عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > عبد الكريم البَسطي > هجاؤُكَ لي مَدْحٌ فزِدْنِي منَ الهجْوِ

غير مصنف

مشاهدة
684

إعجاب
0

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

هجاؤُكَ لي مَدْحٌ فزِدْنِي منَ الهجْوِ

هجاؤُكَ لي مَدْحٌ فزِدْنِي منَ الهجْوِ
لعلَّكَ تَشْفِينِي مِنَ البثِّ والشَّجْوِ
وجَدِّدْ به تَذْكارَ أَيَّامِ أُنْسِنَا
بِبَسْطَة مجموعين في مجلس اللّهْو
نُدِيرٌ كؤوسَ الوصل في كلّ ساعة
ونخطو إِلى لذَّاتِنا أَوسع الخطْوِ
فنقطف أَزهار المسرّات غضّةً
وطرفُ الرّدى جيرانُ في سِنَةِ السّهْوِ
وقد كتبتْ كفّي لدى الودّ قطعةً
بدائعُها تدعو العفيفَ إِلى الصَّبْوِ
لَدَيْها ثَوَى الحسْنُ الأَصيلُ حقيقةً
وفي غيرها الحسْنُ الأَصيلُ أبَى يثوِي
رَمَت عَرَضَ الحبّ الصّحيح فَرَمَّدتْ
ورمْيُ سواها نحْوَها أبداً يَشْوِي
فغار عليها الدّهْرُ غَيْرَةَ فاجِرٍ
فقابَلَها يا قُرّةَ العينِ بالمَحْوِ
ولم يَكْفِني حتّى أتى نائمُ الرّدى
فأيْقظَهُ عَمْداً وجاء به نحوي
فسَلَّ حُسَام البعد عند وصُولِهِ
لِتُقْطَعَ أَعضائِي وما حاشَ من عُضْوِ
فأصبحتُ من بعد الوصالِ وطيبِه
فؤادِي وأَحشائِي بنار النَّوى تَكْوِي
وأشكو لك الجورَ الّذي جرّه النّوى
فتُعرِضُ إِعراض الخليّ عن الشَّكْوِ
وتُصْغِي لِوَاشٍ ضيّقَ المكرُ شُغْلَهُ
فمِنْ مَكْرِهِ قِدْماً غدا صدرُه يَرْوِي
يَوَدُّ وقوعَ الحقدِ بيني وبينكمْ
بذاك الّذي أَملي عليكمْ من اللّغوِ
رأى بيننا غُصْنَ المودّةِ ناعِماً
فقطَّعَهُ بالزّورِ عمداً لكي يذْوِي
فأَبدى فروعاً باسقاتٍ فأطعمتْ
وجادتْ لجانيها بمَطْعَمِها الحُلْوِ
فتلكَ الفروعَ الباسقاتُ قصائدٌ
ومَطْعَمُها الحلوُ المُعادُ الذي تَحْوِي
فما لَقِيَ القصدَ الذي كان ناوياً
وما فاسقٌ يَلْقى من القصد ما يَنْوِي
وباءَ بخِزْيِ لا يُرامُ ولعنةٍ
كما باءَ إِبليسُ الّذي لم يَزَلْ يَغْوِي
وبات ولم تظفر يداه بمطلب
يحاكي الكلاب العاويات إذا تعوي
ولستُ أُرى من سُكر حُبّكَ صاحياً
إِذا ما أَرى غيري يميل إلى الصّحوِ
لأَنَّكَ أَحرزتَ الفضائلَ كلَّها
فصْرتَ بها ترقى على المرقب العُلْوِي
وَرِثْتَ المعالِي عن رجالٍ أَعزّةٍ
قُضاةٍ كرامٍ قُلِّدوا لأَمة الزَّهْوِ
لهم دانت الدّنيا بنَيْل مرامِهِمْ
فأَرْوَتْهُمُ عزّاً ولِلْغير لَمْ تُرْوِ
أتت كُتُبُ التاريخ تُظْهِرُ فَخْرَهُمْ
فعنها أَخي الفخْرَ اِرْوِ إِن شئتَ أن تَرْوِ
وفي غير ما نَظْمٍ تضمّن ذكرَهُمْ
موفّىً بما حازوا قديماً من السّرْوِ
فقلْ لِلَئِيم رامَ طيّاً لسَرْوِهم
تَوَقَّ فسَرْوُ القوم يَنْشُرُ ما تطوي
إِذا كان نورُ الشمسِ للعين ظاهراً
ففي دَرَكِ التكذيبِ مُنْكِرُه يَهْوِي
وهاكمْ قصيداً يُخجلُ العقد نَظمُه
سليماً لدى النقّادِ مِنْ خَجَلِ اللهْوِ
جعلتُ القوافي فيه غيرَ مَعِيبةٍ
إذا ما غدا غيري يُسانِدُ أَو يُقوِي
فيَسقيكمُ عني الصفاءَ سُلافةً
تصفَّتْ من الأَدناس في أكؤس الصفو
إذا ما شدا الشادي به عند بابكمْ
فأعطافُكُمْ حقاً تميل من الزّهوِ
أتيتُ به عجلانَ أطلب عفوَكم
فمُنُّوا على مَنْ يطلب العفو بالعفو
عبد الكريم البَسطي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الأحد 2012/04/22 01:07:23 صباحاً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com