زهرن فاعْجَبْ لروض ماله زَهَرُ | |
|
| إِلا المباسِمُ والأَلحاظُ والطُّرَرُ |
|
ولا تَقُلْ لَهَبُ الوَجْنَاتِ يُحْرِقُها | |
|
| فللعذارِ على أَرجائِها نَهَرُ |
|
أَعْجِبْ بها غُرَراً مالَتْ محاسِنُها | |
|
| بالنفس يَحْمَدُ في أَمْثَالِهَا الغَرَرُ |
|
سَفَرْنَ والليلُ طِرْفٌ أّدْهَمٌ فَجَرَتْ | |
|
| فيه الحجولُ من الأَنوارِ والغُرَر |
|
وقمنَ يحمِلْنَ في الأَجفانِ مَرْهَفَةً | |
|
| لو كانَتِ البيضَ قلنا إِنَّها البُتُر |
|
وكان من فِعْلِها بالسحرِ أَن هَجَمَتْ | |
|
| على العشاءِ بما يأْتي به السَّحَرُ |
|
فما ارتَقَيْتُ الدَّرَارِي إِذْ سهِرْتُ لها | |
|
| إِلا لأَصدافِ يَمٍّ كلُّها دُرَر |
|
ولا اجتلَيْتُ بدورَ الأُفْقِ عن كَلَفٍ | |
|
| إِلا لِمَنْ أُتْلِفَتْ في صَوْنِهِ البِدَرُ |
|
وفي الحشا والحشايا صَبْوَةٌ كبِرَتْ | |
|
| فزادَها عُنْفُواناً ذلِكَ الكِبَرُ |
|
تورى زنادَ اشتياقٍ ما استطارَ به | |
|
| لي من مَشِيبي ولكن أَدْمُعِي شَرَرُ |
|
وفي فؤادِيَ لا فَوْدِي قَتِيرُ هوًى | |
|
| لم يُخْفِهِ الشَّعْرُ إِذْ لم يُبْدِهِ الشَّعَرُ |
|
خذ من غرامِيَ ما تتلُو به سُوَراً | |
|
| مُحَذِّرَاتِكَ ما تَبْلو به الصُّوَرُ |
|
أَما الخُدورُ فلم يَسْكُنْ بها قَلَقِي | |
|
| يوماً ولم يَمْشِ في أَشواقِيَ الحّذَر |
|
فإِنْ تَمَنَّعَ قلبي من تَقَلُّبِهِ | |
|
| فما انْتَهَى بِي لَعَمْرِي في الهَوَى العُمُرُ |
|
أَنا المُحِبُّ وما بي ما يُقالُ لَهُ | |
|
| أَوْلَى لك العَذْلُ أَم أَولَى لك العُذُرُ |
|
إِن قلتُ ماسَ فما قصدي به غُصُنٌ | |
|
| أَو استنارَ فما قصدي به قَمَرُ |
|
خُلِقْتُ كالنَّبْعِ إِلا أَنَّ لي ثَمَراً | |
|
| والنبعُ عريانُ ما في فرعِهِ ثَمَرُ |
|
المالُ عِنْدَ ذوي الإقْتَارِ مُحْتَقَبٌ | |
|
| والمالُ عند ذوي الأَقدارِ مُحْتَقَرُ |
|
فإِنْ عدمْتُ الذي صاروا له عُدُماً | |
|
| فما افتقَرْتُ وعندي هذه الفِقَرُ |
|
ولم أُقَلْقِلْ رِكابي إِنْ نَبَا وطَنٌ | |
|
| ولا أَطَلْتُ اغترابي إِنْ نَأَى وَطَر |
|
لكن بَنُو الْحَجَرِ اسْتَدْعَتْ مكارِمُهُمْ | |
|
| عَزْمِي وقد كانَ يُسْتَدْعَى بِها الحَجَرُ |
|
نادى لسانُ النَّدى منهم فأَسْمَعَنِي | |
|
| فقمتُ أَعْبُرُ بحراً كلُّهُ عِبَرُ |
|
ترى المواخِرَ تَجْرِي في زَوَاخِرِهِ | |
|
| فترتَقِي في أَعالِيها وتَنْحَدِرُ |
|
من كل سَوْدَاءَ مِثْلِ الخالِ يَحْمِلُها | |
|
| بِوَجْنَةٍ منه فيها للضُّحى خَفَرُ |
|
حتى وَرَدْت فأَروانِي وأَحْسَنَ بي | |
|
| صَدْرٌ موارِدُهُ يَشْجَى بها الصَّدِرُ |
|
كانَتْ مناقِبُ آمالي مُنَقَّبَةً | |
|
| فالآن أَسْفَرَ عن جَبْهَاتِهِا السَّفَرُ |
|
هذا أَبو القاسِمِ المقسومُ نائِلُه | |
|
| ما السيلُ ما البَحْرُ ما الأَنهارُ ما المَطَر |
|
محاسِنٌ إِنْ أَبو بكرٍ تَقَدَّمَها | |
|
| فما تَأَخَّرَ عُثْمَانٌ ولا عُمَرُ |
|
سمعتُ عنهُمْ وقد شاهَدْتُهُمْ نَظَراً | |
|
| فأَحْسَنَ الخُبْرُ ما لَمْ يَجْلُهُ الخَبَرُ |
|
كذاك جادُوا نَدًى فيه أَجَدْتُ ثَناً | |
|
| فليس يُعْرَفُ لا حَصْرٌ ولا حَصَر |
|
والشعرُ فيه قصيرٌ عُمْرُهُ زَهَرٌ | |
|
| يَذْوَى ومنه طويلٌ عُمْرُهُ زُهُرُ |
|
فكالمواعِظِ سَهْلٌ صَوْغُها زُبُرٌ | |
|
| وكالحديدِ ثقيلٌ وَزْنُهُ زُبَر |
|
أَو كالعيونِ فهذِي حَظُّها حَوَلٌ | |
|
| يَغُضُّ منها وهذِي حَظُّها حوَرُ |
|
يا قائداً قاد من وَصْفِي لِعِتْرَتِهِ | |
|
| ما تَحْمِلُ المِسْكَ عن أّنْفِاسِهَا العِتَرُ |
|
للهِ دّرُّ حَيَاءٍ حُزْتَهُ وَحياً | |
|
| كأَنَّكَ العَضْبُ فيه الأّثْرُ والأَثَر |
|
تثيرُ بالقولِ أَو تُثْرِي مُجَانَسَةً | |
|
| فلفظُكَ الضَّرَبُ المعسولُ والضَّرَرُ |
|
وفي يمينِكَ يَجْري كَيْفَ تَأْمُرُهُ | |
|
| ما يحسُدُ الذِّكْرَ عَنْهُ الصارِمُ الذَّكَر |
|
تلك اليراعةُ من تلك اليَرَاعَةِ إِنْ | |
|
| تُقَصِّر السُّمْرُ عنها طَوَّلَ السَّمَرُ |
|
وكم تشاجَرَ أَقوامٌ فقلتُ لهُمْ | |
|
| إِن الأَصولَ عليها تنبتُ الشجَرُ |
|
أَنالَني في اغترابِي كُلَّ مُغْرِبَةٍ | |
|
| فما النفيرُ بمعدومٍ ولا النَّفَر |
|
وشَدَّ أَزْرِي فلم أَحفِلْ بنائبةٍ | |
|
| تقول أَنيابُها هيهاتَ لاَ وَزَرُ |
|
من بعدِ ما قَرَّعَتْنِي كل قارِعَةٍ | |
|
| أَيامُها الحُمْرُ من أَعْيَانِها الحُمُر |
|
وبِتُّ أَضرِبُ بالأَشعارِ طائِفَةً | |
|
| لو أَنَّهُمْ ضُرِبُوا بالسَّيْفِ ما شَعَرُوا |
|
إِذَا نَحَتُّ القوافِي من مقاطِعِها | |
|
| قالوا تَكَلَّفْ لنا أَنْ تَفْهَمَ البَقَرُ |
|
إِليكَ جئتُ بها عذراءَ منشِدَةً | |
|
| لا عُذْرَ عندَكَ إِنْ لَمْ تُفْضَض العُذَر |
|
أَنْصَفْتُهَا بكَ نِصْفَ الشهرِ شَيِّقَةً | |
|
| تكادُ لو أُخِّرَتْ للفِطْرِ تَنْفَطِر |
|
وطابَقَتْكَ فمنها الدُّرُّ منتظِمٌ | |
|
| كما رأَيتَ ومنكَ الدُّرُّ منتثِرُ |
|