ما ضَرَّ مَن حَدَتِ النَوى أَجمالَها | |
|
| لَو أَنَّها أَهدَت إِلَيكَ خَيالَها |
|
ضَنَّت عَلَيكَ بِوَصلِها في قُربِها | |
|
| أَفَتَبتَغي بَعدَ النُزُوحِ وِصالَها |
|
نَزَلَت جِبالَ تِهامَةٍ فَلِأَجلِها | |
|
| يَهوى الفُؤَادُ تِهامَةً وَجِبالَها |
|
وَتَدَيَّرَت مَنشَا السَيالِ فَلَيتَني | |
|
| رَوَّيتُ مِن سَيلِ الدُموعِ سَيالَها |
|
يا صاحِبَيَّ قِفا عَليَّ بِقَدرِ ما | |
|
| أَسقي بِواكِفِ عَبرَتي أَطلالَها |
|
فَلَطالَما مَلَأت سُعادُ عِراصَها | |
|
| طيباً إِذا سَحَبَت بِهِ أَذيالَها |
|
وَمَشَت عَلى تِلكَ الرُبوعِ فَصَيَّرَت | |
|
| أَغلى مِنَ الدُرِّ الثَمينِ رِمالَها |
|
صَرَمَت حِبالَك فَاستَرَبتَ وَإِنَّما | |
|
| صَرَمَت حِبالَكَ إِذا صَرَمتَ حِبالَها |
|
وَلَقَد سَرَت بِكَ وَالرِكابُ لَواغِبٌ | |
|
| مِرقالَةٌ شَكَت الفَلا إِرقالَها |
|
مَذعُورَةٌ ذُعرَ النَعامَةِ أُلهِبَت | |
|
| لَما أَضَلَّت بِالعَشِيِّ رِئالَها |
|
لَعِبَت بِنُمرُقِها الشَمالُ وَمَزَّقَت | |
|
| في البيدِ أَنيابُ العَضاهِ جِلالَها |
|
وَكَأَنَّ مِشفَرَها عَلى مِعوالَةٍ | |
|
| مَتَحَ الرِجالُ مِنَ القَليب سِجالَها |
|
وَكَأَنَّما لَطَخَ الدَبا بِلُعابِهِ | |
|
| أَرفاغَها وَحِجالَها وَقِلالَها |
|
صَهباءُ أَدمَتها السِياطُ فَأَشبَهَت | |
|
| صَهباءَ سَيَّلَتِ الأَكُفُّ بُزالَها |
|
بَرَكَت حِيالي كَالحَنِيَّةِ في الدُجى | |
|
| وَهَجَدتُ مِثلَ المَشرَفيّ حِيالَها |
|
مِثلُ الهِلالِ مِنَ الوَجيفِ تَؤُمُّ بي | |
|
| مِصباحَ قَيسٍ كُلِّها وَهِلالَها |
|
مَلِكٌ أَنالَ فَنالَ أَبعَدَ غايَةٍ | |
|
| في المَجدِ لَم تَرَ مَن أَنالَ مَنالَها |
|
وَعَدَ الذَوابِلَ أَن يُهينَ صُدورَها | |
|
| لِتُعِزَّهُ فَوَفَت لَهُ وَوَفى لَها |
|
مُتَمَكِّنٌ في الحِلمِ لَو وازَنتَهُ | |
|
| بِالشامِخاتِ الباذِخاتِ أَمالَها |
|
ضَلَّت رَكائِبُنا فَأَوضَحَ سُبلَها | |
|
| مَلِكٌ أَزالَ ضَلالَنا وَضَلالَها |
|
وَشَكَت إِلَيهِ كَلالَها فَأَنالَها | |
|
| نَيلاً يَزيدُ لَغوبَها وَكَلالَها |
|
حَمَلَت لهُاهُ وَمَن تَحَمَّلَ شُكرَهُ | |
|
| منّاً فَكَثَّرَ فَضلُهُ أَحمالَها |
|
تَجِدُ المُلوكَ إِذا عَدَدتَ كَثيرَةً | |
|
| وَترى الكَبيرَ إِذا عَدَدتَ ثِمالِها |
|
أَلقى النِجادَ عَلى مَناكِبِ ماجِدٍ | |
|
| أَلقَت إِلَيهِ المَكرُماتُ رِحالَها |
|
مِنَ مَعشَرٍ يَتَغايَرونَ عَلى العُلى | |
|
| وَيَرونَ أَنكَرَ مُنكَرٍ إِغفالَها |
|
وَإِذا تُلِمُّ مِنَ الزَمانِ مُلِمَّةٌ | |
|
| حَمَلَت ظُهُورُ جِيادِهِم أَثقالَها |
|
قَومٌ إِذا سَلّوا السُيوفَ رَأَيتَها | |
|
| أَمثالَهُم وَرَأَيتَهُم أَمثالَها |
|
لَكِنَّهُم أَحسابُهُم مَصقُولَةٌ | |
|
| وَسُيوفُهُم يَتَعاهَدونَ صِقالَها |
|
رَجَحَت حُلومُهُمُ وَفي يَومِ الوَغى | |
|
| تَلقاُهُمُ حُلَماؤُها جُهّالَها |
|
أُسدٌ تَعَوَّدَتِ الجَميلَ وَعَوَّدَت | |
|
| فِعلَ الجَميلِ مِنَ الصِبا أَشبالَها |
|
غالَت أَعاديها وَغالَت في العُلى | |
|
| وَحَمَت بِأَطرافِ القَنا أَغيالَها |
|
يا مَن أَراحَ مِنَ المَذمَّةِ راحَةً | |
|
| أَضحى جَميعُ العالمينَ عِيالَها |
|
أَنعِل جِيادَكَ بِالأَهِلَّةِ إِنَّها | |
|
| لَتَجِلَّ أَن تَلقى الحَديدَ نِعالَها |
|
عَوَّدتَها أَن لا تَصونَ صُدورَها | |
|
| وَتَصونُ مِن وَقعِ القَنا أَكفالَها |
|
في مَأزِقٍ لا يَستَقِرُّ بِهِ الطُلى | |
|
| لَو طالَعتَ فيهِ المَنونَ لَهالَها |
|
حُزتَ العُلى حَتّى غَدَوتَ يَمينَها | |
|
| وَغَدا المُلوكُ بَنو المُلوكِ شِمالَها |
|
وَرَدَدتُ بِالبيضِ الصَوارِمِ دَولَةً | |
|
| لَولاكَ ما كانَ الزَمانُ أَدالَها |
|
فَأَقمتَ أَركانَ الشَريعَةِ بَعدَما | |
|
| كانَ الزَمانُ بِمَنكِبيهِ أَمالَها |
|
وَحَمَلتَ عَنها النائِباتِ وَلَم تَزَل | |
|
| كَشّافَ كُلِّ مُلِمَّةٍ حَمّالَها |
|
وَكَذاكَ كانَ أَبوكَ يَكشِفُ ضُرَّها | |
|
| وَيَفُكَّ مِن أَعناقِها أَغلالَها |
|
لِلّهِ عاقِبَةُ الشِهابِ فَإِنَّها | |
|
| ما بَلَّغَت فينا العِدا آمالَها |
|
وَلَقَد تَأَلَّمَتِ المَكارِمُ وَاِغتَدى | |
|
| إِبلالُهُ مِمّا شَكا إِبلالَها |
|
يا مَن تَجَمَّلَتِ العُصورُ بِوَجهِهِ | |
|
| لا أَعدَمَ اللَهُ القُصورَ جَمالَها |
|
إِنّي حَبَستُ عَلى عُلاكَ مَدائِحي | |
|
| وَحَلَلتُ عَنها في البِلادِ عِقالَها |
|
لا تَحمَدَني في مَقالِ قَصيدَةٍ | |
|
| وَاحمَد نَداكَ فَإِنَّ فَضلَكَ قالَها |
|