الحمدُ لله مُعلي قدرَ من علما |
وجاعلِ العقلِ في سُبْلِ الهُدى علما |
ثم الصلاةُ على الهادي لِسُنَّتِهِ |
محمدٍ خيرِ مبعوثٍ به اتّسما |
ثم الدعا لأميرِ المؤمنين أبي |
عبد الإله الَّذي فاقَ الحيا كرما |
خليفةٌ خَلَفَتْ أنوارُ غُرَّتِهِ |
شَمْسَ الضحى وندنهُ يخلفُ الديما |
سالتْ فواضلُه للمعتفي نعماً |
صالتْ نواصِلُهُ بالمعتدي نِقَما |
يُحيي العفاةَ بسهمٍ من مَكارمه |
كأنَّه صيِّبٌ للمزنِ قد سجما |
يُردي العداةَ بسهم من عزائمه |
كأنه كوكب للقذف قد رجما |
أدام قولَ نعم حتَّى إذا اطَّرَدتْ |
نُعماهُ من غيرِ وعدٍ لم يَقُلْ نعما |
كم قد أباح حمى حزبِ الضلالِ وكم |
حمى الهُدى بجيادٍ تعلِكُ اللُّجُما |
تستنزلُ العُصْمَ من أعلى شواهقها |
وتسلبُ القمَمَ الطمَّاحة العِمَما |
يا أيها الملكُ المنصور ملكُكَ قد |
شبَّ الزمان به من بعدِ ما هرما |
فلو شأى من مضى أدنى مكارمكمْ |
لم يذكروا بالنَدى معناً ولا هرما |
إن اللياليَ والأيامَ مذ خَدَمَتْ |
بالسَّعْدِ ملككَ أضحت أعبداً وإما |
فمن سعودِ نجوم أو صعادِ قناً |
قد صُيِّرت لك أملاكُ الورى خدما |
لقد رفعتَ عماداً للعلا فغدا |
يعلو قياماً ويعلو قدرهُ قيما |
أقمتمُ وزنَ شمس العدلِ فاعتدلتْ |
فلم يدعْ نورُها ظُلْماً ولا ظُلَما |
فتونسٌ تؤنس الأبصارَ رؤيتها |
وتمنح الأممَ الأسماء والأمما |
كأنما الصبح فيها ثغرُ مبتسمٍ |
وحوَّةُ اللَّيل ِفيها حُوَّةٌ ولمى |
فأقبلت نحوها للناس أفئدةٌ |
ترتاد غيثاً من الإحسانِ منسجما |
فكلهمْ حضروا في ظلٍّ حضرتكم |
فأصبحتْ لهمُ الدنيا بها حُلُما |
قد ندَّ فيها الأسى عن أهل أندلسٍ |
والأنس فيها عليهمْ وفدُهُ قَدِما |
وأُبدلوا جَنَّةً من جنةٍ حُرِموا |
منها وقد بُوِّؤا من ظِلِّها حَرَما |
وأشبهوا سبأً إذ جاءهمْ عَرِمٌ |
من العدا لم يدعْ سدًّا ولا عرما |
أبدلتُ قافيةً من بيت ممتدحٍ |
أوردتُهُ مثلاً في رَعْيِكَ الأمما |
وكَّلْتَ بالدهرِ عيناً غير غافلةٍ |
من جودِ كفّك تأسو كل من كُلِما |
وصُلْتَ مستنصراً بالله منتصراً |
على العدا واثقاً بالله معتصما |
أمَّا على إثر حَمْدِ الله ثم على |
إثر الصلاة على مَن بَلَّغَ الحِكَما |
وما تلا ذاك من وَصْلِ الدعاءِ ومن |
نشرِ الثناءِ على من أسبغَ النعما |
فاسمع لنظمٍ بديعٍ قد هَدَتْ فِكَري |
له سعادةُ مُلْكٍ أجزلَ القِسَما |
حديقةٌ تبهجُ الأحداقَ إنْ سُطِرَتْ |
من نحوها ناسمٌ للنحوِ قد نسَما |
فاسمعْ إلى القولِ في طُرْقِ الكلام وما |
عِلْمُ اللسانِ قد حُدَّ أو رُسِما |
النحوُ علمٌ بأحكامِ الكلام وماِ |
من التغايُرِ يعرو اللفظَ والكلما |
وللكلامِ كلامٌ في حقيقته |
فإن تردْ حَدَّه فاسمعه منتظما |
إن الكلامَ هو القولُ الَّذي حَصَلتْ |
به الإفادةُ لما تَمَّ والتأما |
وكلّ قولٍ إذا قَسَّمتَه انقسما |
اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ ثالثٌ لهما |
فالاسمُ لفظٌ يدلُّ السامعين له |
على حقيقةِ معنىً وقْتُهُ انْبَهَما |
والفعلُ لفظٌ يدلُّ السامعين له |
على حقيقةِ معنًى وقته انفهما |
والحرفُ لفظٌ يدلُّ السامعين على |
معنًى ولكنَّه في غيره فُهِما |
واللفظ نوعان مما أعربوا وبنوا |
فاحكم على كلِّ لفظٍ بالذي حُكِما |
فالمعربُ اسم وفعلٌ ذو مضارعةٍ |
والمبتنى الحرفُ والفعلُ الَّذي انصرما |
والأمرُ من غير لامٍ قد تخولفُ هل |
أضحى على الوقفِ مبنياً أو انجزما |
تغيّر اللفظِ عن تغيير عامله |
إعرابُهُ وهو في الأطراف قد عُلما |
فالاسم متفقٌ لفظاً ومختلفٌ |
معنًى لذلك بالإعراب قد وسما |
والفعلُ مختلفٌ لفظاً وأزمنةً |
فلم يرم فيه إعراباً ولا جشما |
لكنهم أسهموا الفعلَ المضارع في |
ما اختصَّ بالإسم من إعرابه سهما |
فالاسم بالخفضِ مختصٌّ ويدخله |
رفعٌ ونصبٌ ومنه الجزمُ قد عُدما |
والفعلُ بالجزم مختصٌ ويدخلُهُ |
رفعٌ ونصبٌ كما في الاسم قد رُسما |
والقولُ في حصر أصناف العوامل خُذْ |
فيه وَخُضْ منه في بحرٍ قد التطما |
وعاملُ الرفع قدِّمه ومنه إلى |
عواملِ النصبِ والخفض انقل القدَما |
ورافعُ الاسمِ إن حققتَ أضْرُبَهُ |
لمعنويٍّ ولفظيٍّ قد انقسما |
فالمعنويُّ ابتداءٌ لا وجودَ له |
إلاَّ إذا أصْبَحَ اللفظيُّ منعدما |
ورافعُ اللفظِ فعلٌ أو مشابِهُهُ |
وما غدا مَعَهُ في الحُكمْ مُستَهِما |
من اسمِ فعلٍ أو مفعولٍ أو مثلٍ |
في كلّ ما علمت ليستْ بدونها |
ومن صفاتٍ تساويها إذا رفعت |
حُكْماُ وإن لم تكن في النصبِ مثلهما |
ومصدرٌ واسم فعلٍ بين مرتجلٍ |
وذي اشتقاقٍ غدا ينقاسُ أو عُقِما |
ومن حروفٍ له أضْحت مشابهةً |
كمثل إنَّ وما في شكلها نُظِما |
من كل رافعِ ما أضحى له خبراً |
وناصبِ اسمٍ إذا ما لم يُكَفَّ بما |
فإنَّ أنَّ لها أُختٌ مذ ارتضعا |
ثَدْيَ التشبهِ بالأفعالِ ما فُطما |
وعدَّ لك أختا أو كأنَّ لها |
وليت ثم لعلَّ المرتجَى بهما |
وما ولاتَ ولا للاسم رافعةٌ |
وما يزال اسمُ لاتَ الدهرَ مكتتما |
وناصبُ الاسمِ فعلٌ أو مشابهُهُ |
فكن لمعرفةِ الأشباهِ ملتهما |
والفعلُ منه معدّىً جازَ فاعلَهُ |
لنصبِ مفعولهِ مثل انتضى ورمى |
ومنه غيرُ معدّى في كلامهمُ |
كمثلِ سالَ إذا مثَّلْتَهُ وهمى |
فذو التعدي إذا أحببتَ قِسْمَتَهُ |
وجدته في لسانِ العُرْبِ منقسما |
لناصب واحداً أو ضعفَ ذلك أو |
ثلاثةً بعضُها بعضاً قد التزما |
فالناصباتُ لمفعولٍ على حدةٍ |
كثيرةُ كوَشى أو خاطَ أو رقما |
والناصباتُ لمفعولين في نَسَقٍ |
كمثل ظنَّ وأعطى بابها انقسما |
فباب أعطى كسا منه ومنه سقى |
كما تقول سقاك الله صَوْبَ سما |
ومنه أولى وأتى مثل قولهم |
أولاك ربي نعيمَ العيشِ والنِّعما |
كما تقول لمن تهوى النعيمَ له |
أنالك النِّعَمَ الوهابُ والنِّعما |
وبابُ ظنَّ رأى منه وخال وأن |
تَصِلْ بها عَلِمَ اذكر بعدها زعما |
وصل حسبت بها واعدد وجدت وكنْ |
لذكر ألفيتَ في ذا الباب مُتَّهما |
ما لم يكن ذاك وجداناً وموجدةً |
ولا التفاتاً وعرفاناً ولا تُهَما |
والناصباتُ لمجموع الثلاثة لم |
يكثرنَ فاصرف إلى إحصائها الهمما |
أرى الَّذي نقلته من رأى ألِفٌ |
ومثلها أعلمَ المنقولُ من علما |
ومثل حَدَّثَ أو أنبا وأخبر أو |
ما قيس من أوهم المشتقّ من وهما |
وقاسَ بالهمزةِ النقلَ ابنُ مسعدة |
في باب ظن وفيه خالفَ القُدَما |
والناصباتُ لأخبارٍ قد ارتفعت |
أسماؤها كلُّ فعلٍ ناقصٍ عُلما |
كمثل كانَ وأضحى ثم أصْبَحَ أو |
أمسى كقولك أضحى الزهرُ مبتسما |
وبات أو صار أو ظل الثلاثةَ صِلْ |
بها كقولك ظلَّ الغيمُ مرتكما |
وليس معناه جعل الانتفاءِ لما |
مضى لذاك عن التصريف قد حسما |
وعدِّ ما دام منها نحو قولك لا |
أسيرُ ما دام حرُّ القيظِ محتدما |
وكلُّ فعلٍ غدا إيجابه سلبا |
والنفيُ فيه وجوبٌ بعد ليس وما |
تقول ما زلت مفضالاً وما برحت |
منك السجايا تُوالي الجودَ والكرما |
ولست تنفكُّ محساناً وما فتئتْ |
يُمناكَ آسيةً بالجودِ مَن كُلِما |
والنصبُ في الخبر المنفيّ يوجبه |
ذوو الفصاحة من أهل الحجاز بما |
وتنصبُ في الخبر المنفيّ لات ولا |
والحينُ في لاتَ في الأخبارِ قد لزما |
والناصبات لأسماءٍ قد ارتفعَتْ |
أخبارُها أحرفٌ قد عدَّها العُلَما |
وهي الَّتي ذُكِرَتْ في باب إنَّ فلا |
معنى لكرِّ حرفٍ يورثُ السأما |
وانصبْ بلا الاسم وارفع ما غدا خبراً |
ولتجعل الاسم بالتنكير متسما |
وينصبُ الاسمَ من نادى وحَضَّ ومن |
أثنى وعظَّم أو مَن ذمَّ أو رحما |
وللنداءِ حروفٌ وهي يا وأيا |
وأي لمن قد غدا مدعوُّهُ أمما |
والهمزةُ انتظمتْ في سلكها وهيا |
ووا لندبةِ من قد فادَ واخْتُرِما |
ونصبُ الاسمِ بإلاّ واجبٌ أبدا |
في واجبٍ فالتزم في ذاك ما التُزِما |
وانْصبْ بها الاسم فيما قدَّموه وما |
قد ظلَّ منقطعاً منه ومنصرما |
وسِمْهُ بالنصبِ في ما تمَّ من سَلَبٍ |
من قبل إلاَّ إذا أحببتَ أن تَسِما |
وانصبْ كذاك بحاشا أو عدا وخلا |
ولا تكونَن في ما قلتُ مُتَّهِما |
والنصبُ في ما عدا أو خلا اقض به |
فكلهم لهما بالنصبِ قد جَزَما |
ولا يكون ليس انصب معاً بهما |
إذا غدا فيهما الإضمارُ مكتتما |
والقولُ في باب الاستثناء مُتَّسِعٌ |
وقد تخالفَ فيه الجلَّةُ الزعما |
وقد تبلَّه قومٌ فيه ولا سيما |
من عدّ بَلْهَ في الاستثناء ولا سيما |
وخافضُ الاسم حرفٌ للإضافة أو |
إضافةٌ دون حرفٍ فلتكنْ فَهِما |
كاللام والكافِ تشبيهاً ومِنْ وإلى |
وعن وفي وعلى ليس المُراد سما |
والباء والواو والتاء الَّتي أبداً |
تحالفُ الحلفَ باسم الله والقسما |
وربّ تخفضُ ما نَكرْتَهُ أبداً |
لا ما تميَّزَ بالتعريفِ واتسما |
ومذ ومنذ ابتداءً في الزمان كما |
مَنْ في المكانِ وقد جروا معاً بهما |
ومثل حاشا لمستثنٍ عدا وخلا |
قد استوى حُكْمُها خَفْضاً وحكمهما |
والجرّ عند هذيلٍ في متى لغة |
وذلك الحكم في استعمالها قدما |
وليس إضمار حرف الخفضِ مطرداً |
فلا تكوننَّ في الإضمارِ محتكما |
فلم يقس ذاك إلاَّ في مواضعَ قد |
خَصّتْ ومن عمَّ فيها كانَ مجترما |
فأضمِرِ الحرفَ في اسم الله في قسمٍ |
فذاك قد ظلَّ للإيجازِ مغْتَنَما |
والرفعُ في كلّ فعلٍ ذي مضارعةٍ |
بعاملٍ معنويّ سرُّهُ اكتتما |
وأحرفُ النصب أُحصيها على نَسَقٍ |
فلا تكنْ من توالي ذكرها بَرِما |
أن ثم لن ثمَّ حتَّى بعدها وإذن |
ومن يُحَصِّل معانيها فقد غنما |
واعدد لكيلا وكيلا ثم كيْ ولكي |
وليس تَمْنَعُ من نصبٍ زيادةُ ما |
ولامُ كيْ مثلُ لام الجحد ناصبةٌ |
ما كانَ في ذاك قانونٌ لينخرما |
والفاء والواو في غير الوجوبِ وأو |
ومَنْ يحققْ معانيها فقد فَهما |
وأحرفُ الجزمِ أُحصيها على نسقٍ |
فلا تكوننَّ ممنْ ملَّ أو سئما |
لا تجزمُ الفعلَ في نهيٍ وأدعيةٍ |
ولام الأمر تريك الفعلَ منجزما |
وفي ألمَّا ولمَّا ثم لم وألم |
بجزمِ منفيةِ الأفعالِ قد جَزَما |
وإن وإذما ومهما ثم من ومتى |
ومثل أنى وأيان وأين وما |
وأينما كيفما أو حيثما أتلُ بها |
وعدَّ أيا وأياماً وأيَّتما |
والأمر والنهي أو ما كانَ نحوهما |
جزم الجوابِ عليها طالما اغتنما |
والقولُ في ذكر ما للمعربات غدا |
علامةً في اسمٍ أو فعلٍ بها رسما |
فالرفعُ بالضمِّ في الفن الصحيح وما |
لا نونَ في جمعه والفعل قد علما |
والواوُ في خمسة السَّماء ترفعها |
كمثل ما ترفعُ الجمع الَّذي سلما |
تقول عمروٌ أبوه أو أخوه أتى |
فافترّ فوه من السرَّاءِ وابتسما |
وخولةٌ هام ذو مالٍ بها وصبا |
وجداً فغار حَمُوها منه واحتشما |
والرفعُ في كل ما ثَنيْتَهُ ألِفٌ |
ما اختلَّ في ذاك قانونٌ وما انخرما |
والنونُ في كل فعلٍ ذيَّلوه لها |
من بعدِ مَنْ قد غَدَتْ في رفعه علما |
والنصبُ بالفتح في ما ليس يلحقه |
مدُّ ونونٌ من الصنفين قد رسما |
وألحق الألفَ الأسماءَ خَمْسَتها |
في النصب تجلُ من الإلباس كل عمى |
والنصبُ بالكسرِ في تاءِ الجموع فكن |
لكل ما التزموا من ذاك مُلْتزما |
والحذفُ للنونِ في الفعل الَّذي رَدَفَتْ |
يُرَى بها الفعل منصوباً كما انجزما |
وسالمُ الجمعِ والاثنان نصبهما |
معاً وخفضهما بالياء قد رُسِما |
والخفضُ بالكسرِ في ما لم يُثَنَّ ولم |
يجمعْ بنونٍ ولم يَثْقُلْ ولا سُقِما |
والخفضُ في خمسةِ الأسماءِ عندهمُ |
بالياءِ قد صحَّ هذا الحكم وارتسما |
والخفضُ بالفتحِ في ما ليس منصرفاً |
ومنه قد أصْبَحَ التنوينُ منصرما |
وكلُّ فعلٍ بضمٍّ أَنْتَ ترفعُهُ |
فبالسكونِ لدى الإعراب قد جُزما |
وكلُّ معتلِّ فعلٍ فهو منجزمٌ |
بالحذف من لم يقل هذا فقد وهما |
وحكم بابٍ فبابٍ قد عزمتُ على |
تفصيلهِ فلتكن للفهمِ معتزما |
والقولُ في ذكرِ أحكامِ العوامل خذ |
فيه وخُضْ كلَّ بحرٍ للكلامِ طَما |
أصل الكلام ابتداءٌ بعده خبرٌ |
كلاهما ظلَّ فيه الرفع ملتزما |
فإن أتى ناسخٌ للابتداءِ غدا |
بحكمه غيرَ مُبْقٍ ذلك الحُكُما |
والناسخاتُ له أفعال أفئدةٍ |
وفعلُ نقصٍ وحرفٌ جمعها قسما |
فبعضها ينصبُ الاسمين في نسقٍ |
كمثلِ ظنَّ وما في سلكها انتظما |
وبعضها رافعُ اسمٍ ناصبٌ خبراً |
كمثل كانَ وما في بابها ارتسما |
وبعضها ناصبُ اسمٍ رافعٌ خبراً |
كمثل إنَّ وما في شعبها اقتحما |
والحقُّ في كل بابٍ أن يبين ما |
يحقُّ أن يُنْتَحَى فيه ويُلْتَزما |
والقول في الابتداء ابدأ به وبما |
يكونُ أصلاً وكنْ بالفرع مختتما |
فالابتداء كلا الاسمين مرتفعٌ |
به وإن كانَ في الثاني قد اخْتُصِما |
تفيد نسبة إخبار لمبتدأ |
معنًى إذا ارتبط اللفظان والتحما |
تفيد نسبة مجهولٍ لمعرفة |
معنى كقولك زيدٌ مكرمٌ حَكما |
ونسبة بين معلومين قد علمت |
تفيد إقرار من لم تدر ما كتما |
ونسبة بتن معلومين قد عرفا |
على الفراد تفيد الجمع بينهما |
ونسبةٌ بين مجهولين قد عدمت |
إحاطةً لم تفد فكرا ولا فهما |
وحق ما ابتُدِئَ التقديمُ عندهمُ |
وربَّما قدَّموا الأخبار رُبَّتما |
والمبتدا أخبروا عنه بما هو هو |
وما تضمنه أو ما قد التزما |
مما يشابه ذا أو ما يعادله |
كشأنِ أصْبَحَ فرداً ذاك أو أمما |
وبالمسببِ عنه والمضافِ له |
إن كانَ معناه من معناه منفهما |
وبالنقيض الَّذي منه يدال كما |
قالوا تحيته ضربٌ به ألما |
ومسندُ الخبر اقسمه لمنفردٍ |
لجامدٍ ولمشتقٍّ قد انقسما |
وجملة ناسبتْ ما خبروا هي أو |
ما ناسبته ولا التاطتْ به رَحِما |
والظرفِ بالحرفِ أو لا حرفَ يصحبُهُ |
في الوقتِ والأين مختصاً ومنبهما |
وكلّ ما جعلوا من جملةٍ خبراً |
فالمضمراتُ غدت في ربطها عصما |
فجملةُ الابتداء استعملتْ خبراً |
تقول زيدٌ أبوهُ كاسبٌ خدما |
وجملةُ الفعلِ في الإخبارِ واقعةٌ |
تقول صوبُ الحيا من جودك احتشما |
وجملة الشرط مما يخبرون به |
تقول زيد متى ما يقتدر رحما |
والفاءُ في الخبر المضحي له سبباً |
وصلٌ ووصفٌ لمنكورِ قد انبهما |
يجوز إلحاقها والفاءُ مَدْخلها |
في غير ذاك من الأخبارِ قد حُرِما |
وإن جعلت اسم موصول له خبراً |
لم تلفِ فيه لحرف الفاء مقتحما |
وقد تُفَضَّلُ أخبارٌ مُرَتبةٌ |
من ابتداءاتها قد قوبِلَتْ بلما |
تقول نطقي وفكري والبنانُ تلا |
وصاغ واختطَّ في أمداحك الكلما |
وكم وكم خبرٍ تلفيه مُزدوجاً |
من موجبين ومنفيين قد لئما |
فمثل قولك حلوٌ حامض هو لا |
حلو ولا حامض في ذوق من طعما |
واحذف إذا اشتركَ الاسمانِ في خبرٍ |
مما عطفت فذو التسديد من خرما |
وجئ بمشتركِ الأخبار منفرداً |
وقل عليُّ وعمروٌ مكرمٌ قُثَما |
وخذ بما شئته من قولهم عمرٌ |
وصالحٌ صالح أو صالحان هما |
وحقُّ ما ابتدئَ التعريفُ عندهم |
وقد يكون له التنكير ملتزما |
وللبداية بالتنكير أمكنةٌ |
منهنَّ في خبرٍ في العيد عدُّكما |
وفي تعجبٍ أو شرطٍ ومسألةٍ |
بذاك واضعُ حُكمِ اللفظِ قد حكما |
وفي جوابٍ وفي نفيٍ وأدعيةٍ |
بذاك واضعُ حُكمِ النطق قد حتما |
وفي مفاضلةِ الأنواع قد بدءوا |
به وما ظلَّ بالتفضيل منقسما |
وفي مظنة تنبيهِ السميع على |
ما ظلَّ مستشعراً أو كانَ متهما |
وأبدأ بما خَصَّصَتْ تنكيرَهُ صِفَةٌ |
فلم يكن بعد تخصيصٍ لينبهما |
وابدأ بأخبارِ ما في حُكمِ معرفةٍ |
واسمٍ وأردفْ لغيرِ الاسم مختتما |
وإن سواءً وسيانَ ابتدأتهما |
فلتجعلِ الخبرَ الفعلين بعدهما |
تقول سيانِ أوْلى أو لوَى زمني |
في ظلّكم وسواءٌ ضنَّ أو كرما |
أي لا أُبالي وسقيا جودكم أحبا |
دهري مواهبَ أم لم يحبني وجما |
وإن بأمْ ألف استفهامٍ اقترنت |
في الجملتين فذاك الحُكْمُ حكمهما |
ولا تعرف لما نكرته خبراً |
فالقول منه بعكسِ الوضع قد عُصِما |
وإن تَسُقْ غيرَ وصفِ الشيء عن خَبرٍ |
له فأبرز من الأضمارِ ما اكتتما |
تقول أسماءُ عبد الله مضمرةٌ |
هي اعتناءٌ به إن ضيمَ واهتُضِما |
وأضمرِ المبتدأ للاختصار إذا |
ما شئتَ واحذف من الأخبار ما علما |
ولتجعلِ الحذفَ أيضاً في الجواب على |
سؤالِ مستفهمٍ مستخبرٍ لعمى |
وبعد لولا احذفِ الأخبارَ مكتفياً |
بالفهم فيها وللإيجاز مغتنما |
والحالُ عن خبرٍ مما تنوبُ إذا |
إضمار إذ وإذا من قبلها لزما |
مع المصادرِ عند الابتداء بها |
تقولُ عهدي بعبد الله مبتسما |
والعربُ قد تحذفُ الأخبار بعد إذا |
إذا عَنتْ فجأة الأمْرِ الَّذي دهما |
وربَّما نصبوا بالحال بعد إذا |
وربّما رفعوا من بعدها ربَّما |
فإن توالى ضميران اكتسى بهما |
وجْهُ الحقيقةِ من إشكالهِ غمَما |
لذاك أعيت على الأفهام مسألةٌ |
أهدتْ إلى سيبويه الهمَّ والغُمما |
قد كانت العقربُ الهوجاءُ حسّبها |
قدماً أشدَّ من الزنبور وقعَ حما |
وفي الجواب عليها هل إذا هو هي |
أو هل إذا هو إياها قد اختصما |
وخطّأ ابن زيادٍ وابن حمزة في |
ما قال فيها أبا بشر وقد ظَلما |
وغاظ عمراً عليٌّ في حكومته |
يا ليته لم يكن في أمره حكما |
كغيظِ عمروٍ علياً في حكومته |
يا ليته لم يكن في أمره حكما |
وفجع ابن زيادٍ كلَّ منتخب |
من أهله إذ غدا منه يفيض ذما |
كفجعةِ ابن زياد كل منتخب |
من أهله إذ غدا منه يفيض ذما |
فظلّ بالكرب مكظوماً وقد كربت |
بالنفسِ أنفاسُهُ إن تبلغ الكظما |
قَضَتْ عليه بغيرِ الحقّ طائفة |
حتَّى قضى هدَماً ما بينهم هدما |
من كلِّ أجورَ حكماً من سدومَ قضى |
عمرو بن عثمان مما قد قضى سدما |
حسادة في الورى عمت فكلهمْ |
تلفيه منتقداً للقول منتقما |
فما النُّهى ذمماً فيهم معارفها |
ولا المعارفُ في أهلِ النهى ذمما |
فأصبحتْ بعده الأنفاسُ كابية |
في كل صدرٍ كأن قد كُظَّ أو كُظِما |
وأصبحت بعده الأنقاسُ باكيةً |
في كل طِرْسٍ كدمع سحّ وانسجما |
وليس يخلو امرؤ من حاسدٍ أضِمٍ |
لولا التنافسُ في الدنيا لما أضما |
فكم مصيبٍ عزا من لم يصبْ خطأً |
له وكم ظالمٍ تلقاه مظّلما |
والغبن في العلم أشجى محنةٍ علمت |
وأبرحُ الناسِ شجواً عالمٌ هُضِما |