|
وَهَل باكَروا بِالسَفحِ مِن جانِبِ اللِوى | |
|
| مَلاعِبَ آرامٍ هُناكَ وَغِزلانِ |
|
وَأَينَ اِستَقَلّوا هَل بِهَضبِ تِهامَةٍ | |
|
| أَناخوا المَطايا أَم عَلى كُثبِ نَعمانِ |
|
وَهَل سالَ في بَطنِ المَسيلِ تَشَوُّقاً | |
|
| نُفوسٌ تَرامَت لِلحِمى قَبلَ جُثمانِ |
|
وَإِذ زَجَروها بِالعَشِيِّ فَهَل ثَنى | |
|
| أَزِمَّتَها الحادي إِلى شِعبِ بَوّانِ |
|
وَهَل عَرَّسوا في دَيرِ عَبدونَ أَم سَرَوا | |
|
| يَؤُمُّ بِهِم رُهبانُهُم دَيرَ نَجرانِ |
|
سَرَوا وَالدُجى صِبغُ المَطارِفِ فَاِنثَنى | |
|
| بِأَحداجِهِم شَتّى صِفاتٍ وَأَلوانِ |
|
وَأَدلَجَ في الأَسحارِ بيضُ قِبابِهِم | |
|
| فَلُحنَ نُجوماً في مَعارِجِ كُثبانِ |
|
لَكَ اللَهُ مِن رَكبٍ يَرى الأَرضَ خُطوَةً | |
|
| إِذا زَمَّها بُدناً نَواعِمَ أَبدانِ |
|
أَرِحها مَطايا قَد تَمَشّى بِها الهَوى | |
|
| تَمَشّي الحُمَيّا في مَفاصِلِ نَشوانِ |
|
وَيَمِّم بِها الوادي المُقَدَّسَ بِالحِمى | |
|
| بِهِ الماءُ صَدّا وَالكَلا نَبتُ سَعدانِ |
|
وَأَهدِ حُلولَ الحِجرِ مِنهُ تَحِيَّةً | |
|
| تُفاوِحُ عَرفاً ذاكِيَ الرَندِ وَالبانِ |
|
لَقَد نَفَحَت مِن شيحِ يَثرِبَ نَفحَةٌ | |
|
| فَهاجَت مَعَ الأَسحارِ شَوقي وَأَشجاني |
|
وَفَتَّتَ مِنها الشَرقُ في الغَربِ مِسكَةً | |
|
| سَحَبتُ بِها في أَرضِ دارينَ أَرداني |
|
وَأَذكَرَني نَجداً وَطيبَ عَرارِهِ | |
|
| نَسيمُ الصَبا مِن نَحوِ طَيبَةَ حَيّاني |
|
أَحِنُّ إِلى تِلكَ المَعاهِدِ إِنَّها | |
|
| مَعاهِدُ راحاتي وَرَوحي وَرَيحاني |
|
وَأَهفو مَعَ الأَشواقِ لِلوَطَنِ الَّذي | |
|
| بِهِ صَحَّ لي أُنسي الهَنِيُّ وَسُلواني |
|
وَأَصبو إِلى أَعلامِ مَكَّةَ شائِقاً | |
|
| إِذا لاحَ بَرقٌ مِن شَمامٍ وَثَهلانِ |
|
أُهَيلَ الحِمى دَيني عَلى الدَهرِ زَورَةٌ | |
|
| أَحُثُّ بِها شَوقاً لَكُم عَزمِيَ الواني |
|
مَتى يَشتَفي جَفني القَريحُ بِنَظرَةٍ | |
|
| يُزَجُّ بِها في نورِكُم عَينُ إِنساني |
|
وَمَن لي بِأَن يَدنو لِقاكُم تَعَطُّفاً | |
|
| وَدَهرِيَ عَنّي دائِماً عِطفَهُ ثاني |
|
سَقى عَهدَكُم بِالخيفِ عَهدٌ تَمُدُّهُ | |
|
| سَوافِحُ دَمعٍ مِن شُؤونِيَ هَتّانِ |
|
وَأَنعَمَ في شَطِّ العَقيقِ أَراكَةً | |
|
| بِأَفيائِها ظِلُّ المُنى وَالهَوى دانِ |
|
أُحَيّي رُبوعاً بَينَ مَروَةَ وَالصَفا | |
|
| تَحِيَّةَ مُشتاقٍ لَها الدَهرُ حَيّاني |
|
رُبوعاً بِها تَتلو المَلائِكةُ العُلى | |
|
| أَفانينَ وَحيٍ بَينَ ذِكرٍ وَقُرآنِ |
|
وَأَوَّلَ أَرضٍ باكَرَت عَرَصاتِها | |
|
| وَطَرَّزَتِ البَطحا سَحائِبُ إيمانِ |
|
وَعَرَّسَ فيها لِلنُبوءَةِ مَوكِبٌ | |
|
| هُوَ البَحرُ طامٍ فَوقَ هَضبٍ وَغيطانِ |
|
وَأَدّى بِها الروحُ الأَمينُ رِسالَةً | |
|
| أَفادَت بِها البُشرى مَدائِحَ عُنوانِ |
|
هُنالِكَ فَضَّ خَتمَها أَشرَفُ الوَرى | |
|
| وَفَخرُ نِزارٍ مِن مَعَدِّ بنِ عَدنانِ |
|
مُحَمَّدُ خَيرُ العالَمينَ بِأَسرِها | |
|
| وَسَيِّدُ أَهلِ الأَرضِ مِنَ الإِنسِ وَالجانِ |
|
وَمَن بَشَّرَت بِبَعثِهِ قَبلَ كَونِهِ | |
|
| نَوامِسُ كُهّانٍ وَأَخبارُ رُهبانِ |
|
وَعِلَّةُ هَذا الكَونِ لَولاهُ ما سَمَت | |
|
| سَماءٌ وَلا غاضَت طَوافِحُ طوفانِ |
|
وَلا زُخرِفَت مِن جَنَّةِ الخُلدِ أَربُعٌ | |
|
| تُسَبِّحُ فيها أُدمُ حورٍ وَوِلدانِ |
|
وَلا طَلَعَت شَمسُ الهُدى غِبَّ دُجيَةٍ | |
|
| تَجَهَّمَ مِن دَيجورِها لَيلُ كُفرانِ |
|
وَلا أَحدَقَت بِالمُذنِبينَ شَفاعَةٌ | |
|
| يَذودُ بِها عَنهُم زَبانِيُ نيرانِ |
|
لَهُ مُعجِزاتٌ أَخرَسَت كُلَّ جاحِدٍ | |
|
| وَسَلَّت عَلى المُرتابِ صارِمَ بُرهانِ |
|
لَهُ اِنشَقَّ قُرصُ البَدرِ شِقَّينِ وَاِرتَوى | |
|
| بِماءٍ هَمى مِن كَفِّهِ كُلُّ ظَمآنِ |
|
وَأُنطِقَتِ الأَصنامُ نُطقاً تَبَرَّأَت | |
|
| إِلى اللَهِ فيهِ مِن زَخارِفِ مَيّانِ |
|
دَعا سَرحَةً عجما فَلَبَّت وَأَقبَلَت | |
|
| تَجُرُّ ذُيولَ الزَهرِ ما بَينَ أَفنانِ |
|
وَضاءَت قُصورُ الشامِ مِن نورِهِ الَّذي | |
|
| عَلا كُلَّ أُفقٍ نازِحِ القُطرِ أَو دانِ |
|
وَقَد بَهَّجَ الأَنوا بِدَعوَتِهِ الَّتي | |
|
| كَسَت أَوجُهَ الغَبراءِ بَهجَةَ نيسانِ |
|
وَإِنَّ كِتابَ اللَهِ أَعظَمُ آيَةٍ | |
|
| بِها اِفتَضَحَ المَيّانُ وَاِبتَأَسَ الشاني |
|
وَعَدّى عَلى شَأوِ البَليغِ بَيانُهُ | |
|
| فَهَيهاتَ مِنهُ سَجعُ قُسٍّ وَسَحبانِ |
|
نَبِيُّ الهُدى مَن أَطلَعَ الحَقَّ أَنجُماً | |
|
| مَحا نورُها أَسدافَ إِفكٍ وَبُهتانِ |
|
لِعِزَّتِهِ ذُلَّ الأَكاسِرَةُ الألى | |
|
| هُمُ سَلَبوا تيجانَها آلَ ساسانِ |
|
وَأَحرَزَ لِلدينِ الحَنيفِيِّ بِالظُبى | |
|
| تُراثَ المُلوكِ الصيدِ مِن عَهدِ يونانِ |
|
وَنَقَّعَ مِن سُمرِ القَنا السُمَّ قَيصَراً | |
|
| فَجَرَّعَهُ مِنها مُجاجَةَ ثُعبانِ |
|
وَأَضحَت رُبوعُ الكُفرِ وَالشِركِ بَلقَعاً | |
|
| يُناغي الصَدى فيهِنَّ هاتِفُ شَيطانِ |
|
وَأَصبَحَتِ السَمحا تَروقُ نَضارَةً | |
|
| وَوَجهُ الهُدى بادي الصَباحَةِ لِلراني |
|
أَيا خَيرَ أَهلِ الأَرضِ بَيتاً وَمَحتِداً | |
|
| وَأَكرَمَ كُلِّ الخَلقِ عُجمٍ وَعُربانِ |
|
فَمَن لِلقَوافي أَن تُحيطَ بِوَصفِكُم | |
|
| وَلَو ساجَلَت سَبقاً مَدائِحَ حَسّانِ |
|
إِلَيكَ بَعَثناها أَمانِيَ أَجدَبَت | |
|
| لِتُسقى بِمُزنٍ مِن أَياديكَ هَتّانِ |
|
أَجِرني إِذا أَبدى الحِسابُ جَرائِمي | |
|
| وَأَثقَلَتِ الأَوزارُ كفَّةَ ميزاني |
|
فَأَنتَ الَّذي لَولا وَسائِلُ عِزِّهِ | |
|
| لَما فُتِحَت أَبوابُ عَفوٍ وَغُفرانِ |
|
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ ما هَبَّتِ الصَبا | |
|
| وَماسَت عَلى كُثبانِها مُلدُ قُضبانِ |
|
وَحُمِّلَ في جَيبِ الجَنوبِ تَحِيَّةً | |
|
| يَفوحُ بِمَسراها شَذا كُلِّ توقانِ |
|
إِلى العُمَرَينِ صاحِبَيكَ كِلَيهِما | |
|
| وَتِلوِهِما في الفَضلِ صِهرِكَ عُثمانِ |
|
وَحَيّا عَلِيّاً عَرفُها وَأَريجُها | |
|
| وَوالى عَلى سِبطَيكَ أَوفَرَ رِضوانِ |
|
إِلَيكَ رَسولَ اللَهِ صَمَّمتُ عَزمَةً | |
|
| إِذا أَزمَعَت فَالشَحطُ وَالقُربُ سِيّانِ |
|
وَخاطَبتُ مِنّى القَلبَ وَهوَ مُقَلَّبٌ | |
|
| عَلى جَمرَةِ الأَشواقِ فيكَ فَلَبّاني |
|
فَيا لَيتَ شِعري هَل أَزُمُّ قَلائِصي | |
|
| إِلَيكَ بِداراً أَو أُقَلقِلُ كيراني |
|
وَأَطوي أَديمَ الأَرضِ نَحوَكَ راحِلاً | |
|
| نَواجي المَهاري في صَحاصِحِ قيعانِ |
|
يُرَنِّحُها فَرطُ الحَنينِ إِلى الحِمى | |
|
| إِذا غَرَّدَ الحادي بِهِنَّ وَغَنّاني |
|
وَهَل تَمحُوَن عَنّى خَطايا اِقتَرَفتُها | |
|
| خُطىً لِيَ في تِلكَ البِقاعِ وَأَوطانِ |
|
وَماذا عَسى يَثني عِناني وَإِنَّ لي | |
|
| بِآلِكَ جاهاً صَهوَةَ العِزِّ أَمطاني |
|
إِذا نَدَّ عَن زُوّارِكَ البَأسُ وَالعَنا | |
|
| فَجودُ اِبنِكَ المَنصورِ أَحمَدَ أَغناني |
|
عِمادي الَّذي أَوطى السِماكَينِ أَخمَصاً | |
|
| وَأَوفى عَلى السَبعِ الطِباقِ فَأَدناني |
|
مُتَوَّجُ أَملاكِ الزَمانِ وَإِن سَطا | |
|
| أَحَلَّ سُيوفاً في مَعاقِدِ تيجانِ |
|
وَقاري أُسودِ الغابِ بِالصِيدِ مِثلَما | |
|
| إِذا اِضطَرَبَ الخَطِّيُّ مِن فَوقِ جُدرانِ |
|
هِزَبرٌ إِذا زارَ البِلادَ زَئيرُهُ | |
|
| تَضاءَلَ في أَخياسِها أُسدُ خفّانِ |
|
وَإِن أَطلَعَت غَيمَ القَتامِ جُيوشُهُ | |
|
| وَأَرزَمَ في مَركومِهِ رَعدُ نيرانِ |
|
صَبَبنَ عَلى أَرضِ العُداةِ صَواعِقاً | |
|
| أَسَلنَ عَلَيهِم بَحرَ خَسفٍ وَرَجفانِ |
|
كَتائِبُ لَو يَعلونَ رَضوى لَصَدَّعَت | |
|
| صَفاهُ الجِيادُ الجُردُ تَعدو بِعِقبانِ |
|
عَديدُ الحَصى مِن كُلِّ أَروَعَ مُعلَمٍ | |
|
| وَكُلِّ كَمِيٍّ بِالرُدَينِيِّ طَعّانِ |
|
إِذا جَنَّ لَيلُ الحَربِ عَنهُم طُلى العِدى | |
|
| هَدَتهُم إِلى أَوداجِها شُهبُ خُرصانِ |
|
مِنَ اللّاءِ جَرَّعنَ العِدى غُصَصَ الرَدى | |
|
| وَعَفَّرنَ في عَفرِ الثَرى وَجهَ بَستانِ |
|
وَفَتَّحنَ أَقطارَ البِلادِ فَأَصبَحَت | |
|
| تُؤَدّي الخَراجَ الجَزلَ أَملاكَ سودانِ |
|
إِمامُ البَرايا مِن عَلِيّ نِجارُهُ | |
|
| وَمِن عِترَةٍ سادوا الوَرى آل زَيدانِ |
|
دَعائِمُ إيمانٍ وَأَركانُ سُؤدَدٍ | |
|
| ذَوو هِمَمٍ قَد عَرَّسَت فَوقَ كيوانِ |
|
هُمُ العَلَوِيّونَ الَّذينَ وُجوهُم | |
|
| بُدورٌ إِذا ما اِحلَولَكَت شُهبُ أَزمانِ |
|
وَهُم آلُ بَيتٍ شَيَّدَ اللَهُ سَمكَهُ | |
|
| عَلى هَضبَةِ العَلياءِ ثابِتَ أَركانِ |
|
وَفيهِم فَشا الذِكرُ الحَكيمُ وَصَرَّحَت | |
|
| بِفَضلِهِمُ آيُ الكِتابِ وَفُرقانِ |
|
فُروعُ اِبنِ عَمِّ المُصطَفى وَوَصِيِّهِ | |
|
| فَناهيكَ مِن فَخرَينِ قُربى وَقُربانِ |
|
وَدَوحَةُ مَجدٍ مُعشِبِ الرَوضِ بِالعُلى | |
|
| يَجودُ بِأَمواهِ الرِسالَةِ رَيّانِ |
|
بِمَجدِهِمُ الأَعلى الصَريحِ تَشَرَّفَت | |
|
| مَعَدٌّ عَلى العَرباءِ عادٍ وَقَحطانِ |
|
أولَئِكَ فَخري إِن فَخرتُ عَلى الوَرى | |
|
| وَنافَسَ بَيتي في الوَلا بَيتَ سَلمانِ |
|
إِذا اِقتَسَمَ المُدّاحُ فَضلَ فَخارِهِم | |
|
| فَقِسمِيَ بِالمَنصورِ ظاهِرُ رُجحانِ |
|
إِمامٌ لَهُ في جَبهِةِ الدَهرِ مَيسَمٌ | |
|
| وَمِن عِزِّهِ في مَفرِقِ المُلكِ تاجانِ |
|
سَما فَوقَ هاماتِ النُجومِ بِهِمَّةٍ | |
|
| يَحومُ بِها فَوقَ السَماواتِ نَسرانِ |
|
وَأَطلَعَ في أُفقِ المَعالي خِلافَةً | |
|
| عَلَيها وِشاحٌ مِن عُلاهُ وَسِمطانِ |
|
إِذا ما اِحتَبى فَوقَ الأَسِرَّةِ وَاِرتَدى | |
|
| عَلى كِبرياءِ المُلكِ نَخوَةَ سُلطانِ |
|
تَوَسَّمتَ لُقمانَ الحِجى وَهوَ ناطِقٌ | |
|
| وَشاهَدتَ كِسرى العَدلِ في صَدرِ إيوانِ |
|
وَإِن هَزَّهُ حُرُّ الثَناءِ تَدَفَّقَت | |
|
| أَنامِلُهُ عُرفاً تَدَفُّقَ خُلجانِ |
|
أَيا ناظِرَ الإِسلامِ شِم بارِقَ المُنى | |
|
| وَباكِر لِرَوضٍ في ذُرى المَجدِ فَينانِ |
|
قَضى اللَهُ في عَلياكَ أَن تَملِكَ الدُنى | |
|
| وَتَفتَحَها ما بَينَ سوسٍ وَسودانِ |
|
وَأَنَّكَ تَطوِي الأَرضَ غَيرَ مُدافَعِ | |
|
| فَمِن أَرضِ سودانٍ إِلى أَرضِ بَغدانِ |
|
وَتَملَأها عَدلاً يَرِفُّ لِواؤُهُ | |
|
| عَلى الحَرَمَينِ أَو عَلى رَأسِ غُمدانِ |
|
فَكَم هَنَّأَت أَرضُ العِراقِ بِكَ العُلى | |
|
| وَزُفَّت بِكَ البُشرى لِأَطرافِ عَمّانِ |
|
فَلَو شارَفَت شَرقَ البِلادِ سُيوفُكُم | |
|
| أَتاكَ اِستِلاباً تاجُ كِسرى وَخاقانِ |
|
وَلَو نَشَرَ الأَملاكَ دَهرُكَ أَصبَحَت | |
|
| عِيالاً عَلى عَلياكَ أَبناءُ مَروانِ |
|
وَشايَعَكَ السَفّاحُ يَقتادُ طائِعاً | |
|
| بِرايَتِهِ السَوداءِ أَهلَ خُراسانِ |
|
فَما المَجدُ إِلّا ما رَفَعتَ سِماكَهُ | |
|
| عَلى عَمَدِ السُمرِ الطِوالِ وَمُرّانِ |
|
وَهاتيكَ أَبكارُ القَوافي جَلَوتُها | |
|
| تُغازِلُهُنَّ الحورُ في دارِ رِضوانِ |
|
أَتَتكَ أَميرَ المُؤمِنينَ كَأَنَّها | |
|
| لَطائِمُ مِسكٍ أَو خَمائِلُ بُستانِ |
|
تَعاظَمنَ حُسناً أَن يُقالَ شَبيهُها | |
|
| فَرائِدُ دُرٍّ أَو قَلائِدُ عِقيانِ |
|
فَلا زِلتَ لِلدُنيا تَحوطُ جِهاتِها | |
|
| وَلِلدينِ تَحميهِ بِمُلكِ سُلَيمانِ |
|
وَلا زِلتَ بِالنَصرِ العَزيزِ مُؤزَّراً | |
|
| تُقادُ لَكَ الأَملاكُ في زِيِّ عُبدانِ |
|