أَرَابَهُ البانُ إِذ لم يَقْضِ آرابا | |
|
| فارتدَّ ناظرُهُ المرتادُ مرتابا |
|
وكان أَوطانَ أَوطارٍ محَاسِنُها | |
|
| تَسْتَنْفِذُ اللَّفْظَ إِطراءً وإطرابا |
|
حيثُ المغانِي غَوَانٍ ما اشْتَكَتْ يَدُها | |
|
| يوماً من الخُرَّدِ الأَترابِ إِترابا |
|
ولا أَلَمَّ بها مثلي بأَدْمُعِهِ | |
|
| فاستَعْجَزَ الغَيْبَ إِرباءً وإِربابا |
|
يا حبذا البانُ إِذ أَجني فَوَاكِهَهُ | |
|
| على ذُرَى البانِ أَعناباً وعُنَّابا |
|
وإِذْ أَبِيتُ وكأْسُ الراح مالئَةٌ | |
|
| كَفِّي حَبَاباً وطَرْفِي فيه أَحْبَابا |
|
سقاهُ كالدَّمْعِ إِلا ما يُؤَثِّرُهُ | |
|
| فإِنه مَنَع الإِجْدَاءَ إجْدَابا |
|
وجَرَّ فيه كأَنفاسِي غَلاَئِلَهُ | |
|
| شَذاً تقولُ له الأَطْنَابُ إِطْنابا |
|
قِفَا لأَعْتِبَ دَهْراً لانَ ثُمَّ عَسَى | |
|
| عَسَاهُ يُعَقِبُ هذا العَتْبَ إِعْتَابا |
|
واستنزِلاَ بلطيفٍ من حديثِكُمَا | |
|
| قلباً طواهُ على الأَحقادِ أَحْقَابا |
|
للهِ ما ضَمَّتِ الأَوزاعُ من قَمَرِ | |
|
| أَرْخَى ذوائِبَ عنهُنَّ الدُّجَى ذَابا |
|
أُغَمِّضُ اللحْظَ منه حينَ ينظُرُ عن | |
|
| جفنٍ هُوَ النصلُ إِرهافاً وإِرهابا |
|
وربما زارَني زَوْراً وشَقَّ إِلى | |
|
| وَصْلِي حِجاباً يراعيهِ وحُجَّابا |
|
ما كنتُ أُسْكِرُ طرْفِي من مُدامِ كَرًى | |
|
| لو لَمْ يُحَرِّمْ على الإِصْحَاءِ أَصحابا |
|
يا مَنْ إِذا ما وَفَى اسْتَوْفَى الحُشَاشَةَ لا | |
|
| عَدِمْتُ حالَيْكَ إِعطاءً وإِعْطَابا |
|
ومُغْرِياً جَفْنَ عَيْنِي بالمنامِ لقد | |
|
| أَبدَعْتَ في ذلك الإِغراءِ إِغْرَابا |
|
وفاضَ لي من أَبي الفَيَّاضِ بَحْرُ نّدًى | |
|
| أَنشا سحاباً من المعروفِ سَحَّابا |
|
المالكَ الموسعَ الأَملاكَ ما بَرَقَتْ | |
|
| صوارِمُ الحَرْبِ إِجلاءً وإِجلابا |
|
والمُقْطِعَ المعشرَ الراجينَ ما لقِحَتْ | |
|
| سمائمُ الجدب إِنهالاً وإِنهابا |
|
والبانِيَ المجدَ صَرْحاً من تِلاوَتِهِ | |
|
| أَنا الَّذي أَبْلَغَ الأَسْبَابَ أَسْبابا |
|
أَفناؤهُ الخُضْرُ تستَدْعِي بنَضْرَتِها | |
|
| معاشِرَ الناسِ إِرْعاداً وإِرْعابا |
|
هِيَ الحِمَى حَلَّ منهُ أَو نَأَى وكَذَا | |
|
| كَ الليثُ إِنْ غابَ يَحْمِي بَأُسُهُ الغابا |
|
شَهْمٌ هُوَ السَّهْمُ تسديداً لشاكِلَةٍ | |
|
| مَهْمَا أَصابَ شَفَى للدينِ أَوْصابا |
|
غَضَنْفَرٌ لا يزالُ الماضِيانِِ له | |
|
| إِن حادِثُ الدَّهْر نابَ الظُّفْرَ والنابا |
|
منْ كلِّ أبْيَضَ مهما التاجُ في وَهَجٍ | |
|
| أَقامَ يُلْهِبُ نارَ الحربِ إِلهابا |
|
وكُلَّ أَسْمَرَ مهما جالَ في حَرَجٍ | |
|
| وانسابَ أَلْحَقَ بالحَيَّاتِ أَنْسابا |
|
لفَّ الشجاعَةَ منه بالتُّقَى فغدا | |
|
| يُريكَ من دِمْنَةِ المحرابِ مِحْرَابا |
|
نَجْلُ الأَكابِرِ والأَمْلاكِ ما بَرِحُوا | |
|
| للمُلْكِ مُنْذُ رُبُوا في الحِجْر أَرْبَابا |
|
عَليه شَبُّوا ومن أَثْدَائِهِ رَضَعُوا | |
|
| حتى لَصَارَتْ لَهُمْ آدابُه دَابا |
|
طالوا وطابوا ومهما طالَ مكرُمَةً | |
|
| فَرْعُ امرِىءٍ في العُلاَ فالأَصلُ قد طابا |
|
نَهَّابُ أَعدائِهِ وَهَّابُ أَنْعُمِهِ | |
|
| أَحْسِنْ بحالَيْهِ نهَّاباً وَوَهَّابَا |
|
لِلْجُودِ والبَأْسِ أَحزابٌ بِرَاحَتِهِ | |
|
| ساقَتْ إِليه جيوشُ الشُّكْرِ أَحْزَابا |
|
أَتَتْ إِليه بناتُ الشِّعْرِ قاصِدَةً | |
|
| وَكَمْ أَتَتْ قبلُ خَطَّاراً وخَطَّابا |
|
من كُلِّ مُلْهَبَةِ الأَلفاظِ مُذْهَبَةٍ | |
|
| تُشَعْشِعُ الطِّرْسَ إِلهاباً وإِذْهَابا |
|
تَوَقَّدَتْ فَلَوَانَّ المَرْءَ يُنْشِدُها | |
|
| في شهرِ كانُونَ ظنُّوا آبَ قَدْ آبَا |
|
كم مِنْ حقائِبِ أَحْقابٍ قد امْتَلأَتْ | |
|
| بشُكْرِ بِرِّكَ إِنجازاً وإِنْجابا |
|
من كانَ مثلَكَ يُرْجَى خَيْرُهُ أَبّدًا | |
|
| رَأَى جميعَ شهورِ العامِ أَرْجَابا |
|