هكذا يُعْتَنى بكُتْب العلومِ |
في حديث الزمان أو في القديم |
وتُحلَّى المَهارِق البيضُ منها |
بحُلَى خطٍّ فاقَ وشيَ رقيمِ |
يُخجل الرّوضَ يانعَ الزّهر غضّاً |
باسمَ الثّغر غِبَّ صَوْبِ الغُيومِ |
وشذى المسكِ قاصِرٌ عن شذاهُ |
إذ يُوافِي به هبوبُ النيسمِ |
ومُحيّا الصبّاح دون محيّا |
صفحِه الرّائق المحيّا الوسيمِ |
كلُّ سطر لدى الحقيقةِ منهُ |
ما يُدانيهِ عقدُ درٍّ نَظِيمِ |
أحرفٌ والنّوناتُ مثلُ عِذارٍ |
نَقطُها فوقها كمثلِ الوُشومِ |
خطَّهُ كاتبُ البَيَانِ مجيدٌ |
ذو اختراعٍ لِمَا يَشَأْ مُستقيمِ |
ساحرٌ بالذي يُقيّدُ منه |
كلَّ ذي إدراكٍ وعقلٍ سليمِ |
كَمْ كتابٍ ومُصْحفٍ كفُّه خطْطتْهُ |
ترجو رضى الإلاه العظيمِ |
قد حوى مرتقى من الحسن لاحت |
دونه في العلى مراقي النجوم |
مَا كعبدِ المليكِ كاتبُ خطٍّ |
بارعِ النّوع في الخطوطِ قديمِ |
فاقَ خطَّ ابنِ مقلةٍ وابنِ باقٍ |
وابن جبيرٍ عند أهل الفُهومِ |
ما تبدَّى لناظر العين حرفٌ |
منه إلاّ دعا له بالنَّعيمِ |
وله مِن رسالةِ ابن أبي زيدٍ |
شهيدٌ بالحق غيرُ ذَميمِ |
يا إلاهي بجاهِ خيرِ البرايَا |
أحمدَ المصطفى الرّؤوفِ الرّحيمِ |
جُدْ عليه على الذي خَطّ منها |
فبدا رائقاً بأجْرٍ جَسيمِ |