لا تَحسَبي شَيبَ رَأسي أَنَّهُ هَرَمُ | |
|
| وَإِنَّما أَبيَضَّ لَمّا اِبيَضَّتِ اللِمَمُ |
|
وَلا تَظُنّي نُحولَ الجِسمِ مِن أَلَمٍ | |
|
| فَالهَمُّ يَفعَلُ مالا يَفعَلُ الأَلَمُ |
|
كَتَمتُ حُبَّكِ دَهراً ثُمَ بُحتُ بِهِ | |
|
| وَسِرُّ كُلِّ مُحِبٍّ لَيسَ يَنكَتِمُ |
|
عَذَّبتُمُ بِالهَوى قَلبي وَلا عَجَباً | |
|
| أَن شَرَّقَ الماءُ وَهوَ البارِدُ الشَبمُ |
|
وَشَفَّ ما في ضَميري مِن مَحبَّتِكُم | |
|
| وَإِنَّما شَفَّ لَمّا شَفَّني السَقَمُ |
|
ضِنّي بِوَصلِكِ أَو مُنّي عَليَّ بِهِ | |
|
| فَواحِدٌ عِنديَ الوِجدانُ وَالعَدَمُ |
|
ما أَقبَحَ العِرضَ مَدنُوساً بِفاحِشَةٍ | |
|
| يَخُطُّها اللَوحُ أَو يَجري بِها القَلَمُ |
|
وَالحُسنُ لا حُسنَ في وَجهٍ تَأَمَّلُهُ | |
|
| إِن لَم تَكُن مِثلَهُ الأَخلاقُ وَالشِيَمُ |
|
وَلِلشَبِيبَةِ بُنيانٌ تُكَمِّلُهُ | |
|
| لَكَ الثَلاثونَ عاماً ثُمَّ يَنهَدِمُ |
|
وَمَن يَكُن بِأَبي العُلوان مُعتَصِماً | |
|
| فَإِنَّهُ بِحِبالِ اللَهِ مُعتَصِمُ |
|
مُبارَكُ الوَجهِ صاغَ اللَهُ طِينَتَهُ | |
|
| مِن طينَةٍ مِنها الجُودُ وَالكَرَمُ |
|
تُريكَ هَضبَ هُمامٍ في حِجى مَلِكٍ | |
|
| مِن آلِ مِرداسَ في عِرنينهِ شَمَمُ |
|
أَغنى الجَزيرَةَ لَمّا أَن أَقامَ بِها | |
|
| عَن أَن تُشامَ لَها الأَنواءُ وَالدِيَمُ |
|
وَأَمَّنَ اللَهُ أَهلَ الرقَّتينِ بِهِ | |
|
| أَن يَستَبِدّ بِهِم ظُلمٌ وَلا ظُلَمُ |
|
جَنابُهُ لَهُمُ رِيفٌ وَجانِبُهُ | |
|
| مِنَ المُلِمِّ الَّذي يَخشونَهُ حَرَمُ |
|
ظَنَّ الأَعادي بِهِ ظَنّاً فَأَخلَفَهُ | |
|
| لَمّا اِلتَقوا وَعُبابُ الظُلمِ يَلتَطِمُ |
|
رَماهُمُ بِليوثٍ لَو رَمى بِهِمُ | |
|
| دَعائِمَ الطَودِ لَم تَثبُت لَها دَعَمُ |
|
وَفِتيَةٍ كَاللُيوثِ الغُلبِ لَيسَ لَهُم | |
|
| إِلّا السَنَوَّر أَغيالٌ وَلا أَجَمُ |
|
شابَت نَواصي الوَغى مِنهُم فَهُم عَجَمٌ | |
|
| وَعُودُهُم غَيرُ خوّارٍ إِذا عُجِمُوا |
|
مِن حَولِ أَروَعَ تُغنيهِم مَهابَتُهُ | |
|
| عَنِ السُيوفِ الَّتي أَغمادُها القِمَمُ |
|
حَتّى إِذا اِشتَجَرَ الخَطّيُّ بَينَهُمُ | |
|
| تَبَيَّنَ القَومُ أَيُّ الحاضِرينَ هُمُ |
|
في مَأزِقٍ زُوِّقَ المَوتُ الذُعافُ بِهِ | |
|
| وَشابَتِ العُذرُ مِمّا تَنفُضُ اللُجُمُ |
|
لَو كانَ غَيرُ اِبنِ فَخرِ المُلكِ حارَبَهُم | |
|
| لَم يَنهَهُ عَنهُمُ قُربى وَلا رَحِمُ |
|
وَإِنَّما حارَبُوا قَرماً يَعُوذُ بِهِ | |
|
| خِيَمٌ كَريمٌ وَلَحمٌ طَيِّبٌ وَدَمُ |
|
وَآلُ مِرداسَ خَيرُ الناسِ إِن رَحَلوا | |
|
| وَإِن أَقامُوا وَإِن أَثَروا وَإِن عَدِمُوا |
|
لا يَبخَلونَ بِمَعروفٍ إِذا سُئِلوا | |
|
| وَلا يَخِفُّونَ عَن حِلمٍ إِذا نَقِمُوا |
|
تَعَلَّموا كُلَّ فَضلٍ مِن نُفوسِهِمِ | |
|
| فَما يُزادونَ عِلماً فَوقَ ما عَلِمُوا |
|
لَو شاهَدَ اِبنُ أَبي سُلمى مَكارِمَهُ | |
|
| لَكانَ غَيرَ كَريمٍ عِندَهُ هَرِمُ |
|
وَلَو رَأَى حاتمُ الطائِيُّ فَضلَهُمُ | |
|
| لَقالَ مِن آلِ مِرداسٍ بَدا الكَرَمُ |
|
يُصَغِّرونَ عَظيماً مِن مَحَلِّهِم | |
|
| فَكُلَّما صَغَّرُوا مِن قَدرِهِم عَظُمُوا |
|
سَمادِعٌ شَيَّعوا ذِكري بِذِكرِهِمُ | |
|
| فَصرتُ أُعرَفُ بِالوَسمِ الَّذي وَسَمُوا |
|
يا مَن يُحَمِّلُّ مِن شُكري لِنِعمَتِهِ | |
|
| حِملاً تُحمِّلُ مِثلي مَثلَهُ الأُمَمُ |
|
إِنّي وَزَنت بِكَ الأَملاكَ قاطِبَةً | |
|
| فَما وَفى بِكَ لا عُربٌ وَلا عَجَمُ |
|
ما صَحَّ مَذهَبُ أَهلِ النَسخِ عِندَهُمُ | |
|
| إِلّا بِأَنَّكَ أَنتَ الناسُ كُلُّهُمُ |
|
جَمَعتَ ما في جَميعِ الناسِ مِن كَرَمٍ | |
|
| فَالفَضلُ عِندَكَ مَجموعٌ وَمُقتَسَمُ |
|
أَفدي بِنَفسي نَفيسَ النَفسِ عادَتُهُ | |
|
| أَن لا يُذَمَّ لَهُ فِعلٌ وَلا ذِمَمُ |
|
أَزُورُهُ وَبِوُدّي لَو مَشى بَصَري | |
|
| عَنّي وَلَم يَمشِ لي ساقٌ وَلا قَدَمُ |
|
وَلَو قَدِرتُ لَما زارَت مُقَفِّلَةً | |
|
| إِلّا بِخَدّي إِلَيهِ الوُخد الرُسُمُ |
|
كَرامَةً لِكَريمِ الخيمِ ما كَبُرَت | |
|
| إِلّا لَهُ عِنديَ الآلاءُ وَالنِعَمُ |
|
فَسَوفَ أَشكُرُهُ حَيّاً وَتَشكُرُهُ | |
|
| عَنّي إِذا ما ثَوَيتُ الأَعظُمُ الرِمَمُ |
|