طارَ عَنْ بَرْقَةِ بَرْقٍ فَشِمِ | |
|
| ضَمَّ سِقْطَيْهِ بِسِقْطَيْ إِضَمِ |
|
عارَضَ العارِضَ فافترَّتْ به | |
|
| شفتاهُ اللُّعْسُ عَنْ مُبْتَسَمِ |
|
وَسَرَى يَسْأَلُ عن وادِي الغَضَا | |
|
| وهو يَسْتَنُّ هِضابَ الْمَوْسمِ |
|
كلما ضَلَّ جَرَتْ أدْمُعُهُ | |
|
| في حواشِي وَجَنَاتِ الأَكَمِ |
|
أَيُّ عِقْدٍ للحيا مُنْتَشثرٍ | |
|
| قَلَّدَ الدَّوْحَ حِلَى مُنْتَظِمِ |
|
جَرَّعَ الأَجْرَعَ من مُزْنَتِهِ | |
|
| ضَرَبًا مُنْبَعِثاً عن ضَرَمِ |
|
وعلى السَّفْحِ عيونٌ جرحت | |
|
| فَهْيَ لا تَسْفَحُ إِلا بالدَّمِ |
|
وفؤادٍ لم تَزَلْ نارُ الجوى | |
|
| فيه تُذْكَى برياحِ اللُّوَّمِ |
|
وقف الشوقُ به في مَعْرَكٍ | |
|
| نازحِ الأَجْرِ بعيدِ المَغْنَمِ |
|
إنما جَسَّر أَلْحَاظَ المَهَا | |
|
| أَنها تُتْلِفُ ما لَمْ تَغْرَمِ |
|
قَعْقَعَتْ أَبطالُه شِنْشِنَةً | |
|
| وَجْدُهُ يَعْرِفُها من أَخْزَمِ |
|
فسلِ العَنْدَمَ في أَنْمُلِها | |
|
| إِنْ تَوَصَّلْتَ إِليهِ عَنْ دَمِي |
|
وَسَلامٍ حَمَلَتْ رِيحُ الصًّبا | |
|
| منه ما هَزَّ فروعَ السَّلَمِ |
|
جاذَبَ الأَحْدَاجَ أَطرافَ البُرَى | |
|
| فاستجارَتْ بالرَّسِيمِ المِيسَمِ |
|
زارَني والبَدْرُ في جِنْحِ الدُّجَى | |
|
| مَلَكٌ من فَوْقِ طِرْفٍ أَدْهَمِ |
|
وضعَ النَّثْرَةَ عنه نَثْرَةً | |
|
| واكْتَفَى رَزْمَ سِنانِ المِرْزَمِ |
|
فاستجابَتْ هِمَمِي مُوقِظَةً | |
|
| طَرْفَ عزمٍ بَعْدَها لم يَنَمِ |
|
وأَذقتُ النفسَ من شُهْدِ المُنَى | |
|
| ثم عرَّضْتُ لها بالعَلْقَمِ |
|
فانْثَنَتْ تُنْثَرُ من أَنْجُمِهِ | |
|
| دُرَرٌ لولا العُلَى لم تُنْظَمِ |
|
بمعانٍ ماتَأَتَّى حَوْكُها | |
|
| لِزُهَيْرٍ في مَعَالِي هَرمِ |
|
عَظُمَتْ قِيمَتُهَا مُذْ عَلِقَتْ | |
|
| بأَميرِ المؤمنينَ الأَعظمِ |
|
كَعْبَةِ المَنِّ التي مَنْ زارَها | |
|
| باتَ في أَمْنِ حَمَامِ الحَرَمِ |
|
قِبْلَةِ الدينِ التي يأْتَمُّها | |
|
| عندما ينزِلُ عِيسى مَرْيَمِ |
|
جَوْهَرِ النورِ الذي آنسَهُ | |
|
| لَحْظُ موسَى في سوادِ الظُّلَمِ |
|
حُجَّةِ اللِه التي حَجَّ بها | |
|
| خَلْقُهُ من كافرٍ أَو مُسْلِمِ |
|
دَوْحَةِ الفضلِ التي أَغصانُها | |
|
|
قائِدِ الجَيْشِ الذي مَنْ راعَهُ | |
|
| باسْمِهِ قَبْلَ التَّلاقِي يُهْزَمِ |
|
|
| أَيُّ نَقْعٍ والثَّرَى بَحْرُ دَمِ |
|
بَنَتِ السُّمْرُ سماءً فوقَهُ | |
|
| شُهْبُها ما حَمَلَتْ مِنْ لَهْذَمِ |
|
وشَدَتْ أَلْسُنُ أَغمادِ الظُّبَا | |
|
| بِفَصِيحٍ في ثُغورِ العِمَمِ |
|
طرِبَتْ من تحتِها الشمسُ فكَمْ | |
|
| نَثَرَتْ من نُورِها من دِرْهمِ |
|
وَتَبَدَّى عَلَمُ النَّصْرِ بهِ | |
|
| خافِتًا كالنَّارِ فَوْقَ العَلَمِ |
|
حَلَّقَتْ من خَلْقِهِ راياتُهُ | |
|
| فَهْيَ أَمثالُ الحَمَامِ الحُوَّمِ |
|
عّذَبٌ يَلْعَبُ فيها ذَهّبٌ | |
|
| لَعِبَ البَرْقِ بذَيْلِ الدِّيَمِ |
|
وينودٌ جَعَلَ الجَوُّ بها | |
|
| مَسْكَنَ الفَتْخاءِ مَأْوى الضِّيْغَمِ |
|
من نُعُوشٍ رُوحُها الريحُ فما | |
|
| تَأْتَلِي تَفْغَرُ أَرْجَاءَ فم |
|
كلُّ لُبٍّ صاعدٍ في صَعْدَةٍ | |
|
| قابضٍ منها بِلِيْتَيْ أَرْقَمِ |
|
وعُقابٍ كُلَّما حَوَّمَهَا | |
|
| عارِضٌ رَوَّعَ سَيْرَ الأَنْجُمِ |
|
في يَدَيْ كلِّ كميٍّ باسمِهِ | |
|
| يخدُمُ الموتُ شِفارَ المِخْذَمِ |
|
يَعْتَلِي من طَرْفِهِ في مَهْمَهٍ | |
|
| دونَ أَنْ يُكْلَمَ مَعْنَى الكَلِمِ |
|
فإِذا اسْتَطْرَدَ في معرَكَةٍ | |
|
| عَلَّمَ الفارِسَ ما لك يَعْلَمِ |
|
وإِذا ريحُ نشاطٍ نَفَحَتْ | |
|
| نَفَخَتْ منهُ بأَذْكَى ضَرَم |
|
ذاك جيشٌ لو رَمَى أَبطَالَه | |
|
| بالصّروفِ الدَّهْرُ لم تَنْهَزِمِ |
|
هُوَ منه حيثُ ما دارَ بهِ | |
|
| حيثُ حَلَّتْ غُرَّةٌ من أَدْهَم |
|
|
| عهدَتْهُ عنده من مَطْعَمِ |
|
|
| مُسْتَهَاماً بإِخاءِ القَشْعَمِ |
|
فَرَحٌ سِيئَتْ له أَعداؤُهُ | |
|
| رُبَّ عُرْسٍ كائنٍ عن مَأْتَمِ |
|
|
| وأَطاعَتْهُ رِقابُ الأُمَمِ |
|
دَعْوَةً رَجَّعَهَا مُسْتَمْسِكٌ | |
|
| بِعُرَى القَصْدِ التي لم تُفْصَمِ |
|
كُلَّمَا رامَ نهوضاً حَصَّهُ | |
|
| قَوْلُ زُغْبٍ عندَهُ لا تَرمِ |
|
قد سَطَا الخَطْبُ عليه فاشْتَكَى | |
|
| من أَيادِيكَ لأَوفي حَكَمِ |
|