بشرى ببيعةِ مولانا ابن مولانا |
فكم أيادٍ بها الرحمن أولانا |
جَلَّت بها عندنا نُعْمَى الإلهِ فما |
أحقَّنا بمسراتٍ وأولانا |
خلافةُ الله صارتْ من إمامِ هُدَىً |
إلى إمام هدىً بالعدل أحيانا |
جاءتْ إليه لميقاتٍ وجاء لها |
كما لميقاتِهِ جاءَ ابنُ عِمرانا |
وعندما قُدِّرَ الوقتُ السعيدُ لها |
جاءتْ على قَدَرٍ تلقاهُ لقيانا |
كم قائلٍ قال لما أن تقلَّدها |
قد قَلَّد المُلكَ داودٌ سليمانا |
وقد أقام ارعيِ الخلق خالقُهُمْ |
خليفةً قد أقامَ العدلَ ميزانا |
كأنما الله قد أحيا خليفتَه |
لنا بخيرِ إمام قد تولانا |
بالواثقِ الملك المحيي خليقته |
يحيي أبي زكرياءَ ابنِ مولانا |
ألقى لك الله مولانا مقالدها |
لكي تَقَلَّدها دُرًّا وعقيانا |
فَقُلِّدَتْ عِقْدَ فخرٍ إذ غَدَتْ لكمُ |
تاجاً يفوقُ من الأفلاكِ تيجانا |
وأنجزَ الله وعداً من خلافته |
لهم كما قد أتى في الذكر إتيانا |
حباهُ ربك أوصافاً حباه بها |
خلافةً ردَّت الأملاكَ عبدانا |
علماً وعدلاً وبأساً في العدا وندىً |
سحًّا وصفحاً عن الجاني وغفرانا |
ومنصباً عمرياً قد سَمَتْ شرفاً |
به عديٌّ إلى علياءِ عدنانا |
لما جمعتَ الشروطَ الموجبات لها |
جاءت تحنُّ إلى علياك تحنانا |
وأصبحتْ وهي حقٌ للأحقِّ لها |
تعلو به مثلما يعلو بها شانا |
سمت بعلياه وازدانتْ به شرفاً |
كما تسامى بها في الدهر وازدانا |
أحرزتها عن أبٍ هادٍ رضىً فأبٍ |
ذخراً يدومُ على الدنيا وَقُنْيانا |
فقد أخذت صحيحَ المُلكِ عن سندِ |
عالٍ وأحكمْتَهُ ضبطاً وإتقانا |
مقدمات بإنتاجٍ لملككمُ |
قَضت وأعطت به علماً وإيقانا |
ومنتجات قضايا بالخلافة قد |
قَضت لكم وغدت في الصدق برهانا |
وحين أضحتْ لكم بالحقِّ واجبةٌ |
لم تلفِ فيها ملوكُ الأرض إمكانا |
هذا هو الحقُّ والبرهانُ يعقدُهُ |
وإنما ينكرُ البرهانَ مَن مانا |
شادت عُلاك من الأملاكِ أربعةً |
أئمةٌ أصبحوا للهَدْيِ أركانا |
شادَ الإمامُ أبو حفص لملككم |
بيتاً وأعلى له سمكاً وحيطانا |
وما حكى بيتُ ملك بيتَ ملك أبي |
محمدٍ نجلِهِ الهادي ولا دانى |
وشاد من بعده الهادي الأمير لكمْ |
رواقَ مُلْكٍ على الدنيا وإيوانا |
وبعده شاد مولانا الإمامُ لكم |
ملكاً يسامي من الخضراءِ أعنانا |
وشاد سعدك مولانا وسيدنا |
ملكاً يفوق درارياً وشهبانا |
والله أسأل أن يزداد ملككمُ |
تعالياً ويطول الدَّهر بنيانا |
هدى وآوى وأحيا أنفساً فغدا |
نوراً وظلاً وَرَوْحاً فيه محيانا |
فإن رجونا اهتداءً فهو ملجؤنا |
وإن خشينا اعتداءً فهو مَنْجانا |
أباح مَسْرَحَ نعماه لنا كرماً |
وجادنا غيثُ يمناهُ فأرْوَانا |
جاشتْ على أوجه الدنيا عساكرُهُ |
وغطَّتِ الأرضَ أنجاداً وغيطانا |
وكل حامٍ حمى التقوى مبيحُ حمى |
أرضِ العداةِ مخيفٌ أُسْدَ خَفّانا |
آساد حرب على عقبان مقربة |
قد ظلّلت فوقها العقبان عقبانا |
أرواحُ خيل بأرواح العدى عصفت |
ممزقات على الأبدان ابدانا |
تصيّر البر مثل البحر حين تُرى |
مجلّلاتٍ من الأدراع غدرانا |
كأنّما جلّلَت منها الربا حلقا |
بأعيُنٍ لم تجلّل قط أجفانا |
خليفة اللّه دم مستبشراً أبداً |
بالنصر والفتح مسروراً وجذلانا |
أهدى الفتوح ويهديها الزمان لكم |
في ما مضى وسيأتي أو هو الآنا |
فلا يزل بيمين اليمن سعدكمُ |
للفتح ينظم ياقوتاً ومرجانا |
ولا تزل في يد التأييد رايتكم |
تواصلُ النصر أزماناً فأزمانا |