بحول إلا هي لا بحولي وقوتي |
وتوفيقه أظهرت بالسيف دعوتي |
ولست كما قال الجهول بأنني |
سموت إلى العليا بعز ومنعة |
ولكنه ما قام إلا للذة |
وإلا لختل أو لاظهار سمعة |
وما قمت والرحمن إلا لقوله |
تعالى تعالى كنتم خير أمة |
إلى قوله سبحانه جل ولتكن |
إلي الخير منكم أمة يا بريتي |
فقمت ذليلاً خاضعاً متواضعاً |
مجيباً لذي الآلا بخوف ورغبة |
وقطَّمت لذاتي وصرمت شهوتي |
وفارقت أحبابي وخليت خلتي |
وحسّرت يوم الحرب عن ساعد الوغى |
وجردت سيفي واختطمت بعزمتي |
وقابلت أبواب الحروب مفتّحاً |
لأقفالها كيما أصادف منيتي |
إذا كان بيع النفس أرفع رتبة |
رفعت ببيع النفس في الحق رتبتي |
وتعلم أيضاً أنني لو أنتها |
لما بعتها بيع الحكيم بجنة |
فلا تحزني أن التوكل مغفري |
ودرعي يقيني والحقيقة جنتي |
وفي الكف مني كالشهاب مهند |
ويوم سعودي يوم ألقى منيتي |
ويوم أرى الحوراء تمسح غرتي |
شهيداً أو السيدان تنهش جثتي |
ولو أن أهل الأرض طراً تألبوا |
علي لما هالوا فؤادي بكثرة |
واكثر ما يقضون أن حان مقتلي |
ولفحة نار شر من ألف قتلة |
فكيف وما منها خروج لداخل |
وتقصر عن أوصافها كل شدة |
أبعد تلوّ الذكر يا سلم أبتغي |
نذيراً وفيه كل وعظ وعبرة |
فلا كنت يا سلمى غذ لم تصدني |
زواجره عن كل إِثم وزلة |
وما زهرة الدنيا وإن جل قدرها |
ولذاتها إلا كخطفة لحظة |
وما تقتل المغرور إلا إذا رآى |
بشاشتها أو كان في حال غبطة |
ينافس فيها كل رذل وأحمق |
وطلقها الأكياس من غير رجعة |
وما مؤثر الدنيا بأكبر منزل |
لدى اللّه من قرد وكلب وقملة |
ومن خاف غير اللّه كان كأنه |
على جرف هار فخرَّ بتعسة |
أذل لذي الآلاء ذل تعبد |
وما لأعاديه اقرُّ بذلة |
متى رضيت نفسي المذلة ملبساً |
كبيراً وفي حالات صغري وصبوتي |
سلي هل رأتني مرغماً غير كاشح |
أداهن في عيشي لترغيد عيشتي |
وإني امرؤ لا أبشر النفس بالنجا |
ولا الفوز إلا يوم أبلى بمحنتي |
الما تريني يوم درات رحا الوغى |
وعز الوفا فيها وفيت بعقدتي |
وما هالني بحر الحروب وقذفه |
بموج البلا يوم استطار بعقوتي |
وكم عذلتني العاذلات مخافة |
علي ويأبى ذاك عزمي وهمتي |
تنافسني الأشرار لما تلذذت |
وفضلي على الأشرار صرمي للذتي |
وما تكشف الغما بغير جسارة |
ولا تدرك العليا بإيثار شهوة |
الارب يوم قد قمعت منافقاً |
أخا عثوة سكران من شرب قهوة |
وقوم سعوا في الأرض بالبغي والطغى |
خضبت سيوف الند منهم بحمرة |
وما أمة تدعى لحق فأعرضت |
بعصيانها إلا أبيدت بنقمة |
وعين سليمى قد تنام وإنني |
أبيت كأني شارب سم حية |
وصدري كالحران من حر جمرة |
وعيناي مكحولان أيضاً بحمرة |
تقول سليمى لي غلظت على العدا |
ولم تدر ما أكننت من فظ غلظة |
فقلت لها يا سلم كفي فإنني |
أروض طغاة تائهين بنخوة |
وما ينزل النخوات إلا فظاظة |
وغلظة ليث مثل جلمود صخرة |
ولا يقهر الطغيان بعد طماحة |
سوى وقعات وقعة بعد وقعة |
بيوم وأيام وشهر وأشهر |
وحول وأحوال وجيش وغزوة |
ألم تعلمي أن السيوف إذا بدا |
تألقها لانت بها كل قسوة |
وإن أحدرت في هام كبر ونخوة |
تحدر عنها كل كبر ونخوة |
أهالك مني قتل عشرين فاسقاً |
ذلالاً قلالاً من قلال أذلة |
كأنك إِذاً لا تعلمين بسيرتي |
ولم تعرفي عزمي ولا كبر همتي |
أنا الرجل الصدق الذي تعرفينه |
وما كنت في أمس عرفت خليقتي |
أأم قلت ما قد قلت بالصدق إنني |
غلظت وما تعنين إلا لفترتي |
رويداً فإني اليوم إن كنت واقفاً |
فذلك يا سلمى لتبليغ حجتي |
وإني إِذا قاتلت قوماً فإنني |
أقاتلهم واللّه حزبي ونصرتي |
سأكشف كرب المرملين بعزة |
إِذا ما كسوت المعتدي ثوب كربة |
سأنبيك أما عشت دهر أو إن أمت |
فما يجهلن ما كان من عزم مرّتي |
على أن دين الحق ديني وإنني |
أبين منه أحرفاً في قصيدتي |
أقول بأن لا حكم إلا لذي العلا |
ولا طاعة طراً لراكب حرمة |
أرى الناس أما بين كافر نعمة |
وعابد أوثان إِلى أهل ذمة |
وسلطان جور والذي في ضلاله |
يشك ومن قد مدّ ذاك بعصمة |
وإن جهاد العالمين فريضة |
إِذا وجدوا إمكان زاد وعدة |
وكان كنصف المبطلين عديدهم |
فإن قعدوا مع ذاك باؤا بسخطة |
بعقد امام عادل عن مشورة |
يقيم حدود اللّه فيهم بفطنة |
وحرب أولي التوحيد فرض إِذا بغوا |
أو اغتصبوا أمر الشراة الامرّة |
وإن ركبوا للّه حدا وخالفوا |
إمام الهدى أو جددوا عقد بيعة |
كذلك نجزي الفاسقين بقطعنا |
مواردهم مع قطعنا كل لينة |
ونصرم حبل المفسدين إِذا عثوا |
بهز الرماح السمر والمشرفية |
وسبي دراريهم وغنم رجالهم |
حرام وأيضاً قتلهم قبل دعوة |
سوى ما أصبنا من كراع وعدة |
إذا ما استبلناها لذي كل فتنة |
وإن ماتت الأوبار في حالة حربهم |
فلا غرم فيما قال جمهور دعوتي |
وحجتهم في ذاك إن لهم إذا |
أرادوا فناها عقَّروها بضحوة |
وإن مسنا في الحرب حاج لمركب |
أخذنا دواب الحاضرين بأجرة |
وكل زمان بعد ذاك فإنما |
له حكم إن كان من أهل حكمة |
وأما النصارى واليهود فإننا |
نكف الأذى عنهم بإعطاء جزية |
وإن حاربوا طابت وحلت دماؤهم |
وأجلاؤهم مع كل طفلٍ وطفلة |
إلى أن يقروّا بالنبيْ محمد |
وما جابه حقاً يقيناً ببينة |
وسبي دراري المشركين ومالهم |
وقتلهم حلَّ بسر وجهرة |
إلى أن يطيعوا المسلمين ويخرجوا |
من الشرك للاسلام مع حسن نية |
ومن تاب من كل الخلائق لم يصب |
بسوء فيما طوبى لمن جا بتوبة |
إِذا كان ذاك التوب قبل اقتدارنا |
عليه وإلا كنت فيه بخيرة |
وقتل مولّ قد يخاف رجوعه |
حلال وقتل العائدين بغرّة |
ومن فر يوم الزحف إِلا تحرُّفاً |
إلى حزبنا قد باء حقاً بلعنة |
كذاك موالاة الولي لذي العلا |
تلقي أعاديه بغيظ وبغضة |
عدوي عدو اللّه من كان في الورى |
وإن كان من أبناء عمي وعترتي |
وأقربهم عندي الولي له ولو |
تباعد عن عيني وداري ونسبتي |
ولست أخيف الامنين إِذاً ولا |
أسائلهم عن مالهم قدر حبة |
سوى حق ذى الآلآء في مال خلقه |
سأجريه مجراه بأحسن قسمة |
وإن لم أطع ذا العرش جل وأحمدا |
فمالي حق طاعة في رعيتي |
وإني بتحريم الفواحش كلها |
أدين وقذف المحصنات بريبة |
وتحريم كل الظلم مع كل مسكر |
وكل قمار واحتيال وغيلة |
وتحريم نوح النائحات ولطمها |
خدود أو شق الجيب عند مصيبة |
كذلك جز الشعر أيضاً محرم |
كذاك الدعا بالويل مع كل رنة |
وتضرب ذات الدملجين خمارها |
على جيبها كي لا يبين لمقلة |
وتدني من جلبابها فوق درعها |
وتستر منها كل زين وعورة |
سوى خاتم في الكف أو كحل عينها |
وتقعد في البيت الستير بعفة |
ولا تخضعن بالقول يوماً لجاهل |
مريض فترمى هي وذاك بتهمة |
وخذها وخذها ثم خذها فإنها |
طريقة أسلافي الأولى وطرقتي |
مسية من سيرة أي سيرة |
فخذها فقد دلت على حسن سيرتي |
وإن سأل يوم سائل كم عديدها |
فقل مائة كي لا تغال بسرقة |
بتاريخ شوال وفي عام أربع |
وخمسين تقفوا أربعاً من هنيدة |
ولولا اضطراري للمقال لأنه |
ينبه أقواماً قصرت أعنتي |
كذلك لما قيل أن محمداً |
يهزه حسان بعثت مطيتي |
عليه سلام اللّه مني تحية |
تحية ودّ من أكيد مودتي |
ارجي به من ذي المعارج والعلا |
جزاءً بغفران وعفو ورحمة |