قَدّمْ وأخِّرْ فما في الأرضِ مُعتَرِضُ |
فأنتَ مَولايَ لِلأمرَينِ مُفَترِضُ |
لكنْ أعِدْ نظراً فيما أتيتَ به |
من اهتضامي فإنّي مِنهُ مُمتعِضُ |
ودَعْ عِداتي وما شدُّوا بكيدِهِم |
فإنني بكُمُ أرجوه يَنتقِص |
حاشا لمجدِكَ أن تَرْضى جَلالَتُه |
في جانبي بالّذي مولاي فيه رَضُوا |
وقد رأوْني وقدْري كان مُرتَفِعاً |
فلا يروني وقدري الآن مُنْخَفِضُ |
ومَقْصَدي منكمُ ما أستعينُ به |
على المعاش فَذَاكَ القصْدُ والغرضُ |
وخُطبةُ الجامعِ المعلومِ آمَلُها |
لعلّ خطبتَه ممّا حَوَوْا عِوَضُ |
وإنْ أضَفْتَ إليها ما ذَكَرْتُ فقد |
شَفَعْتَ عزِّي بعزٍّ ليس ينقرضُ |
فداوِني بمرادي إنّني رجلٌ |
أضرَّ بِي عِنْدَهُمْ من عَزْلِيَ المَرَضُ |
وإن هُمُ نَهضوا جَهْلاً لِحجْرِكُمُ |
فاعْزِمْ وقَدِّمْ ولا تَنْظر لِمَا نَهَضُوا |
ولا تُراعِ لهمْ حقّ الصّفاء فهمْ |
لمجدِكُمْ رعْيَهُ واللّهِ قدْ رَفضُوا |
وانفُضْ يديكَ حقيقاً من مودّتهمْ |
فإنّ أيْدِيَهمْ مِنْ ذاك قدْ نَفَضُوا |
واحسبْهُمُ عَرَضاً أصبحتَ جَوْهرَهُ |
وما يقومُ بغير الجوهرِ العَرَضُ |
لا زِلتَ تولي من الإفْضالِ أفضلَهُ |
حتى يُصافيكَ مَنْ في قلبهِ مَضَضُ |
وسعْدُكُمْ في تَوالٍ واتّصالِ مدىً |
وحبُّكُم في قُلوبِ الخَلْقَ مُمْتحَضُ |