لا الصّبرُ ناصرُهُ إن ضامه كمَدٌ |
يومَ الرّحيل ولا السّلوانُ مُنجِدُه |
فلم أطاع عذولاً ما يسهِّدُه |
إذا غفا كلُ طرْفٍ ما يسهِّدُهُ |
هل حلّ بالعَذْلِ لاحٍ من أخي كمَدٍ |
ما ظلّ بالحبّ داعي الوجد يعقِدُه |
لولا الغُرورُ وما تجْني مطامِعُه |
لذَمّ طيْفَ الكرى من باتَ يحمَدُه |
وكلّ من لا يرى في الأمر مصدَرَهُ |
قبل الوُرودِ أراهُ الحتْفَ مورِدُه |
كحائنٍ ظنّ مولانا العزيز على |
إمهالهُ مُهمِلاً من بات يرْصُدُه |
الصّادق العزمِ لا جبنٌ يريّثُه |
إن رامَ أمراً ولا عجزٌ يفنّدُه |
في كلّ يومٍ له حمدٌ يجمّعهُ |
بما توخّاهُ من مالٍ يبدّدُه |
جمُّ المواهبِ ما ينفكّ من سرَفٍ |
لُجَينُه يشتكي منه وعسجَدُه |
غمْرُ الرِّداءِ وَهوبٌ ما حوته على ال |
أيّام من طارفٍ أو تالدٍ يدُه |
يعتدّ بالفضلِ للعافي ويشكرُه |
كأنّ عافيهِ يحبوهُ ويرفِدُهُ |
موفّقُ السّعي والتّدبيرُ منجِحُه |
وثاقبُ الرّأي في الجُلّى مسدّدُه |
حسنُ الرّشادِ له فيما يحاولُه |
من المقاصد هاديه ومُرشدُهُ |
فما يَطيشُ له سهمٌ يفوّقُه |
في كل ما يتحرّاهُ ويقصِدُه |
إذا تماثلتِ الأحسابُ فاخرةً |
أضاء في الحسَبِ الوضّاحِ محتِدُه |
يُزْهى بجدّيْنِ أضحى سامياً بهما |
فما ترى عينُه من ليس يحسُدُه |
يا أحمدُ الحمدُ ما أصبحت تكسِبُه |
بالفضلِ والفضلُ ما أصبحت توردُه |
ليَهْنِ مجدَك نُعمى ظلّ حاسدُها |
يغيظُه ما رأى منها ويُكمدُه |
جاءتك تسحَبُ ذيلَ العزّ من ملِك |
ما أيّد اللهُ إلا من يؤيّدُه |
لم يلقَ غيرَك كُفؤاً يرتضيهِ لما |
إليك أضحى من التّدبيرِ يُسندُهُ |
ألقى إليكَ زِمام الأمرِ معتقداً |
أنّ الأمانةَ فيمن طاب مولدُه |
فاجعَلْ عِياذَك شكرَ الناسِ تحرزُه |
وانظرْ لنفسك من ذكرٍ تخلّدُه |
وليَهْن جدَّك أعداءٌ ظفِرتَ بهم |
وقد عراهم من الطّغيانِ أنكدُه |
نوَوْا لك المَكرَ غدراً فاستزلّ لهم |
عن ذاك أيمنُ تدبيرٍ وأحمدُه |
من كلّ أخيبَ خانته مكايدُه |
فيما نواهُ وأرداهُ تردّدُه |
ما أبرموا الرّأيَ في سوء بغوْك به |
إلا وعاد سحيلاً منك مُحصَدُه |
ولا ورى زندُ كيدٍ منهمُ أبداً |
إلا وحدُّك بالإقبالِ يُصلِدُه |