يا ناظرَ الطرفِ بل يا قطعَةَ الكبدِ |
وموضِعَ الحبّ في قربي وفي بُعُدِي |
ومَنْ هواهُ لدى القلب المَشوقِ غدا |
في كلّ آونةٍ كالروح من جسدي |
لولا اشتياقي إلى أنوار غُرَّتِكُمْ |
ما كنتُ أشكو عَنَى أسري إلى أحَدِ |
وما اشتكتْ مُهْجَتي بالنّار تُحرِقُها |
ولا اشتكت مُقلتي بالدمع والسُّهُدِ |
فاعذرْ فديتُكَ مَنْ أَبدى شكايتَه |
عَمْداً وباح بما يَلقى من الكَمَدِ |
فالشّوقُ والأسْرُ لا يخفى بَلاؤُهُما |
مَنْ فاق كلَّ الورى في الصّبر والجَلَدِ |
وأنتَ يا والدي إن غبتَ عن بصري |
فلم تَغِبْ لحظةً والله عن خلدي |
إنّي لأَذْكُرُكُمْ حتّى لأذْكُرُ ما |
ناديتُموني به مِنْ لفظ يا وَلدي |
فأنطوِي من حنيني عند ذكرِكُمُ |
وفرطُ شوقي إِلى لُقْياكَ فوقَ يدي |
وأحسدُ الريح إِن مرّت بأرضكُمُ |
وإن أتى الشرع بيدي حرمة الحسد |
فأستحلُّ حرامَ الشرع فيكَ هوىً |
ولست أحذر من لومٍ ولا فَنَدِ |
والنَّوْمَ أهْوَاهُ كَيْ ألقى خَيَالَكُمُ |
لَوْ أنَّهُ يَطرُقُ المَقْرونَ في صَفَدِ |
ونظرةٌ منكَ تُشْرَى بالحياة أرى |
شراءَها دائماً من أعظم الرَّشَد |
فليت شعري متى عيني تفوزُ بها |
فَكُحْلُها أنْ تراكَ اليومَ قبل غدِ |
إذا عددتُ مُنىً نفسي تؤَمِّلُها |
حَسِبْتُ قَرْبكَ منه أوّلَ العَدَدِ |