الصبر في الملك الديان مفروض |
فاصبر فإن سبيل الحق مبغوض |
ما دام أهل التقى لم تعل رايتهم |
أهل الطغى فهم القوم المباغيض |
كان النبيء وكان الوحي يرشده |
يلقى الأذى وله في الصبر تحريض |
كم مرة ذرفت بالدمع مقلته |
اذغال صحبته وطي وترميض |
لو عاين السفها يوماً وقد خضبت |
بالفرث لمته والسن مرضوض |
حتى مضى بلد الأحباش أكثرهم |
والمصطفى أعفر الخدين مركوض |
أو عاينوه وقد حل العصاة به |
في الغار والصاحب الصديق معضوض |
أو شاهدوا بحنين كيف كان وما |
صالى وما فعلت في جيشه البيض |
أو حين عاد عن البيت العتيق على |
قسر وعارضه في ذاك تعريض |
أو حين قال له أهل النفاق بها |
في وعد ربك يا كذاب تمريض |
أو حين قال وقال المسلمون له |
نصر الاله متى والدين معضوض |
لو أن دعوته في الأرض قد عمرت |
عشراً للعلم المختار مكضوض |
لم يستمر إِمام ناله وصب |
أو ناله لكلام الهجر تمضيض |
من بعد ما علموا علم اليقين معاً |
بأن مطلبه نصح وتحضيض |
لكن عنت لهم الأخيار واتعظت |
فالعهد من خدع الأشرار منقوض |
واليوم إِن ضحك الكفار أو سخروا |
فأعلم بأن غداً هم هم مداحيض |
إِن يسخروا بالاه العالمين ففي |
قعر الجحيم لهم لفح وتقضيض |
بعد العذاب بأيدي المؤمنين إِذا |
ما المرهفات لها في الهام تقويض |
كم قابل لسبيل الحق منك غداً |
قد رده سفهاً والحق مبغوض |
فاصبر على السفها صبر الكرام وكن |
جلداً فذكرك للشكواء مرفوض |
حتى ترى فرجاً من واحد أحد |
كل الخلائق في يمناه مقبوض |
هذا بقة من كل الأمور له |
والخلق ثم إِذا ما خاف تهضيض |
واقرا السلام على المختار سيدنا |
إِن السلام على المختار مفروض |