على القلب جل الشوق يسعى وخيَّما |
وكان به عشق فصار متيّما |
وما ذاك والرحمن عشق لغادة |
خدلَّجة كالعاج صفواً ولا لما |
يهيم به المفتون من شرب قهوة |
وعزف قيان أو لطبل ترنما |
ولكن لعزف الخيل يوماً بوقعة |
ترى الطفل فيها بالقتير معمما |
تصول بها الأبطال نصراً لدينهم |
وتملا رحاب الأرض بالفرث والدما |
فتلك التي واللّه يصبح بعدها |
أخو الحسد المذموم بالكبر مرغما |
ويعلم أن الحق مذ كان لم يكن |
بغير العوالي والعناجيج والكما |
وأن له بالسيف عزاً ومنعة |
إِذا سل يوماً أصبح الدين قيما |
وأن رسول اللّه أسر عصبة |
ببدر ولم يثخن فصار ملوَّما |
لقول إلهي جلّ كاد عذابنا |
يمسكم لولا كتاب تقدما |
وإِن هجوم المسلمين مصوَّب |
على كل من ناوى وعاش محرّما |
وإن عليّ بن الحصين إِمامنا |
رآى قتل أهل البغي في اللّه مغنما |
لقد قال يوماً في قديد لجيشه |
أجيزوا على من فرّ أو كان مجثما |
كذا قال للمختار في آل مكة |
أطعني ولا ترجم بقولي فتندما |
وكل زمان فيه حكم وإنهم |
يخونونك الميثاق والعهد والدما |
فلو كان في الأحيا أبو الحرّ لم ينم |
ولم تضمن الأجفان أسيافنا الظما |
ولا قهرت أيتامنا وضعافنا |
ولا كان فينا منهج الحق أطسما |
ولكنه ولّى وأصبح بعده |
رجال يرون الذل في السلم سلَّما |
أولئك أقوام شروا وتخيروا |
بأخراهم والعدل والدين درهما |
أولئك أقسا من حجار جلامد |
وأضعف من دم إِذا ما تسقَّما |
أولئك والرحمن عن أخذ رأيهم |
نهاك ابن محبوب وقد كان محكما |
أقول لمن أضحى ضنيناً ودّاً بعرسه |
وقرَّ بها واكتن عني وخيّما |
وعزز أهل الفسق ودّاً وخيفة |
ولم يخش رحماناً له الأرض والسما |
وحاول ذم الدين إِذ لم يجد له |
سوى الطعن فيه مستلاذاً ومعصما |
تعلى إلي نحو الامام فإنه |
إِذا زاغ شبراً عاد إِن كان مسلما |
وقام بما حمّلته متكرماً |
وكنت لديه في الوغى منقحما |
وإن كنت في الاسلام أثبت مطعناً |
فحسبك ما قد صرت فيه من العما |
فليس الذي أصبحت فيه بهين |
ولكنه واللّه أصبح معظما |
أغرك لما صرت بالبعد خالياً |
فما قل من أضحى خلياً ومفحما |
فأيّ زكاة أو جهاد وأيمَّا |
نكاح وقد أصبحت عندي مذمما |
إذا غللت كف بمنع زكاتها |
والقائها سيف البلا إذ تصرما |
ستلفح نار الخلد وجهاً عن الهدى |
لوى حسداً من بعد ما كان أقسما |
دع الطعن في الاسلام واحذر عواقباً |
تحلك دار الفاسقين جهنما |
دع الحسد المذموم والكبر إنني |
أراك حريصاً أن أكون محرما |
ذكرت بأني لا أبالك مجرم |
بتركي لغسل الناكثين تغشما |
ولم ترتقب إلا ولا ذمة ولم |
تكن في الذي قد رمته متوسما |
أكنت بصفين فشاهدت غسلهم |
أأم بقديد كنت إذ رمت مكلما |
ألما يقل ذو العرش في قوله ولا |
تصل على من مات منهم فاعلما |
وهل فعلوا غير القعود بأرضهم |
خلاف رسول اللّه إذ سار وارتمى |
كأنك لم تعلم بأني عالم |
بسيرة أهل العدل ممن تصرما |
وهل أنا إلا تابع لسبيلهم |
وهل لي إلا منهج الحق منتمى |
رأيت صلاح الدين فيما أتيته |
وذو العرش علاّم بما بان وانتمى |
وليس لمأموم إذا ما أمامه |
أشار بشيء أن يقول لما وما |
كفاك لأني تبت لما تركتهم |
عن الصلت يوماً حين كنت موهما |
أعيذك بالرحمن يا من تعذرت |
عليه لفوظ الخير أن يمسك الفما |
فما قمت في أمس فنرجوك في غد |
ولم تترك الأهوا فتدعا مكرَّما |
وخذها ففيها مستلاذ وعصمة |
لمن حث في حرب العداة وصمما |
ولكنها تسقي الحسود ومن سقى |
عقول ضعاف الدين بالشك علقما |
على أنني أحكمتها وجعلتها |
لقطع المعاذير المخلات مصرما |
لكي لا يموت الدين بعد أولي النهى |
لقول ضعيف مفتن إن تكلما |
وسميتها الزهراء لما تألقت |
وصارت لأهل الدين والعلم معلما |
وأتممتها بالشكر والحمد والثنا |
لرب حباني بالجهاد وأكرما |
ونزهني عن وصف من كان عابداً |
على جرف هار وزار جهنما |
وأيدني نصراً بأكرم أمة |
رعية وادي حضرموت المنظما |
ولكن ترى فيهم على الأرض أنجما |
كما قد ترى في الجو بالليل أنجما |
سلام على الاخوان في الدين أينما |
تولوا لسفر أو أرادوا مخيما |
وصلى على المختار أحمد ربنا |
وصلى عليه ثم صلى وسلما |